تعرف بلدة تالسينت في الآونة الأخيرة حراكا شعبيا و مجموعة من الاحتجاجات على شكل حلقيات ووقفات و مسيرات شعبية , تنديدا بالتهميش و الإقصاء الذي تشهده المنطقة عامة بمركزها و الدواوير التابعة لها , نتيجة لسياسة الأذان الصماء التي ينهجها المسؤولون ضد مطالب مرتبطة بأبسط شروط الحياة و العيش الكريم من قبيل السكن , الصحة , التعليم ,و فك العزلة القروية … في الأسبوعين الماضيين شهدت البلدة احتجاجات متكررة حول انقطاع الماء الصالح للشرب و غلاء الفواتير و إقصاء بعض المناطق من توسيع شبكة الماء و الكهرباء كما تم كذلك المطالبة بالتعجيل في بناء مستشفى متعدد الاختصاصات و كذا بكشف الخروقات المرتبطة بمشروع التهيئة الحضرية. لكن بالرغم من المشاكل التي تعرفها المنطقة استمر المسؤولون في التجاهل و التماطل اللأيجاد حلول جذرية لمطالب الساكنة و أكثر من ذلك قاموا بتنَظيم موسم (مولاي علي بن عمرو ) و مهرجان أحيدوس في الوقت الذي لازالت البلدة غارقة في بحر من الفقر و البؤس و المآسي الاجتماعية الناتجة عن ضعف الدخل اليومي و تدني القدرة الشرائية و البطالة و انعدام أبسط شروط العيش الكريم. و في الوقت الذي كانت فيه الساكنة تنتظر من الزيارة الأخيرة التي قام بها السيد وزير التجهيز و النقل (عزيز الرباح) يومه الجمعة 30 غشت 2013 فك مجموعة من الدواوير من عزلتها خاصة فيما يتعلق بتعبيد الطرق الرابطة بينها و بين مركز تالسينت , في مقابل هذا كله تم التعتيم عن هذه الزيارة و عن المشاكل التي تعاني منها ساكنة المنطقة , مما دفع مجموعة من الدواوير (أبيار , الزاوية , أيت بن حدو,,,) إلى خوض أشكال نضالية منذ يوم الاثنين 02 شتنبر2013 لتعبيد الطريق الرابطة بين مركز تالسينت و أيت بن حدو التي لا تتجاوز مسافتها 12 كلم تمثلت في خوضهم وقفات احتجاجية واعتصامات أمام مقر قيادة تالسينت تعرض فيها المعتصمون لشتى أنواع الاستفزاز و الضرب من طرف عناصر الدرك الملكي و القوات المساعدة و بعض المسخرين لتشتيت وحدة المحتجين بعدما قام احدهم بالمرور بسيارته المرقمة بترقيم بلجيكي ( 818-EVF) ،فوق خيمة المعتصمين حوالي الساعة 01.30 ليلا محاولا زرع الرعب في نفوس المعتصمين مما أدى إلى تمزيقها (خيمة المعتصمين)،وما زاد الطينة بله هو جعله من سيارته ملجأ لمبيت القوات المساعدة. الشئ الذي زاد من عزيمة ساكنة الدواوير المذكور للصمود و الاستمرار في أشكالهم النضالية حتى تحقيق مطلبهم الذي دام مخاضه أزيد من 15 سنة ،و الذي طبعته سلسلة من الوعود و الحوارات ولعل أخرها كان شاهدا على ذلك في عدم التعاطي الجاد و المسؤول لحل هذا المشكل الذي طال منذ سنوات عديدة، والذي حضره كل من نائب مدير وزارة التجهيز والنقل ببوعرفة وممثل عن عمالة بوعرفة إقليم فجيج،قائدة دائرة بني تدجيت ، رئيس المجلس القروي بتالسينت و العضو القروي الممثل لساكنة الدواوير. وتمثل هذا الحوار فقط في تشخيص المشكل المطروح دون إعطاء أية حلول عملية، ولحدود الساعة لازالت الساكنة معتصمة في ظروف مناخية تتصف بالحرارة نهارا و بالبرودة ليلا.