بالصدفة التقى فريق «المساء»، أثناء إعداد ربورتاج حول جرائم الليل في العاصمة الاقتصادية، ليلة الخميس الماضية، بفرقة للشرطة السياحية بالدارالبيضاء في حملة تمشيط عادية بوسط كازابلانكا، ليتقرر في النهاية تغيير مسار كل شيء ومرافقة ضباط للشرطة السياحية في حملتهم التي انطلقت في حدود الحادية عشرة ليلا وانتهت على الساعة السابعة صباحا. إنها قصة 10 ساعات رفقة فرقة الشرطة السياحية، وبقايا صور جرائم وعاهرات ولصوص ومطاردات بوليسية. البداية «بلا شك ستكون ليلة باردة»، هكذا قال الضابط (م)، وهو يعطي آخر التعليمات لأعضاء فرقته الأمنية، قبل انطلاق حملة البحث والاعتقالات والمراقبة. الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا بتوقيت العاصمة الاقتصادية. مركز المدينة بدأ يخلو من زواره ومرتاديه رويدا رويدا. أعضاء الفرقة الأمنية يتناولون بعض الوجبات السريعة ويشترون قنينات الماء استعدادا لليلة طويلة لن تنتهي إلا في حدود الساعة السابعة صباحا، وهنا سيضيف الضابط (م): «سنخرج في سيارات مدنية. بدل الدراجات النارية أريد أن يتم العمل بسرية تامة ودون أخطاء»، حينها يسلم (م) جهاز «التولكي وولكي» لأحد الضباط وينطلق المسلسل البوليسي في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا. تتكون الفرقة الأمنية للشرطة السياحية هذا المساء من 15 فردا، كلهم شباب متوسط أعمارهم لا يتجاوز 35 سنة. يلبسون زيا مدنيا، أو بمعنى أدق ثيابا عادية يلبسها كل الناس، يحملون مسدساتهم الصغيرة وبعض الهراوات البلاستيكية الزرقاء القوية للاستعانة بها عند الحاجة «خصوصا مع المجرمين الذين يحملون أسلحة بيضاء كبيرة»، كما شرح ضابط شاب (28 سنة) ل«المساء». أجسادهم قوية وضخمة، ولا أحد منهم يدخن بالإضافة إلى أنهم جميعا يمارسون الرياضة «إذ كيف يمكن أن تمسك بمجرمي الليل إذا كنت أقل قوة منهم» يتساءل (ه)، وهو ضابط شاب التحق حديثا بالشرطة السياحية. كما أن قرار الضابط (م) كان واضحا: «السرية التامة، ويجب أن تخرجوا في سيارات مدنية ولا أريد أخطاء مجانية» حينها يرد أعضاء الفرقة «أوكي شاف». شوارع الخوف تنطلق ثلاث سيارات مدنية، لا تحمل أي رمز أو إشارة إلى أن الراكبين هم من رجال الأمن. السرعة على عداد السيارة تصل الآن إلى 40 كلم في الساعة. لاشيء إلى حدود الآن. كزابلانكا هادئة وباردة جدا، المارة قليلون والمطاعم والمقاهي بدأت تغلق أبوابها. السيارة الأولى تضم 5 ضباط يسوقها الضابط (م.ي)، المعروف لدى أعضاء الفرقة باسم «خارطة المدينة القديمة»، وذلك لمعرفته الدقيقة بكل أزقة ودروب وشوارع المدينة القديمة بالدارالبيضاء، ولأنه يعرف كل الوجوه هناك من سكانها القدامى وحتى الأطفال الصغار ويستطيع من نظرة واحدة في وجه أحدهم أن يعرف ما إذا كان ذلك الشخص ابن المدينة القديمة حقا أم غريبا عنها، مع العلم أن المدينة القديمة تصنف في خانة أخطر الأحياء ليلا بالدارالبيضاء. السيارات تخترق أزقة «البرانس» وتمر بالقرب من حانة (نيگريسكو) ثم يتغير الاتجاه إلى درب عمر، قبل أن يدير الضابط (م.ي) المقود في اتجاه مدخل شارع الجيش الملكي ثم يعود الجميع إلى مخفر الشرطة الصغير المجاور ل»باب مراكش» بوسط العاصمة و»ننتظر وصول التعليمات». في تلك الأثناء سينزل الضابط (ه) من السيارة وسيتجه نحو محطة القطار «الدارالبيضاء الميناء» للقيام بعملية مراقبة عادية للوضع في المنطقة وعند حدود منتصف الليل سيعود ومعه شابين أو بالأحرى «شمكارين» يحمل كل منهما علبة «سيليسيون» و»بلاستيكات» بيضاء، وكان (ه) قد بدأ استنطاقهما طيلة الطريق إلى مخفر «باب مراكش» ليكتشف أنهما كانا يستعدان لنشل أول ضحية تمر من أمام محطة القطار. الضحية الأولى التعليمات صدرت: «الاستمرار في مراقبة وسط المدينة». صعد الجميع إلى السيارات لتنطلق جولة جديدة من البحث في مركز «كازابلانكا باي نايت». لاشيء في الجو و»أتمنى ألا يكون مخبرو المجرمين قد علموا بخروجنا هذا المساء»، يقول ضابط الفرقة السياحية (م) ويضيف موضحا: «إنهم ينشرون مخبريهم في كل مكان ونحن نعرفهم، إنهم يمارسون مهنا مختلفة، خصوصا حراس السيارات الليليون ونادلو المقاهي». هنا يتوقف عميد الفرقة عن الكلام ليجيب على الهاتف النقال: «آلو وي»، «فين؟»، «آشمن بلاصا في آنفا؟»، وبعد هذا السؤال يقفل الهاتف قبل أن يأمر سائق السيارة قائلا: «عملية سرقة تتم الآن بحي آنفا غير الاتجاه». في برهة من الزمن يتغير هدوء العاصمة، ويصير الجميع على أعصابه، ويشير عداد سرعة السيارة في تلك الأثناء إلى 100 كلم في الساعة، إنها مطاردة بوليسية حقيقية. إنه ليس فيلما أمريكيا. السيارات الثلاث تخترق كل الأزقة بسرعة مجنونة وسط العاصمة الاقتصادية، الضوء الأحمر الذي ينظم حركة المرور يعود وهميا وغير موجود «المهم الوصول لإنقاذ الشخص الذي قد يقتل»، يوضح الضابط (ه)، في ثلاث دقائق كانت السيارات قد تخطت وسط المدينة مرورا بموقف سيارات الأجرة الكبيرة التي تقل إلى حي الألفة، وفي الدقيقة الموالية كانت السيارات قد وصلت مفترق طرق شارع آنفا وشارع مولاي يوسف، وفي الدقيقة الخامسة كان الجميع في مكان العملية. الساعة تشير إلى منتصف الليل وثلاثون دقيقة، «يهودي مغربي من مواليد سنة 1981 يحمل جنسية أمريكية يتعرض لاعتداء على يد لصين محترفين». هكذا قال (ه) موضحا للعميد. (ه) وضباط السيارة الأولى كانوا قد سبقوا الجميع إلى عين المكان لأنهم كانوا أول من تلقى الخبر. بدأت المطاردة: الشاب لم يصب بأذى لأنه كان برفقة كلبه المدرب، «لقد تبعاني لمدة طويلة منذ أن غادرت باب بيتي لأقوم بالجولة المسائية المعتادة مع روكي»، يوضح الضحية مفسرا ل«المساء» قبل أن يضيف: «أحدهم يحمل شفرة حلاقة أخرجها من فمه والآخر يحمل سلاحا أبيض وقبل أن يهاجماني كنت قد اتصلت بالشرطة». سؤال: أين المتهمين؟ كان جواب الضابط واضحا: «لن يركضا طويلا إذا كانا لصين محترفين». وصدق تخمين (خ) لقد كان أحدهما مختبئا تحت سيارة من نوع مرسيدس قريبة جدا من مكان الواقعة. المتهمان شابان في مقتبل العمر، يرتديان ملابس أنيقة ويحملان هواتف آخر «موديل»، واحد منهما يرتدي نظرات طبية ولا يتكلمان كثيرا. ظلا صامتين للحظة ولا يجيبان عن أي سؤال ومع أول صفعة من (ه) قذف أحدهم، ويدعى (و.ع)، شفرة الحلاقة من فمه وسلم الآخر، (ز.ت)، سلاحه الأبيض إلى أحد الضباط، وبدآ يستغفران الضحية قائلين: «سماحلينا خويا الله يرحم باك»، قبل أن يقذف بهما رجال الأمن الوطني داخل «السطافيط». إلى عين دياب الشرطة السياحية تأسست بالضبط في يونيو 2007، وهي الفرقة التي يعمل بعض أعضائها على مراقبة شوارع الدارالبيضاء في النهار بالدراجات النارية، و «إلى حدود الخميس الماضي تمكنت فرق الشرطة السياحية بالدارالبيضاء من اعتقال أكثر من 1500 مجرم بينهم مروجو المخدرات والكوكايين، والنشالون والعديد من باعة القرقوبي والعشرات من شبكات الدعار»، يفسر العميد (م)، قبل أن يستطرد: «الآن سنتجه إلى منطقة عين الدياب لأنها من أكثر المناطق التي تسجل فيها حالات الاعتداء والمشاجرات خصوصا بعد الثالثة إلا ربع صباحا». كان من الضروري سؤال العميد لماذا توقيت الثالثة إلا ربع صباحا؟ والجواب كان واضحا وبدون تردد من طرف العميد (م): «لأن الحانات والعلب الليلية في عين الدياب تبدأ في إقفال أبوابها في هذا التوقيت ولأن أغلب اللصوص ينتظرون هذه الساعة، التي يغادر فيها السكارى الحانات، للانطلاق في عمليات السرقة». انطلقت السيارات الثلاثة في اتجاه «كورنيش عين الدياب»، الساعة تشير إلى الثالثة صباحا. الدارالبيضاء خالية إلا من هواة المشي ليلا، من الأجانب ومن السكارى وبعض «المجانين»، بالإضافة إلى حراس السيارات المداومين وبعض المقاهي التي تشتغل 24 ساعة على 24، وصيدليات الحراسة. إنه خميس بارد جدا، لا شيء غير الظلام ونباح بعض الكلاب والشوارع الخالية. وفي سكون هذه الليلة الطويلة اخترق رجال الشرطة السياحية منطقة «ساحة الراشدي» و«بارك ياسمينة». بعض الشواذ هنا وهناك بين أشجار حديقة الفضاء الأخضر البيضاوي، ينتظرون من يحملهم إلى عوالم المجون الليلي، بتسريحات شعرهم الأنثوية وسراويلهم الضيقة: «إنه مكانهم المفضل ليلا»، يقول الضابط (خ)، الذي يعرف المنطقة شبرا شبرا ويستطرد: «اليوم عددهم قليل ولا يمكن إلقاء القبض عليهم فقط لأنهم يرتدون لباسا مختلفا أو لأنهم يتحركون بطريقة أنثوية». في عين الدياب عالم آخر، الكل في حالة سكر علني، سيارات مصفحة تجوب المكان وشباب يطلق العنان لأبواق السيارات، التي تنطلق منها موسيقى قوية. حانات يحرس أبوابها رجال أشداء بعضلات مفتولة وقامات هيفاء «إنهم وحوش بشرية» كما علق أحدهم، وفي الزقاق المؤدي إلى حانة «منهاتن» تتوقف السيارات ويتفرق أعضاء فرقة الشرطة السياحية إلى مجموعات: كل مجموعة مكونة من شخصين. ينتشرون في بوابات الحانات المليئة بالزبائن. يراقبون كل المارة وكل مرتادي الحانات والسكارى، وبين الفينة والأخرى ينزع العميد (م) جهاز «التولكي وولكي» المعلق في حزام خصره ليستمع إلى آخر الأخبار البوليسية. في عين الدياب تأخذ مدينة الدارالبيضاء معالم ماجنة، بحيث تتحول المنطقة ليلا إلى ساحة كبيرة للسكارى والعاهرات، إنهم في كل مكان يترنحون ويتمايلون ويتبادلون القبل في الشارع العام: «ليس هدفنا هؤلاء»، قال العميد (م)، وما هو هدفنا إذن؟ وبسرعة يرد (م) على السؤال بجواب غامض: «ستعرف بعد قليل». تم إخفاء السيارات الثلاث بأحد مواقف السيارات المظلم تماما، نزل الجميع وتفرقوا في المنطقة. أول مفاجأة: سائح إيطالي ثمل يدخل في حالة مجون على الساعة الثالثة والنصف صباحا. ينطق بكلمات غير مفهومة ويصرح بهلوسات كالمجانين. الإيطالي يتمايل وسط الشارع بفعل الشراب ويترنح يمنة ويسرة، في تلك الأثناء كانت ترصده أعين قناصة ليل الكورنيش، الذين لا يمكن أن يضيعوا مثل هذه الغنيمة الصباحية، وبينما لا زال الإيطالي يهلوس كالمجنون كانت الأيادي الخفيفة تفتش في الجيب الأيمن لبذلته الأنيقة دون أن يحس بأي شيء، وقبل أن تكتمل عملية السرقة أطلق أحدهم صوتا خافتا سيكسر مجرى كل شيء في «عين الدياب»: «الحناش موراك». وبسرعة البرق سيختفي اللص وسط الزحام، وسيصير المجرم هو «البرگاگ»، حيث سيمسك به (ه)، وسيبدأ الاستنطاق المؤلم: «علاش گولتيهاليه آولد ل...»، «معا من خدام»، ويتلقى الصفعة الأولى. وضع له (ه) «المينوت» وأخذه في اتجاه «الباركينغ» وهناك سيبدأ استنطاق آخر، بعد أن اكتشف (ه) أن ذلك «البرگاگ» يبيع الخمور الراقية بشكل غير قانوني، وبدأت تظهر في السماء معالم قضية أكبر، والتي لم يقلها العميد (م) وهي أن الفرقة كانت تتبع آثار أحد مروجي الكوكايين بالدارالبيضاء قبل أن يفضح بائع الخمور كل شيء، لينتشر خبر وجود الشرطة السياحية في عين الدياب كالنار في الهشيم، وليقرر العميد مغادرة المكان رفقة أعضاء الفرقة «لأن المروج سيكون قد غادر المكان» كما أكد (م). المدينة القديمة في هذه الأثناء المؤذن ينادي لصلاة الفجر بمسجد «باب مراكش»، فيما أفراد فرقة الشرطة السياحية لا زالوا يخيطون أزقة ودروب المدينة القديمة دون كلل أو تعب. القيادة تم تسليمها بدون تفكير إلى الضابط الشاب (م.ي) أو كما يلقبونه «خريطة المدينة القديمة». انطلق (م.ي) يجوب دروب وأزقة أقدم أحياء كازابلانكا، التي تشبه المتاهة، والتي «إذا دخلتها في هذا الوقت يجب أن تؤدي الشهادة أولا» كما قال الضابط (خ)، قبل أن يضيف كلاما يشبه الإثارة في الأفلام الأمريكية: «ستكتشف ذلك بنفسك بعد قليل، فقط ابق وراءنا وبين الفينة والأخرى انظر وراءك». «گريساوني واحد الجوج أشاف»، الكلام موجه من طرف مراهقين لا يتعدى عمرهما السابعة عشرة ربيعا إلى الضابط (م.ي)، الذي عرفهما في الحال، وعرف معنى أن تتم سرقتك في المدينة القديمة أو «القرطاج»، في العرف البوليسي، في ساعات ما بعد صلاة الفجر. «لقد أخذوا مني حذائي الرياضي من نوع نايك حمراء، وقميصا»، يضيف الضحية وينطلق في وصف اللصوص. يغير (م.ي) مسار الطريق في اتجاه مكان لا يعرف طريقه إلا هو، فيما بقية أعضاء الفرقة يتبعون خطواته، وفي مدة دقيقتين سيتوقف الجميع وراء جدار أحد الأزقة، وسيتقدم (م.ي) نحو شاب وفتاة كانا واقفين جنبا إلى جنب في الزقاق المقابل. سيصمت الجميع وستتوقف الأنفاس لثوان معدودة. (م.ي) يتحرك صوب شخص قد يكون قاتلا أو مجرما أو أي شيء آخر. أربعة من أعضاء الفرقة يسلكون طريقا جانبية لمحاصرة المكان، وفي وقت موحد سيركض الجميع نحو الشاب والفتاة. عملية التفتيش لم تكشف عن أية ممنوعات، لكن المراهقين أكدا لضباط الشرطة السياحية أن الشاب المرافق للفتاة التقى باللصين اللذين أخذا منه حذاءه الرياضي وقميصه، وفي عين المكان سيبدأ الاستنطاق، بأسئلة نفسية مخيفة وأجوبة مترددة مرعوبة، إنها طريقة في استخراج الاعترافات لا يمكن الكتابة عنها لأنها تدخل في إطار أسرار المهنة، وليس المقصود هنا الضرب أو العنف وإنما طريقة لا يعرف استخدامها إلا رجال شرطة السياحة. الشاب والشابة اعترفا بكل شيء، وأخذا أعضاء الفرقة إلى المكان حيث يتواجد اللصين وهما من قاما بعملية التمويه لإخراج اللصين من المكان حيث يتواجدان، واستعاد المراهقين حوائجهما، في حدود السادسة والنصف صباحا، حيث بدأت تظهر أولى خيوط الصباح، وانتهى ليل الدارالبيضاء الطويل. زعطوط الزريقة والآخرون زعطوط والزريقة وعشرات «الشمكارة» الذين صادفتهم كاميرا «المساء» أثناء إعداد الريبورتاج رفقة أفراد الشرطة السياحية هم شبان لا يتجاوز متوسط أعمارهم 25 سنة. وأغلبهم قاصرون يقضون ليل الدارالبيضاء في السكر أو نشل المارة. لكن يبقى أغلبهم من صنف «الشمكارة»، بحيث، أثناء إعداد الريبورتاج تم حجز أكثر من 10 علب سيليسيون مع «بلاستيكات» الاستعمال، وأغلبهم يتجولون في محور «الدارالبيضاء الميناء» و»المدينة القديمة». زعطوط الذي قام بنشل الحذاء الرياضي وقميص أحد المراهقين بأزقة باب مراكش باستعمال طريقة «القرطاج»، والتي تقوم على إمساك الضحية من الرقبة فيما يقوم الشخص الثاني بعملية تفتيش الجيوب ونزع الممتلكات. للإشارة «زعطوط» لا يبلغ من العمر إلا 17 سنة، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالقاصرون يملأون كل أرجاء كازابلانكا، إنهم في الحانات، في مقاهي الحشيش والشيشة، وفي كل الأماكن المشبوهة. أما في «كورنيش عين الدياب» فهناك قاصرون من نوع آخر، أو بالأحرى قاصرات يحترفن بيع أجسادهن لمن يدفع أكثر. إنهن تلميذات أو طالبات بملابس فاضحة يمضين الليل بالانتقال من حانة إلى أخرى، ومن علبة ليلية إلى أخرى، إلى أن يقتنصن زبونا جيدا في غفلة عن فرق «الوحدات الاجتماعية»، التي تترك الأمر على حاله إلى أجل غير مسمى.