رغم يقين السكان بأن الوجوه «المستهلكة» هي نفسها التي عادت لتسيير شؤونهم لست سنوات أخرى قادمة بعد إعادة «انتخابهم» بالطرق إياها، فإن هؤلاء السكان سوف لن يحكموا على نوايا أعضاء المجلس الجديد القديم لبلدية عين حرودة، وسينتظرون ماذا سيقومون به من أعمال و «منجزات»، خصوصا منها ما يتعلق بالقضايا والمشاكل الملحة، والتي لا تحتاج الى تمويل والى اعتمادات مالية كبيرة! ولعل من بين الأولويات ، الوضع المتردي لسوق «الجوطية»، والذي طالما تم لفت انتباه المسؤولين الى حالته المتدهورة، من طرف التجار المزاولين لعملهم بداخله، ومطالبتهم المستمرة بإعادة هيكلته، وترصيف وتبليط جل مداخله وجنباته، وإيجاد حل للباعة المتجولين المتمركزين أمام مدخله الرئيسي، حتى يكون سوقا لائقا ومحترما، تتوفر فيه كل شروط النظافة والتسوق... ومن ضمن ذلك بالطبع إصلاح شبكة الصرف الصحي، والطرق والأزقة المحيطة به، أو المؤدية إليه وأهمها ساحة زناتة. واللافت هنا أن مسيري الجماعة سواء منهم القدامى أو الجدد، إضافة إلى ممثلي السلطة المحلية، يمرون على «الجوطية» صباح مساء، والموجودة بجانب طريق رئيسي مهم، وجميع العابرين والمتسوقين، يشاهدون بالعين المجردة الأزبال والقاذورات المتراكمة حوله، وأبشعها تلك المزبلة المقابلة للسوق، والتي أصبحت عبارة عن مستنقع دائم تنبعث منه روائح كريهة، وتعج به الحشرات والجراثيم، وما تنشره من أمراض وأضرار صحية وبيئية، سيما في فصل الصيف الذي تكثر فيه عدوى الامراض المختلفة: الحساسية، الحمى وغيرهما من الأمراض الناتجة عن «الميكروبات» المنتشرة هنا وهناك... ورغم كل هذا، نجد المسؤولين بالجماعة لا يحركون ساكنا، ولا يظهرون حماسا زائدا من النوع الذي أبانوا عنه أيام حملاتهم الانتخابية، ولو قاموا بمجهود عمل يوم واحد من قبيل تلك الحملة، لكانت عين حرودة في وضع أحسن.. لكن، للأسف، فالمصلحة الشخصية هي أولى الأولويات لدى هؤلاء؟