أصبح المستشفى الإقليمي ببنسليمان يعرف أوضاعا مزرية وسيئة نتيجة الإهمال والتهميش الذي طال جل مرافقه وأقسامه، وكذلك بسبب سوء تدبير بعض القطاعات المرتبطة به، كالصيانة والتجهيز و قطاع النظافة. فالمستشفى المذكور حسب بعض الأطر الصحية يعرف خصاصا ونقصا في الموارد البشرية وخاصة في بعض التخصصات، كجراحة العظام والمفاصل، وفي بعض الممرضين أيضا، ونذكر على سبيل المثال وجود ممرض واحد يعمل بالتناوب بمصلحة المستعجلات التي تنعدم فيها وسائل وأدوات العلاج، وهذا غير كاف، خصوصا في الفترة الليلية، حيث يتوافد عليها العديد من الحالات المستعجلة التي تتطلب علاجا فوريا. كما أنه (المستشفى) لاتوجد به الوسائل والتجهيزات الأساسية والضرورية والكافية لتقديم العلاجات والقيام بالعمليات الجراحية لعشرات المرضى، الذين يستقبلهم يوميا من مختلف جماعات ومناطق الإقليم، لكونه لا يتوفر إلا على قاعة واحدة لإجراء العمليات الجراحية، هذه الأخيرة تفتقد لأبسط الوسائل والشروط الضرورية للاشتغال. فالأدوات والوسائل المستعملة في الجراحة قديمة وغير كافية مما يجد معه الطاقم الطبي صعوبة في القيام بالعمليات الجراحية، كما أنها لاتتوفر على مرافق صحية ( مراحيض ومستودع لتغيير الملابس...) تساعد الأطر الصحية على القيام بواجبها في أحسن الظروف، ولا على خزان للأدوية. أما حالات الولادة التي تتطلب عمليات جراحية مستعجلة فيصعب إجراؤها بالمستشفى الإقليمي لعدم وجود قاعة خاصة بذلك بجناح الولادة، مما يضطر معه أهل المرأة الحامل إلى التوجه إلى المستشفيات بالمدن المجاورة كالرباط والمحمدية أو الدارالبيضاء، الشيء الذي يعرض أرواح هؤلاء الحوامل إلى الخطر. ورغم وجود بعض الأطباء المتخصصين في بعض الأمراض، فإن عملهم وفحوصاتهم تبقى غير ذات جدوى لقلة وانعدام الأجهزة والوسائل الطبية للكشف عن المرض. وإذا كان المستشفى يتوفر على حوالي 40 سريرا لإيواء المرضى الذين يتابعون العلاج به، فالتجهيزات والقاعات المتوفرة غير كافية، والأفرشة قديمة وبالية، ولم تعد صالحة للاستعمال، إضافة إلى ذلك، فإن البنية التحتية للمستشفى تدهورت بشكل كبير، وخاصة بجناح المرضى، حيث ظهرت شقوق بسقفه وجدرانه، أما المراحيض المخصصة للمرضى فهي في وضع جد متردي. لكن المشكل الكبير الذي يعاني منه المرضى والعاملون بالمستشفى الإقليمي هو قلة النظافة التي نتج عنها اتساخ القاعات و الممرات، فاستغلت القطط هذا الوضع المتردي والمتسخ واحتلت وغزت جميع مرافق المستشفى، وأصبح منظرها يثير استغراب واشمئزاز الجميع وهي تتسابق لتناول فتات الطعام بين ومن أمام المرضى، وكذا تراكم الأزبال وبقايا الأدوية، حيث أصبحت تنبعث منها روائح كريهة أزكمت أنوف المرضى والأطر الصحية، وكذا العائلات التي تزور المستشفى للاطمئنان على صحة مرضاها. إضافة إلى ذلك فإنه أصبح يعرف فوضى عارمة لعدم احترام المواطنين لمواقيت الزيارة، مما يؤدي إلى عرقلة عمل الممرضين والأطباء الذي يقومون بواجبهم وكذا إزعاج راحة المرضى، وكثيرا ما وقعت خصومات ومشادات كلامية بين الأطر الصحية والمواطنين وحراس الباب، بسبب الفوضى والتسيب، وعدم احترام أوقات الدخول والخروج، وقد قدمت في هذا الشأن عدة شكايات لدى المحكمة الابتدائية ببنسليمان. هذا الوضع المتردي الذي يعرفه المستشفى الإقليمي والذي تفاقم مؤخرا بشكل كبير ومقلق، وأصبح يشكو ويعاني منه الجميع يحتم ويفرض على المسؤولين بالقطاع التدخل لمعالجة الوضع الصحي بهذا المستشفى، في انتظار افتتاح المستشفى الجديد الذي يوجد بعين الشعرة، والذي انتهت به الأشغال مؤخرا.