إنها سابقة بالفعل أن يتشبث آباء وأولياء تلاميذ مدرسة تغزوت بأنزي بإقليم تزنيت بتكرار أبنائهم للسنة الدراسية، أمر يدعو إلى الوقوف وتأمل الأسباب الحقيقية لردة فعل آباء وأولياء 16 تلميذا من فرعية أيت إحيا بمجموعة مدارس تغزوت بدائرة أنزي بتزنيت، ورفضهم قرار نيابة التعليم بتزنيت بداية الدخول المدرسي هذه السنة المتعلق بإنجاح التلاميذ الذين حرموا من الدراسة واجتيازالإمتحان بالمستوى الأول والثاني والثالث من سلك التعليم الإبتدائي. فالمتعارف عليه أن الأسر تتشبث بنجاح أبنائها لكن الأمر هنا يختلف تماما، فقد طالب الآباء الجهات المسؤولة باحترام رغبتهم في تكرار أبنائهم لأنهم لم يدرسوا ما يقارب ثلاثة أشهرمن الموسم الدراسي 2008 - 2009، نتيجة غياب أساتذتهم بشكل متكررومستمر، وعدم اجتياز التلاميذ امتحانات نهاية السنة وعوض معالجة نيابة التعليم الأمر في حينه بعد التوصل بشكايات آباء وأولياء الأمور فضلت سياسة الهروب إلى الأمام واتخاذ قرار انتقال جميع التلاميذ إلى المستوى التالي اعتقادا أن هذا الإجراء سيُسكت الأصوات المحتجة. أكيد أن ماوقع في هذه الفرعية بالجنوب المغربي تعيشه فرعيات أخرى على امتداد خريطة المجموعات المدرسية بمناطق نائية أخرى من المغرب، والأكيد أن هناك حالات توقف عن الدراسة تفوق الشهر والشهرين ولامن يقف في وجه هذا العبث بالزمن على امتداد الخريطة المدرسية. قد يكون للغيابات المتكررة مايبررها كما قد تتحكم المزاجية وشبكات العلاقات في حضور وغياب هيئة التدريس، لكن الأكيد أن الخاسر الأول والأخير هو التلميذ والتحصيل المعرفي، الخاسر الأول والأخير هي المنظومة التعليمية ببلادنا في مغرب الهوامش حيث المحدودية في الأداء والعقم في التحصيل. فهل سيفلح التدبيرالجديد للزمن المدرسي بهذه الفرعيات في تقديم إضافة نوعية للأداء المهني لمختلف الفاعلين التربويين في الميدان، وأن يجعل المتعلمات والمتعلمين يربطون علاقة متميزة بالمدرسة الجديدة المنشودة المتسمة بالجاذبية والرحابة والفعالية والمردودية، كما تقول المذكرة الوزارية؟ هل أخذت المذكرات الوزارية بعين الاعتبار واقع التعليم بهذه القرى والمداشر على امتداد الجبال والسهول في الوديان؟ وهل سيواكَب توزيع الغلاف الزمني والحصص الدراسية بتوزيع عادل للعناصر البشرية مع مراعاة الظروف العامة المرتبطة بهم؟ وهل سيواكب تمديد الغلاف الزمني الخاص بكل حصة دراسية بتمديد في الأغلفة المالية المرصودة للقطاع وإنشاء صناديق للمساعدة الاجتماعية والنفسية لكل رجل أو امرأة تعليم «طوعته» التعيينات بعيدا ؟ إنهم يعيشون وضعية جد متأزمة تؤثر سلبا على التحصيل العلمي، إنهم يعيشون أقصى درجات العزلة والإحباط ويطالَبون بتدبير جيد للزمن المدرسي، إنهم يعيشون الحاجة ويعانون في صمت مع أقساط الديون ويطالَبون بتغطية الغلاف الزمني الفعلي للدراسة و إنهاء البرنامج الدراسي الخاص بكل مستوى دراسي و تحقيق الكفايات الأساس الخاصة بكل مستوى، في الوقت الذي يعجزون فيه عن تحقيق كفاياتهم. موقف آباء وأولياء تلاميذ مدرسة تغزوت بأنزي بإقليم تزنيت يعيد إلى الواجهة إشكالية التعليم بالمجموعات المدرسية المتناثرة على الامتداد الجغرافي ببلادنا، فعن أي زمن مدرسي يتحدثون؟