لا أحد يعرف الحكمة من «الحريرة» التي أعدتها جامعة كرة القدم خلال شهر رمضان الفضيل لأندية «الهواة» بالأخص منها أندية الجنوب وتحديدا أندية سوس سواء على مستوى القسم الأول أو القسم الثاني، فعلى مستوى هذا القسم الأخير تم توزيع الاشطر كما يلي: شطر الجنوب سوس ويتكون من الفرق التالية: أمجاد هوارة - شباب تيكوين - ادرار سوس - نجم مراكش - مولودية مراكش - ترجي مراكش - نجم أنزا - الشباب السحيمي لاسفي - فتح سيدي بنور - نهضة الزمامرة - اتحاد ازيلال - حسنية اكدز - امل ايت اورير - حسنية بنسركاو. وشطر الصحراء سوس ويتكون من الفرق التالية: شباب الوطية طانطان - نادي اخنفير - مولودية طرفاية - منار بوجدور - أولمبيك فوسبوكراع - مولودية آسا - نهضة طانطان - مولودية الداخلة - وداد السمارة - أمل طلبة بيوكرى - جمعية دوزالسمارة - اتحاد سيدي افني. ويتبين من هذا التقسيم الغريب كيف أن مهندسيه لديهم نقص فظيع في الجغرافيا، بل يمكن القول إن تقسيمهم هذا هو ضرب في الصميم للجغرافيا، فالمجموعة الاولى مجموعة الجنوب سوس ألحقت بها فرق، الكل يعرف محدودية، إن لم نقل انعدام امكانياتها المادية، تم تحميلها قطع مسافات طويلة لمواجهة فرق سوس، ونقصد بها فرق مولودية ونجم وترجي مراكش، والشباب السحيمي لاسفي، وفتح سيدي بنور ونهضة الزمامرة، واتحاد ازيلال وحسنية اكدز وأمل ايت اورير، فهل الجامعة بهندستها لهذه المجموعة فكرت في عنصر التباعد الجغرافي؟ وإن هي فكرت فيه هل خططت لتوفير دعم مادي ملائم يساعد هذه الفرق على مواجهة تكاليف التنقلات؟! وإذا انتقلنا إلى المجموعة الموالية مجموعة الصحراء سوس، فسنلاحظ باستغراب كيف تم إلحاق فريقين من سوس بشطر الصحراء، ويتعلق الأمر بفريقي أمل طلبة بيوكرى واتحاد سيدي افني و اللذين يعانيان من متاعب مادية يعرفها الخاص والعام، ومع ذلك فرض عليهما في ضوء هذا التقسيم العبثي قطع آلاف الكيلومترات لمواجهة فرق آسا والسمارة واخنفير وطرفاية وبوجدور ثم الداخلة التي تبعد عن مدينة بيوكري بحوالي 1270 كيلومترا! وقد علمنا أن فريق أمل بيوكري قد رفع تظلما إلى الجامعة الملكية لكرة القدم يدين فيه القرار الجائر بإلحاقه بشطر الصحراء، والذي يستهدف اغتيال هذا الفريق واغتيال امله في البقاء بالقسم الثاني. وهو قرار يدفع الفريق حتما لتقديم اعتذار عام. ويقول نص التظلم الذي وقعه رئيس الفريق م، علي خرازي: «فهذا القرار هو الحكم مسبقا على فريقنا بالاندثار، فهل نتوفر على لاعبين محترفين لايدرسون ولا يشتغلون وهمهم الوحيد هو كرة القدم»، مع العلم أن هناك أشطرا لم تمس بقدرة قادر خوفا من غضب المقربين من القرار داخل المجموعة الوطنية. ونشير إلى أنه من المنتظر أن يصدر بيان أو تظلم مشابه من فريق الاتحاد البعمراني لسيدي إفني الذي طاله بدوره قرار الالحاق بشطر الصحراء ليجد نفسه هو كذلك مهددا بقطع مسافات ماراطونية ليست له لا القدرة المادية ولا الاستعداد المعنوى لمواجهتها. وإذا تركنا مهازل القسم الثاني جانبا، تواجهنا مهازل القسم الاول الذي عرف بدوره اتخاذ سلسلة من القرارات الغريبة التي تهم شطر الجنوب.، وأولى هذه المهازل تتمثل في التراجع عن قرار نزول فريق الساقية الحمراء وأولمبيك العيون إلى القسم الثاني، مما يرفع عدد فرق القسم الوطني الاول إلى 17 فريقا، سينزل منها إلى القسم الثاني، عند نهاية الموسم الرياضي الجديد 2010/2009، سبعة فرق وربما ثمانية، لا نعرف العدد بالضبط، ولا نعرف ما إذا كان سيتم التمسك بهذا حتى النهاية، في ظل العجائب التي ذكرنا أعلاه. ويتحكم في هذا الشطر بدوره عنصر التباعد الجغرافي بين الفرق التي توجد في محيط اكادير وهي ثمانية فرق (رجاء اكادير - نجاح سوس - اتحاد انزكان أولمبيك الدشيرة - اتحاد ايت ملول - اتحاد تارودانت - شباب الخيام - امل تزنيت) والفرق التي توجد على مسافات أبعد شمالا وجنوبا وهي تسع فرق (وداد قلعة السراغنة - شباب بنكرير - أولمبيك اليوسفية - اتحاد ورزازات - أولمبيك مراكش - نهضة طرفاية - ش. الساقية الحمراء - أولمبيك مولودية العيون). فكيف ستتعامل هذه الفرق مع مشكلة التنقلات علما بأن الموارد المادية لغالبيتها تبقى جد محدودة؟! فحسب المعطيات التي نتوفر عليها هناك من المؤشرات مايدل على أن موسما رياضيا أسود ينتظر فرق الهواة في ظل الهندسة العجائبية التي فصلها الجهاز الكروي المسؤول عن هذه الفرق، والذي أكد أن صفة الهواية تبقى لصيقة به أيما التصاق، لصيقة بالأخص بقراراته التي أصبحت تشكل أحكاما بالاعدام على العديد من الفرق التي قد تجد نفسها، إن آجلا أم عاجلا، مجبرة على رفع الراية البيضاء.