استقبلت مستعجلات المستشفى الإقليمي الدراق ببركان حوالي الساعة الثالثة والنصف من بعد زوال يوم الخميس 6 ماي 2010 مسنا في الثانية والسبعين من عمره في حالة صحية متردية وصلت إلى حدود ظهور ديدان بجنبات عضوه التناسلي من جراء التعفنات وتآكل أطراف من جهة ظهره. رائحة كريهة كانت تنبعث من جسد المسن النحيف حيث اخترقت القاعة التي كان يتواجد بها بقسم المستعجلات وسط استغراب وذهول الوافدين من المواطنين والمرضى والعاملين بالمستشفى السالف الذكر الذين عملوا على نقله إلى قسم الجراحة العامة حيث خضع للعلاجات الضرورية . الأمر يتعلق بالمسمى الدردوري ميلود 72 سنة نزيل بدار المسنين ببركان منذ مدة وهو يصارع المرض دون أن تجد جثته التي افترستها الديدان وهو على قيد الحياة من يعطيها الرعاية الكافية من تنظيف وتقليب مسن لا يقوى حتى على تحريك جسده حيث كان النوم الطويل على ظهره حسب أحد المصادر وراء ذلك التآكل لهيكل عظمي لم يجد من يحركه بين الفينة والأخرى من أجل تفادي عواقب وخيمة قادته من أجل الإستشفاء. وكان نفس المسن قد تلقى العلاجات منذ أيام وتم إرجاعه إلى دار العجزة ببركان أين يستقر ولكن تفاقمت وضعيته الصحية من جديد بغياب العناية على مستوى تنظيف جسمه النحيف وكذا مساعدته على تحريك جثته في اتجاهات اليمين واليسار وعلى الظهر . الأمر الذي انتهى به بين أحضان المستعجلات ومعانقة الأوجاع في انتظار إعادة السيناريو المؤلم على حد تعبير أحد المتتبعين الذي وصف حالة المسن بالمؤسفة خاصة وان البراز يبس على جلده وبحفاظته دون تغييرها في الوقت المناسب . وإذا كان الإهمال واللامبالاة قد نالت من جسد ضعيف حسب المصدر المذكور فإنه ليس سوى نموذج لمسنين ومسنات حسب إفادته لجريدة «الأحداث المغربية» يعانون من غياب المتابعة الصحية بدار العجزة ببركان التي ربطتها شراكة مع وزارة الصحة في السابق بعد تدشينها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في زيارة سابقة. انتقادات واسعة من أجل تفعيل هذه الشراكة خدمة لأجساد آدمية تذوق المرارة في المرحلة الأخيرة من حياتها والتي تتطلب من خلالها عناية خاصة بتوفير جو مناسب داخل دار العجزة بتوفير من يسهر على راحة العجزة من المواطنين الذين يضطرون إلى ولوج أبوابها.