ما تعيشه منطقة تالسينت أكبر من التهميش. فملامح البلدة كملامح أهلها تشي بالإهمال الكبير والانقطاع عن أي مشروع للتنمية، والشيء الوحيد الذي يقلص من عزلة الناس هناك هو الحافلات الثلاث التي تغادر ليلا ولا تعود إلا بعد نزول الظلام. «الحياة في تالسينت بدون معنى والإحساس بالمرارة والإحباط شيء يوحدنا، ولا أعرف ما الذي يشجع الناس على البقاء في أرض تتساوى الحياة فيها مع الموت»، بهذا الكلام يلخص محمد طلحا من أبناء المنطقة انطباعه عن تالسينت، ومثل هذا الانطباع يتكرر على لسان الجميع شيوخا وشبابا. إنه التوحد في المرارة والمعاناة، توحد يدفع الناس إلى التعاطف في ما بينهم، وهو أمر تلمسه منذ أن تغادر ميسور أو الريش في اتجاه تالسينت، فسائق الحافلة يحيي كل الواقفين في الطريق ويتحدث بحميمية مع كل صاعد أو نازل. هذا التوحد تعرف سببه كلما توغلت أكثر في اتجاه المنطقة، فالفراغ والقحط يملآن كل الأرض بشكل مخيف، وعزلة التجمعات السكنية تعمق الحاجة إلى التوحد مع الآخرين، وتناثر خيام الرحل يحرك في دواخلك الأحاسيس التي ظننت أنها ماتت من زمان، وكلما بدأ الظلام يغطي أفق نظرك إلا ورغبت أكثر في الالتحام مع الآخرين والتوحد معهم لطرد الشعور بالانحدار نحو العدم، وقيمة التوحد مع الآخرين تولد الكثير من القوة التي تحتاج إليها لقهر الصعاب. الكفاح أولا.. الكفاح أبدا الكفاح ملمح من حياة الناس في تالسينت، فقد كرسه أبناء المنطقة كملمح من هويتهم منذ زمن الاستعمار، حيث عرفت المقاومة هناك أوجها مشرقة، وكان ذلك بقيادة العديد من الأسماء أمثال محمد أوعلي أوحدهوم، وحمو بن يوسف، وعبد القادر أوحماد، ولحسن أوعلي لزروال، وعلي أمزيان وحاحو أوعسو الحميوي... والعديد من أبناء قبائل تالسينت كأيت حمو وأيت بوشاون، ليشكلو بذلك ملحمة الكفاح السغروشنية التي انشغلت بمقاومة المستعمر بآيت سغروشن وبمساندة كل حركة الكفاح الوطني في منطقة الأطلس الكبير والصغير والجنوب الشرقي. صفة الكفاح هاته سيتوارثها أهل تالسينت، لهذا يتوحد الجميع في التنديد بالظلم والتهميش واختلالات هذا المجال أو ذاك. فإلى حدود أواخر شهر رمضان، كان تلاميذ ثانوية بدر يقاطعون الدراسة وعملية التسجيل ويتظاهرون كل مساء في الشارع العام مدعومين بتعاطف الآباء والسكان، وذلك بعد أن تفاقمت مشاكل عديدة بالمؤسسة، لأن المرافق الصحية غير متوفرة والماء الصالح للشرب كذلك ونوافذ الأقسام مكسرة، عدم التوفر على قاعة للمطالعة، وعدم فتح أبواب المكتبة للتلاميذ، بالإضافة إلى المطالبة بإرجاع المطرودين الذين فرضت عليهم أقدار التعليم بالمنطقة الرسوب، خاصة أن المؤسسة قد عانت من خصاص الأطر التربوبة في السنة الماضية، وأستاذ مادة اللغة العربية لم يلتحق إلا في شهر مارس، مما انعكس على نتائج الباكلوريا بشكل كارثي. فالمؤسسة عرفت دوما الكثير من المشاكل، لهذا تعود الاحتجاجات إلى فضاءاتها باستمرار، ووضعها حسب أحد التلاميذ، لا يمكن تمييزه عن وضع إسطبل البهائم. احتجاجات أهل تالسينت كانت قد غطتها الصحافة المغربية منذ سنتين، حيث تشبث السكان بحقهم في التنمية والحياة ككل الناس في الوطن. كان ذلك في أكتوبر2006، وقد عادت احتجاجات الناس بعدما غمرت مياه وادي تالسينت العديد من الأحياء والمنازل، وأصبحت الحياة في مناطق عديدة هناك بمثابة كابوس مرعب. في تالسينت كل الفئات متضررة والجميع يحتج، وحتى الأسر التي كافح أفرادها ضد الاستعمار لم تستفد من أي شيء، لهذا صممت عائلات المقاومين على تنظيم نفسها والقيام باحتجاجات لتحقيق ملف مطلبي من عناصره الاستفادة من مناصب في الوظيفة العمومية، وتسهيل الانخراط في الجندية، والمساعدة على خلق مشاريع للتشغيل الذاتي، وحسب إدريس العمريني (ابن مقاوم): «هناك حوالي 44 عائلة لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لم تستفد من أي حق، باستثناء عائلتين حصلتا على رخصة للنقل بين تالسينت وبني تيجيت سومة كرائها لا تتعدى 300 درهم في الشهر، فما قدمه المقاومون من تضحيات، حسبه، لم تستفد منه أسرهم ولا هم ولا منطقتهم، لهذا تم تنظيم وقفة احتجاجية في غشت الماضي أفضت إلى شيء وحيد هو الوعد بالتحاور مع هذه الأسر، وهو ما لم يتحقق إلى حدود أواخر شهر رمضان. محنة الترحال عذابات الاستقرار نشأت تالسينت استجابة لاحتياجات الرحل في المنطقة لتوفير مركز للاستقرار، لهذا لا تفكر أية جهة في تنميتها بالفعل، المناسبة الوحيدة التي وفرت لأهل تالسينت إمكانية للحلم كانت يوم تم الإعلان في خطاب ملكي يوم 20 غشت 2000 عن اكتشاف حقل للبترول والغاز الطبيعي بكميات كبيرة وجودة عالية. عبرت الوقائع الجميلة التي تميز الحلم بشكل سريع استجابة للمنطق المتحكم في الحلم وهو قصر مدته الزمنية، وبقيت معطيات الواقع بكل مرارته التي ترسخ مواصفات مميزة للبنايات والشوارع والمؤسسات والناس في تالسينت.. هي نفسها مواصفات عوالم الهامش في الجغرافيا المنسية. تالسينت تأسست خارج حاجات أي جهة رسمية باستثناء حاجة البسطاء إلى التوحد ضد عنف الطبيعة والحاجة. معنى التسمية حسب أهلها من أصل لغوي أمازيغي هو «تنسيست» أي المنبع قليل المياه، وقد كانت المنطقة، حسب الباحث إدريس العمريني، عبارة عن مزارع متعددة يطلق عليها اسم أفطن أو «أسرد»، ويوجد بها قصر غزوان إلى جانب بنايات بأيبار وتبونديرت، وبمجرد بناء «قصر جديد حملت اسم تالسينت ،الذي ترسخ أكثر بعد أن بنى المستعمر قاعدته هناك. كانت تالسينت منطقة للرحل والرعي، ومازالت إلى حدود الآن تختبئ في منخفض تحيط به مجموعة من الجبال التي توفر للمنطقة كميات من الثلوج وقت الشتاء كافية لمفاقمة محنة السكان مع البرد والحاجة. بنايات تالسينت، وإن عوضت نسبيا خيام الرحل، إلا أنها لم تحول حياة الناس جذريا، لأن قساوة الأيام هي نفسها وملامح العالم القروي هي الطاغية في كل مكان، فالأزقة متربة وغالبية المنازل تبدو وكأنها مهجورة والحركة العامة في المركز شبه متوقفة، وجماعات صغيرة تلعب الورق أو تستلقي بجانب بعض الأسوار بحثا عن صيغة لتسريع زمن النهار الذي يفتح الأعين على كل فراغ المكان والانسحاقات الخاصة، ويضخم الإحساس بالعزلة بعيدا عن كل شيء مهم. وضع تالسينت كان هكذا دوما، لهذا جعل منها منفى لبعض رموز حركة التحرير الوطنية، خاصة المهدي بن بركة، فهناك رموه في تاريخ ما لينسى كل أسئلته الحارقة، وهناك أيضا يترك حوالي 22 ألفا من السكان يتوزعون على 15 مشيخة لعذابات أيام الجوع والتهميش القاسي. أوجه البؤس الأبدي كل الناس تشتكي بتالسينت من تردي الوضع العام، والانطباع الأساس الذي تخرج به بعد الإنصات إلى الناس هو أن حالهم يشي بقضاء الناس لعقوبة طويلة الأمد جراء حكم مأساوي ما. يقولون إنها الأقدار قد اختارتهم، خاصة أن تاريخهم لا يِؤكد إلا أصالة وطنيتهم وعنف نضالهم لخدمة مثل الوطن العليا، وملحمة قتل المقاوم حمو للمقيم الفرنسي سباكس شاهدة على ذلك، إلا أن القليل من الحذر يدفعك إلى مراجعة اتهام الأقدار، خاصة بعد استحضار حكاية حقول البترول التي دفعت الجميع إلى الحديث عن تالسينت والتعريف بموقعها، مما يعني أن الجهات المعنية يهمها استحضار الناس حين ترتبط مصلحتها بهم، وبعيدا عن ذلك يتحولون إلى عبء من الأحسن نسيانه، وهو حال تالسينت وأهلها. حسب حاحو عبد الكريم، فاعل نقابي، «كل الأوضاع غير طبيعية بتالسينت. فالواقع الاجتماعي مهترئ، والفقر مدقع، وغالبية السكان من العاطلين أو المتقاعدين البسطاء، وهناك من المواطنين من لا يملك حتى عشرة دراهم، والكثير من السكان في المناطق المجاورة يعيشون على الرعي، إلا أن تتابع سنوات الجفاف قد أرغمهم على الهجرة والاستقرار بتالسينت، وهذا ما يضخم حجم الفئة المعدمة هنا التي تعيش تحت وطأة عتبات الفقر بدرجات لا يمكن تصورها. ما نعيشه في تالسينت -يضيف حاحو- شبيه بما كان يعيشه الناس في قرون سابقة». من مشاكل تالسينت أيضا النظافة، حيث لا يتوفر المجلس القروي هناك إلا على شاحنة يتم كراؤها تخصص يوما لكل حي، وهكذا لا يستفيد السكان من خدماتها إلا مرة واحدة في الأسبوع، وهذا ما يدفع الناس إلى رمي أزبالهم في مجاري النهرين المحليين أو يتركونها حيثما وجدوا مكانا بعيدا عن أبواب بيوتهم، إلا أن ما يقلق راحة الناس أكثر هو فياضانات نهر تالسينت. فمع سقوط كمية مرتفعة من الأمطار يصب فيه وادي غزوان ووادي تبوندرت. الناس هناك لم تنس كارثة فيضان النهر في 12 شتنبر 2006، حين تهدمت الكثير من المنازل وغرقت طفلة، ولا أحد تدخل لفعل ما يلزم إلا ما قام به المواطنون من أجل إخوتهم. بعد احتجاجات الناس أعطيت لهم وعود ببناء سور واق واحتمال بناء سد، لكن لا شيء من ذلك تحقق، وحين تمطر السماء هناك كما فعلت في الأيام الأخيرة من رمضان ينتظر الجميع الأسوأ. الثقافة بتالسينت لا وجود لها، وهو ما يعمق من لامعنى الحياة هناك. لا أحد يحدثك عن نشاط ما تعرفه البلدة طيلة السنة، باستثناء بعض الأنشطة الرياضية التي تشرف عليها دار الشباب. هذه المؤسسة تبدو وكأنها مهجورة، أرضيتها مهترئة وقاعاتها الصغيرة متواضعة. موقعها المعزول يجعلها مهجورة باستمرار، والطريق إليها موحش خاصة بعد نزول الليل لغياب إنارة في الطريق الموصل إليها. غالبية دور الشباب في المغرب تنتعش أكثر بعد السادسة إلا هذه الدار الذي يفرض وضعها على أطرها وروادها القلائل مغادرتها قبل الغروب. ملعب كرة السلة المجاور لها يبدو وكأن طائرات عدوة قد قصفته، وتجهيزاته تحيل على المواد التحفية. هذه المؤسسة موجودة منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن كل هذا الزمن اللاحق لم يسمح بوجود فعل ثقافي وجمعوي كبير بها. وحسب المسؤول عن الدار، النخب ليست لها مساهمة في المجال، ودعم الجمعيات غير موجود، والدار تحتاج إلى إصلاحات عديدة، وما يوجد بها من تجهيزات لا يفي بالغرض، لهذا تبدو الدار شبه مهجورة، حسب مصطفى الإدريسي من روادالدار، وهذا يعمق الإحساس بالغبن عند أي مهتم بالثقافة والعمل الجمعوي، إلا أن المسؤول عن كل هذا هو الجهات الرسمية. تاريخ العمل الثقافي والجمعوي بتالسينت لم يكرس في ذاكرة الناس هناك إلا جمعيتين، هما الشرارة و«الرموز للفن والثقافة»، وما يوجد الآن هو أندية بسيطة تحت إشراف دار الشباب، تصارع لتوفير أنشطة قليلة للأطفال بإمكانيات جد محدودة. بؤس الوضع العام بتالسينت له أسبابه الموضوعية، فالجماعة، حسب عزيز العرعوري، ليست لها إمكانيات ومداخيلها جد ضعيفة والدكاكين التي تمتلكها تكترى بسومة جد بسيطة لا تصل إلى 30 درهما في الشهر، وحتى سومة كراء السوق الأسبوعي لا تتعدى 200 درهم، والميزانية العامة لا تتجاوز 240 مليونا يصرف الجزء الأكبر منها لأداء أجور الموظفين.ميزانية الجماعة، حسب الحسين رحراح النائب الثاني للرئيس، «تصرف حسب بنود واضحة، وما تتوفر عليه الجماعة من إمكانيات لا يمكنه أن يحقق المستحيل، فأشياء عديدة تحتاج إلى التدخل، لكن إمكانياتنا لا تسمح، وهكذا لم نتوفر على ما يكفي من إمكانيات لكهربة بعض الدواوير، كما لا نتوفر على ما يحتاج إليه إصلاح الأوضاع بالمركز وبعض الأحياء ككرابة واقرادس، ونفس الشيء بالنسبة إلى مشكل النظافة. وقد راسل المجلس العمالة والمجلس الإقليمي وجهات عديدة لمساعدتنا على الحسم في مشاكل كثيرة، لكن لا أحد يجيب، لهذا لا يتحقق أي شيء في واقع تالسينت، وهذا ما يجعلنا جميعا لا نحس بالتهميش فقط بل باللإقصاء». واقع الناس مرير بتالسينت، ولا أحد يهمه الإصغاء إلى محن الناس، حسب حسن حادجي، «فالمرة الوحيدة التي زار فيها مسؤولون كبار البلدة كان أثناء الحلم بحقول البترول، لكن الجميع انسحب إلى غير رجعة. مرارة الوضع ناتجة عن تهميش المنطقة المقصود، حسب أحد طلبة البلدة، «وذلك ببساطة لأننا ننتمي إلى المغرب غير النافع»، «وما يعاش في تالسينت كحياة ليست له أية علاقة بالحياة الحقيقية كما يعيشها الناس في المراكز والمناطق التي تهم الكبار»، هكذا يلخص المواطن أكشيش موقفه من أوضاع بلدته، ليؤكد ما قاله محمد طلحا عن أن لا معنى للحياة بتالسينت، وذلك بسبب ما يسميه طلحا أيضا قدر التهميش وقدر الانتساب إلى عمالة مهمشة كذلك، وهكذا لا بد لكل الأحلام الجميلة أن تموت، ولن تبقى هناك بهذه الأرض إلا ذكريات عن ملحمة الكفاح وواقع لا يرتفع، ميزته التهميش الذي يجعل البؤس قدرا أبديا. أقسام بلا نوافذ ومستشفى بلا أطباء الأوضاع غير الطبيعية بتالسينت تتجلى في أشياء عديدة، منها وضع التعليم، حيث اهتراء البنيات التحتية للكثير من المؤسسات، ففي مجموعة مدارس مولاي علي الشريف ومدرسة إدريس الأول ومدرسة المظل، غالبية الأقسام غير صالحة للتدريس، بل هناك أقسام بفرعية أيبار بدون نوافذ ولا أبواب، مع العلم بأن المنطقة شديدة البرودة في فصل الشتاء، والكثير من التلاميذ يأتون إليها على الأرجل لمسافات تزيد على أربعة كيلومترات. هناك أيضا الخصاص على مستوى الموارد البشرية الذي يتم تسجيله باستمرار في كل المنطقة، كما هناك الجمع بين مستويات عديدة في القسم الواحد. وحسب حاحو، فقد درس أحد الأساتذة ستة مستويات في القسم الواحد السنة الماضية بفرعية غيلان، كما بقيت أقسام بدون أساتذة طيلة الموسم بفرعية أيت عيسى وعلي التابعة لمجموعة مدارس مولاي علي الشريف. فثلاثة مستويات لم يدرس تلامذتها أي شيء فتم إغلاقها، وبفرعية البور لم يتم تعيين أساتذة بها إلا في شهر فبراير، وهو ما دفع الآباء إلى نقل أبنائهم إلى المسيد لحفظ القرآن، والإشكال الأكبر، حسب بعض رجال التعليم، هو أن النائب الإقليمي لا يزور المنطقة إلا بعد أن تتعقد الأوضاع فيها، ولا يتم التفكير في حل مشاكل المجال إلا بعد تفاقمها بعد انطلاق الموسم الدراسي. وضع قطاع الصحة ليس أحسن من وضع التعليم، فمستشفى المركز لا يفي بغرض علاج الناس. وحسب أحد الساكنة، فعلى الرغم من المجهودات التي يبذلها الطاقم الطبي فذلك لا يغير من مأساوية الوضع لغياب التجهيزات الضرورية، وهناك الكثير من الأمراض المنتشرة بالمنطقة والتي يفاقمها البعد عن المراكز التي تتوفر على مستشفيات، وقساوة الطبيعة والطقس والفقر وسوء التغذية، فالأمراض الصدرية كثيرة الانتشار، ونفس الشيء بالنسبة إلى بعض الأمراض الجلدية، وحتى الجذام لم ينقرض بالمنطقة حيث توجد حالة على الأقل بمغليف. الناس تشتكي من غياب الأطباء المتخصصين، والمراكز الصحية الكبيرة بعيدة عن تالسينت سواء ببوعرفة أو الراشيدية أو ميسور، وهذا مكلف لأسر المرضى الذين عليهم توفير ثمن محروقات سيارة الإسعاف وهو ما لا يستطيعون إليه سبيلا لضعف إمكانياتهم.