يسود الاحساس بامتعاض شديد لدى الراي المحلي ببركان من الحالة التي يوجد عليها بيت الموتى بمستشفى الدراق ببركان الدي اصبح يشكل نقطة سوداء، ليس فقط داخل المستشفى وإنما داخل كل المصالح التي لها علاقة من قريب أو من بعيد بجثث الموتى، فهذا البيت لم يستفد من أي اصلاح باستثتاء صباغته بالرغم من تواجده وسط مستشفى إقليمي أعيد مؤخرا بناؤه وإصلاحه. فالمساحة التي بني عليها جد صغيرة لاتمكنه من استيعاب بالشكل اللائق جميع جثث الموتى التي تنقل إليه من كل مناطق الاقليم وأحيانا حتى من خارجه مما يجعل هذه الجثث تتراكم واحدة فوق الاخرى على الارض في صورة تبعث على الامتعاض، بل والاخطر من هذا أن آلة تبريد البيت تتعرض بشكل مستمر للأعطاب التي لا تصلح فور حدوثها، مما يعرض جثث الموتى للتعفن فتنبعث الروائح لتكتسح فضاء المستشفى، وقد تحدث كثير من زوار المرضى عن هذه الروائح خاصة قبل أن تفتح الباب الرئيسية التي كانت في طور الاصلاح، ولا تقف المحنة عند هذا الحد، بل تتجاوزه إلى طريقة التعامل مع هذه الجثث، فقد قال أحد الآباء إنه رأى بعينيه جثة ابنته التي توفيت في حادثة سير وهي تجر على الأرض حتى ظهرت ملابسها الداخلية، لتلقى على الجثث الأخرى بطريقة قال عنها إنها خالية من كل إنسانية! فهل سيلتفت المسؤولون إلى هذا البيت لإعادة بنائه وتجهيزه حتى يمتلك من الشروط ما يجعله لائقا باستقبال جثث الموتى، ويعملون من جهة أخرى على اجتثاث كل السلوكات التي تحط من قيمتها أم أن الأمور ستبقى على حالها؟ لاسيما وأن هناك من يبرر هذه الوضعية بكون أن هذا البيت مخصص في حقيقة الأمر للذين يتوفون داخل المستشفى، وليس للموتى الذين يؤتى بهم من خارجه.