ليس مستبعدا أن يكون الفساد موجود في سائر المهن ومن ضمنها مهنة الصحافة، وعلى امتداد عمر الممارسة الصحفية كانت هناك مدرستان صحفيتان أكثر حضورا: إحداهما تعتمد على الأرشيف و الانترنيت و إجراء الحوارات و التحقيقات بالهاتف، وأخرى تستقي مادتها من الواقع الحي.إذ تجد صحفا ترسل مراسليها إلى موقع الأحداث بينما أخرى تكتفي بالاتصال بمصادر الخبر،وكل هذا يعكس سياسة الجريدة ، ويؤثر على مصداقيتها. إن الصحافة مثل الدقيق، منه الفاسد ومنه الجيد،فالفاسد قد يضيف إليه بعض المواد حتى لا يشم المستهلك رائحته الكريهة.وكذلك تعتمد بعض الصحف على ثلة من أشباه الصحفيين الذين يتظاهرون بامتلاك الكفاءة،ويحرص الواحد منهم على الصعود السريع من أجل إثبات ذاته الجوفاء إذ لا يعنيه في شئ احترام ميثاق الشرف الصحفي ولا طريقة الحصول على المعلومة الصحيحة، لذلك يلجأ إلى الخلط و الفبركة و الخداع و ابتكار المناوشات للإيقاع بين أطراف معينة أو بين فئات من القراء.لكن هذا النوع من العمل الصحفي لا يلبث أن يفقد مصداقية مع مرور الزمن... من هنا تجد بعض النقاد يسترخصون إدمان الشبكة العنكبوتية للحصول على الخبر،ويعتبرونه قمة المأساة و أحط درجات التخلف الصحفي،لكون أغلب أصحاب المواقع الإلكترونية غير متخصصين في العمل الصحفي بل تراهم يستغلون غياب القوانين المنظمة لعلمهم أبشع استغلال.هذه القوانين التي من المفروض أن تحدد فئات و مواصفات من ينشئون هذه المواقع سواء أكانت عامة أم متخصصة،كالمواقع الثقافية و الأدبية و العلمية وغيرها... فعلى الصحفيين الجادين أن يحرصوا على أخلاق المهنة و أن يرسخوا ثقافة الصحافة النزيهة المحترفة التي تحترم حدود الخاص و العام وتميز بين الرغبات الشخصية و المطالب الجماعية،حتى تتطهر الساحة الإعلامية من العناصر التي لا تجد غضاضة في نبش الأعراض باستخفاف كبير، وفي قذف و التشهير باستخفاف أكبر.