تفاجأ عدد من البيضاويين، وهم يتجولون في عدد من شوارع عاصمة المال والأعمال، بالظهور المفاجئ للجرذان التي تنطلق كالسهم بين ذعر المارة خاصة في الفترات الليلية مع ارتفاع درجات الحرارة إيذانا بحلول فصل الصيف، لتدخل بالوعة أخرى في الطرف الآخر من الشارع أو الزقاق، الشيء الذي خلق ارتباكا واضحا بين المواطنين الذين لم يألفوا هذا المنظر في هاته الأماكن من قلب المدينة. وقد تحدث عدد من المواطنين عن هذا الغزو الليلي لهذه المخلوقات التي أصبحت تتمتع بشجاعة خطيرة قد تتطور يوما لتشكل خطرا أكثر من الرعب الذي عاشته بعض الفتيات قرب شارع محمد الخامس نهاية الأسبوع الماضي، حين كن واقفات يتحدثن ويبتسمن، ليتحول انشراحهن إلى صراخ وهروب في شتى الإتجاهات، ليبدو المشهد كأنه فيلم رعب في شوارع الدارالبيضاء. وأرجع مهتمون سبب هذا الغزو المفاجئ ل«الطوبات» على البيضاويين، لإهمال مسؤولي مجلس المدينة، حيث من المفروض أن ترصد ميزانية سنوية لمحاربة الصراصير والجرذان، لكن يبدو أن سياسة محاربة الصراصير والجرذان باءت بالفشل أيضا، كما حصل مع سياسة محاربة التسول، ومشاكل النقل والإزدحام، وسياسات أخرى فاشلة تطرح بحق مجموعة من الأسئلة حول حصيلة تدبير مجلس المدينة الحالي. ويذكر أن مجلس المدينة قد قام في وقت سابق بإبرام صفقة استنزفت ملايين السنتيمات لجلب المبيدات، لكن جهات طبية وأبحاثا مختبرية أثبتت بأن هذه المبيدات قد انتهت فترة صلاحيتها، وهو ما فجر فضيحة في مجلس المدينة الذي تبادل بعض مسؤوليه الإتهامات بهذا الخصوص. انتشار الجرذان أو «الطوبات» بأهم شوارع المدينة الرئيسية، خاصة مركزها الذي يحاول المسؤولون جعله صورة حضارية للمدينة، جعل العديد من المواطنين يتساءلون عن أحوال الأحياء الشعبية، والهامشية، خاصة «الكاريانات» ودواوير البناء العشوائي، باعتبارها أوكارا طبيعية للجرذان والفئران... وأكد عدد ممن شاهدوا منظر هجوم الجرذان على قلب المدينة، أنها أصبحت تخرج من البالوعات «القوادس» دون خوف وتتجه نحو بالوعة أخرى وهي في غاية الإطمئنان، لأن القطط هناك لم تعد لديها الرغبة في اقتناصها من جهة، ولكبر حجمها مما يجعلها تضاهي حجم القطط نفسها من جهة أخرى. وأمام هذا الغزو الخطير للجرذان الضخمة فقد تحدث مهتمون عن وجود جيوش منها في قنوات الصرف الصحي، يشجع على تكاثرها وفرة الأزبال والنفايات، وضعف مفعول المبيدات التي من المفروض أن تستعمل ضدها سنويا وبشكل منتظم. لكن عدم التفكير في حلول حقيقية لمشاكل البيضاويين يجعلهم ينامون فوق جيوش كبيرة من الجرذان قادرة على تحويل المدينة إلى دمار إذا اتخذت يوما قرار الخروج إلى الشوارع والأزقة.