مازالت التحقيقات التي تباشرها الشرطة القضائية بالأمن الولائي بأكَادير ،مع المتهم، جارية لليوم الثالث،لمعرفة الأسباب الحقيقية لقتل الطالبة الجامعية سناء حدي التي وجدت ملقاة على أرضية القاعة 108بكلية العلوم بأكَادير صبيحة يوم السبت26 شتنبر2009، في انتظار إعادة تمثيل الجريمة، وإحالة المتهم على الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بأكَادير. فباستثناء اعترافات الدكتور سعيد بنحيسون، بالمنسوب إليه بعد محاصرته بالعديد من الأسئلة ومواجهته بنتائج التشريح الطبي، والبصمات الموجودة على عنق الضحية، تبقى علامات الاستفهام إلى حد الآن تحوم حول الأسباب الحقيقية التي أدت به إلى اقتراف هذه الجريمة التي خلفت رد فعل قوية من الاستياء والقلق، سواء في صفوف طلبة جامعة ابن زهربأكَادير، أو الأطرالجامعية من مدرسين وإداريين بالمؤسسات العليا التابعة للجامعة،كما جاء في الكلمات التي ألقيت في حفل تأبين الفقيدة الذي نظمته كلية العلوم صباح يوم أول أمس. وفي انتظاراستكمال مجريات البحث التمهيدي التي تباشره حاليا عناصر الشرطة القضائية، يتشوق الرأي العام إلى معرفة الحقيقة كاملة والكشف عن خبايا الجريمة، هذا في الوقت الذي يروج أن سبب القتل كان نتيجة خلاف شخصي بين الأستاذ المشرف وبين الطالبة التي تحضر الدكتوراه الوطنية منذ ثلاث سنوات في موضوع»علوم البحار»، فيما يروج كذلك أن الطالبة دخلت في نقاش مع أستاذها حول موضوع رسالتها الجامعية، وبادرت إلى تصحيح بعض أخطائه في الموضوع، مما صعّد من وتيرة الشنآن بينهما،فانتهت العملية إلى خنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين أصابع يديه. وحسب ما استقيناه إلى حد الآن من عدة مصادر بكلية العلوم بأكَادير، فالمتهم الدكتور سعيد بن حيسون من مواليد1966 بمدينة تيفلت ومتزوج له ابنان، وحاصل على شهادة الباكلوريا بتيفلت والإجازة بكلية العلوم بالقنيطرة.ثم تابع دراسته بالسلك الثالث بالرباط حيث حصل على شهادة دكتوراه السلك الثالث في البيولوجيا بالرباط،وهي التي مكنته من الاشتغال بكلية العلوم بجامعة ابن زهربأكَادير،بداية من الموسم الجامعي 1997/1996. وواصل سعيد بن حيسون دراسته وبحثه العلمي ليحصل سنة2002على دكتوراه الدولة في البيولوجيا، تخصص «علوم البحار»، ومنذ ذلك الحين أصبح أستاذ التعليم العالي،وأصبح يزاوج بين التدريس وتأطير الطلبة الذين يحضرون للدكتوراه الوطنية في البيولوجيا،تخصص علوم البحار. وبالنسبة للطالبة الجامعية سناء حدي القتيلة، فهي من مواليد 1982 بمدينة ورزازات من أبوين ينتميان إلى منطقة أيت باعمران باصبويا ومستي، درست تعليمها الإبتدائي بالمدرسة التطبيقية والإعدادي بمؤسسة يعقوب المنصور، والثانوي بثانوية محمد السادس بورزازت فحصلت على الباكالوريا سنة2000،قبل أن تتابع دراستها بكلية العلوم بأكَادير،حيث نالت الإجازة في البيولوجيا العامة سنة2004،ثم نالت دبلوم الدراسات المعمقة من كلية العلوم بعين الشق بالدارالبيضاء،قبل أن تسجل رسالتها الجامعية لنيل الدكتوراه الوطنية في علوم البحار،تحت إشراف أستاذها الدكتور سعيد بن حيسون المتهم بقتلها مساء يوم الجمعة 25شتنبرالجاري، داخل مختبرالكلية قبل أن ينقل جثتها إلى القاعة رقم108. فسناء المقتولة خنقا،تمثل حسب تصريحات زملائها الطلبة وأساتذتها في مادة البيولوجيا مثالا حيا للطالبة المتخلقة والبريئة،والنموذج المحتذى في السلوك والتصرف والمعاملة، وكانت مجدة في دراستها في كل مراحلها الدراسية حيث كانت ميزتها في الشواهد العلمية المحصل عليها تتراوح بين ميزة مستحسن وحسن،وكانت على وشك الإنتهاء من رسالتها الجامعية لنيل الدكتوراه التي كان من المقررأن تناقشها في شهر دجنبر القادم.