كانت علامات الخوف والهلع بادية على وجه سناء وهي تنظر هنا وهناك وكأنها تعيش لحظات الاعتداء الوحشي وتترقب استقبال ضربات موجعة أو لكمات قوية أنستها سيناريو ما حدث لها فوق رمال الشاطئ متسائلة بكل بساطة عن مكان العثور عليها وعن التحاقها بأسرتها . لم تعد سناء تذكر شيئا حيث توقف تفكيرها عند وصولها إلى مدينة بركان قادمة من مدينة وجدة على متن سيارة أجرة كبيرة . كانت الساعة تشير إلى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 13 أبريل 2010 حين استقبلت مستعجلات المستشفى الإقليمي الدراق ببركان الضحية سناء «م» في العشرينيات من عمرها وهي شبه عارية بعد أن تم نقلها على متن سيارة إسعاف من مدينة السعيدية حيث تم العثور عليها في صباح نفس اليوم بالشاطئ أين انتقلت المصالح الأمنية بعد إخبارها من أجل المعاينة وفتح تحقيق في القضية . فحوصات طبية أولية تبين من خلالها إصابات متفاوتة الخطورة على مستوى الوجه والرأس وأنحاء مختلفة من جسمها الذي التصقت به طبقات الدماء وبقايا الرمال من جراء اعتداء وحشي ترك بصماته واضحة بانتفاخ العينين وسيلان الدم من الأذن اليسرى. بالنسبة لفحص أخصائي الولادة فقد أثبت غياب علامات الاغتصاب أوالاعتداءات الجنسية وإن كانت الضحية غير عازبة حسب نفس الفحص الذي وصل جانب منه عبر خبرة طبية إلى أن الضحية تعيش اختلالات نفسية تبينت باسترجاع وعيها بعد أن قضت 24 ساعة في غيبوبة تامة بالعناية المركزة بالمستشفى السالف ذكره. هذا وقد تم نقل الضحية لمستشفى الرازي بمدينة وجدة أين تسكن عائلتها من أجل الرعاية النفسية واسترجاع معنوياتها. من جانب ذي صلة فتحت عناصر من الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بمدينة السعيدية تحقيقا موسعا للوصول إلى الجناة الذين كانوا وراء الاعتداء الوحشي في حق شابة استقبل جسدها تعنيفا واضحا لا تزال أسبابه غامضة بغياب الاعتداء الجنسي وفقر الضحية الذي يبعد في نظر بعض الأطراف فرضية الأطماع المادية. مشاكل عائلية حسب المساعدة الاجتماعية بالمستشفى المذكور أثرت على الضحية التي لا تتذكر تفاصيل عملية الاعتداء عليها من طرف مجرمين في نظرها عنفوها بطرق وحشية خاصة على مستوى رأسها، حيث تلقت ضربة من الممكن أن تؤثر عليها ومطالبة برجوعها لبيت العائلة ووضع حد لخلاف كانت عواقبه وخيمة على شابة تلقت تعليما جامعيا قبل أن تتقاذفها الأزمة النفسية وتوتر العلاقات العائلية . اعتداء غريب يحمل بين طياته غياب سرد الضحية بعامل النسيان غير المفهوم لمجريات ووقائع الحادث ووصف العناصر المعتدية لتسهيل الوصول إليها حتى لا تفلت في نظر نفس الأطراف من العقاب .