كما كان متوقعا، وضعت نتائج التشريح الطبي حدا لكل التخمينات والاحتمالات والإشاعات التي رافقت حادثة وفاة الطالبة الجامعية سناء حدي (27سنة)، حيث أكدت أنها قتلت خنقا بواسطة الأصابع كما تثبت ذلك بصمات القاتل. وانطلاقا من هذه المعطيات الجديدة، سارعت عناصر الشرطة القضائية بالأمن الولائي بأكَادير إلى تكثيف التحريات والتحقيقات في كل اتجاه داخل كلية العلوم. حيث أفضت التحقيقات في النهاية إلى التوصل إلى الجاني الذي لم يكن غيرأستاذها والمشرف على أطروحتها الجامعية»سعيد-ح» ،الذي اعترف بجريمته بعد أن حاصرته الشرطة القضائية بعدة أسئلة، فتم اعتقاله زوال يوم الأحد27 شتنبرالجاري، وتم إخبارعائلة الضحية في حدود الرابعة من ذات اليوم بهذه المستجدات.لكن إلى حدود كتابة هذه السطور، ما زالت التحقيقات متواصلة لمعرفة الأسباب الحقيقية التي قادت الأستاذ المشرف إلى ارتكابه لهذه الجريمة، الأولى من نوعها بالتعليم الجامعي بالمغرب. وحسب ما استقيناه من عدة مصادرمتطابقة، فالأستاذ المشرف،خنق الطالبة سناء حدي داخل المختبر، قبل أن ينقلها وهي ميتة إلى إحدى قاعات الدروس لمحو آثار جريمته وتوهيم رجال البحث، وذلك لأسباب سيفصح عنها البحث التمهيدي ثم التفصيلي، هذا في الوقت الذي أشيعت فيه بعض الأخبارالرائجة على أوسع نطاق هنا وهناك عن كون الأستاذ كانت تربطه بالطالبة الجامعية علاقة ما، وهذا ما تفنده مصادرأخرى في انتظار أن تتوصل الشرطة القضائية في تحقيقاتها إلى الأسباب الحقيقية التي دفعت الجاني إلى ارتكاب فعله الإجرامي. وتفيد ذات المصادرأن الدكتور»سعيد - ب»المتهم بقتل سناء حدي، هو من مواليد 1966بتيفلت ،متزوج وله ابنان،يُدَرِّس مادة علوم الحياة (البيولوجيا) بكلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بأكَادير، ويشرف على الأطروحات الجامعية لنيل الدكتوراه الوطنية في المادة نفسها. ومن جانب آخر، أشار بلاغ صادرعن ولاية جهة سوس ماسة درعة زوال يوم الأحد27 شتنبر2009،إلى كون اعتقال الأستاذ الجامعي الدكتور «س - ح» كان بناء على نتائج التشريح الطبي، والتحقيقات التي أجريت بمحيط الطالبة المقتولة التي عثر على جثتها ملقاة على أرضية إحدى قاعات الدروس بكلية العلوم صبيحة يوم السبت 26 شتنبرالجاري. وبخصوص جثة الطالبة»سناء»فقد ووريت الثرى بمقبرة أكَادير ظهر يوم الأحد في موكب مهيب،حضرته عائلتها وأقرباؤها وزملاؤها الطلبة وأساتذة كلية العلوم وجيرانها بحي الهدى بأكَادير. وعلمت»الإتحاد الإشتراكي»من مصادرها أن كلية العلوم عقدت مساء يوم الأحد، اجتماعا طارئا حضرته الأطرالجامعية،على خلفية الحدث المؤلم الذي خلف استياء عميقا في صفوف الطلبة والمدرسين، فضلا عن دراسة الجوانب اللوجستيكية بشأن تنظيم حفل تأبين الفقيدة الذي نظمته إدارة كلية العلوم صباح يوم أمس بأحد مدرجات الكلية،لتلاوة الفاتحة ترحما على الفقيدة.