فندق البارون؛ مشروع استثماري. لشركة ديرشاك الإماراتية, نم انجازه مؤخرا في مدينة كربلاء المقدسة, وهو من المشاريع المتطورة, التي نأمل أن تساهم, في إنعاش قطاع الاستثمار, في كربلاء وغيرها, خصوصا وإن هذه المدينة, يؤمها ملايين الزوار سنويا . وأعلن على موقع الفندق, عن إقامة حفل كبير, ليلة النصف من هذا الشهر, بمناسبة "عيد الحب ", وإقامة اكبر حفل غنائي بهذه المناسبة, يتضمن فعاليات رقص وغناء وطرب وأين ؟ عند قبر الحسين وأخيه الفضل العباس عليهما السلام, في هذه البقعة الطاهرة, التي أريقت عليها اشرف دماء, وقبل ترابها الأنبياء, ومحج الأولياء, ومهبط ملائكة السماء . نعم في كربلاء, حيث تقف زينب الحوراء على التلة, وهي تشاهد مصرح إخوتها, وعائلتها وأصحاب بيتهم, وهم يذودون عن الإسلام المحمدي الأصيل, فكان أن ارتفع صوتها بنداء: " إلا من ناصر ينصرنا ", ويبدو أن أصحاب فندق البارون, قد ارتفعت حميتهم العربية, لنداء السيدة الهاشمية, ولم يجدوا جنودا, سوى فرقة المربعات البغدادية, يحمل لوائهم أصحاب الدف والمزمار . لا نريد أن نكون أصحاب ظن سيئ, رغم إن هناك, مثل يقول: "سوء الظن من حسن الفطن", ونفسر الأمر على أن ما يحصل, هو تكرار لتلك الفنادق, التي أقيمت ملاصقة للكعبة الشريفة, أو إن هذا الفندق قد يكون سفارة جديدة للإمارات, للتدخل في الشأن العراقي, وإدارة عمليات التجسس منه, أو إن الأمر محاولة لجس نبض الشارع العراقي, ومحاولة إدخال مثل هكذا ممارسات, الى المدن المقدسة . لكنها كربلاء أيها السادة, مدينة تختلف عن كل المدن, وبقعة حباها الله, بخامس أصحاب الكساء وذريته الطاهرة, يحج إليها الملايين مشيا على أرجلهم, ويقصدها الشيعة من أصقاع العالم, لزيارة أئمتهم, أنها نور الله في الأرض, وشمسه التي تشرق على المسلمين, لتفيض إيمانا وعقيدة, تتجدد كلما ذكر الحسين وأخيه أبي الفضل العباس, وأصحابهم عليهم السلام, إنها العفة التي تتألق شرفا وطهارة, كلما ذكرت سيدة المخدرات, زينب عليها السلام, فما لنا ورقصكم ومجونكم ؟! . اعلموا إن كربلاء مدينة الحسين ع, وهي ليست للعراقيين فقط, بل لكل أحرار العالم, في شرق الأرض وغربها, أنها رمز الشهادة والتضحية والإباء, والوقوف بوجه الظلم والفساد, إنها شعار العفة والحشمة والإباء, وليست محلا لرقصكم وطربكم, فأبعدوا رجسكم عنها .