أقامت قوات الأمن بالدار البيضاء حواجز للشرطة عند مداخل المدينة في خطوة وصفت بالاحترازية تزامنا والاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة، وزودت ولاية أمن الدار البيضاء ضباط الشرطة المشرفين على هذه الحواجز بأرقام السيارات المسروقة على المستوى الوطني وبصور أشخاص مبحوث عنهم في قضايا الإرهاب، ما يزالون في حالة فرار. وأكد مصدر أمني ل«المساء» أن الحواجز التي نصبت منذ صباح الخميس الماضي ستستمر إلى بداية السنة المقبلة، مشيرا إلى أن كل حاجز يضم ضابطين للأمن ومفتش شرطة وحارس أمن مزود ببندقية رشاش محملة بالذخيرة وبسلسلة «مسلفة» يمكن استعمالها لإيقاف السيارات المشبوهة عن طريق إفراغ إطارات عجلاتها من الهواء، أو السيارات التي يرفض سائقوها الامتثال للتفتيش أو يحاولون تجاوز الحواجز المنصوبة دون التخفيف من السرعة. وأشارت مصادرنا إلى أن لجوء ولاية الأمن بالدار البيضاء إلى نصب السدود الأمنية» المعروفة لدى موظفي الإدارة العامة للأمن الوطني ب«السدود القداسية»، تأتي في إطار رفع درجة اليقظة والحذر والتحقق من هويات مستعملي الطريق والوافدين على العاصمة الاقتصادية تزامنا واحتفالات رأس السنة. ولا يقتصر التأهب الأمني على إقامة الحواجز في مداخل المدينة بل يشمل أيضا الفنادق والمراكز السياحية. وحسب مصدر من ولاية أمن الدار البيضاء، فإن مصالح الاستعلامات العامة ومصالح الأمن بكل من مطار محمد الخامس وميناء الدار البيضاء تلقت تعليمات بتشديد المراقبة والتحقيق مع كل من يشتبه في هويته أو سلوكاته. وأضافت مصادرنا أن الحواجز أقيمت قرب السوق الممتاز «ماكرو» بمنطقة سيدي معروف وآخر بمنطقة «لهراويين» وبطريق أولاد زيان، وآخر عند مدخل المدينة بمنطقة الهراويين، وسيدي البرنوصي على مستوى مدخل زناتة، وأن المشرفين عليها تلقوا تعليمات بالتحقق من السيارات المشبوهة دون إرباك حركة السير. وتوصل رؤساء الدوائر الأمنية في الدار البيضاء بمذكرة جديدة تحث مختلف العاملين في هذه الدوائر على توخي الحيطة والحذر والسهر على القيام بحملات تمشيطية للمناطق المصنفة ك«نقط سوداء» وتوزيع العمل بنظام «الديمومة» لما فوق الساعة الثانية عشرة ليلا. ومن بين ما تضمنته المذكرة الجديدة، ضرورة التواجد بدوائر الأمن وتنظيم حملات تمشيطية في الشوارع والأزقة التابعة للنفوذ الترابي لكل دائرة أمنية على حدة، وإخضاع المشتبه فيهم بالشارع العام لتحقيق الهوية بعد اقتيادهم إلى مصالح الديمومة. واعتادت الإدارة العامة للأمن الوطني، قبيل حلول كل سنة ميلادية، رفع حالة الاستنفار الأمني إلى «اللون الأحمر»، كإجراء روتيني احترازي تحسبا لوقوع هجمات إرهابية. كما دأبت قوات الأمن أيضا على تعزيز تواجدها في الشارع العمومي كإجراء وقائي للحد من الجريمة ومن الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات، وتكثيف إجراءات تفتيش دقيقة في المناطق الحساسة من نقاط حدود ومطارات وموانئ وسفارات وقنصليات الدول الغربية ومنشآت سياحية ومالية والفنادق حيث يوجد السياح الأجانب. وأشارت مصادرنا إلى أن الإدارة العامة للأمن الوطني وضعت خطة أمنية احترازية لحماية الأمن والمواطنين من أي اعتداء محتمل بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة في المدن الرئيسية، مثل الرباطوالدار البيضاء ومراكش وفاس وأكادير. وقال مصدر أمني إن دوائر الأمن في الدارالبيضاء، مثلا أضحت تعمل بنظام المداومة ثلاث مرات في الأسبوع، كما شرعت قوات الأمن في القيام بحملات تمشيطية واسعة النطاق بعدد من الأحياء الشعبية والنقط السوداء.