لم تشرع الإدارة العامة للأمن الوطني بعد في وضع الترتيبات الأمنية المتعلقة بحلول رأس السنة الميلادية، وهي الترتيبات التي دأبت مختلف مصالح الأمن اعتمادها برفع درجة اليقظة والحذر وإقامة الحواجز الأمنية في مداخل المدن الكبرى تحسبا لاستهداف منشآت سياحية من قبل عناصر إرهابية. وقال مصطفى الموزوني، والي أمن الدارالبيضاء، في اتصال هاتفي، أمس الأحد، مع «المساء»، إن الاحتفال برأس السنة الجديدة ما يزال بعيدا، مضيفا أنه لم يصدر بعد أية تعليمات لمرؤوسيه بتشديد المراقبة على الفنادق والمنشآت السياحية بمدينة الدارالبيضاء استعدادا لاستقبال السنة الميلادية الجديدة. وأضاف الموزوني ضاحكا، ردا على سؤال ل«المساء» حول إصدار الإدارة العامة للأمن الوطني الأسبوع الماضي لمذكرة تحث فيها مختلف مصالح الأمن في المغرب، على ضرورة توخي الحيطة والحذر: «الله أودي، من قال لك هذا الكلام فهو كذاب، لا توجد هناك أية مذكرة أمنية جديدة، أما الاحتفال برأس السنة فما يزال بعيدا ولم نحدد بعد التدابير اللازمة لذلك، وأشكرك لأنك ذكرتني بهذه النقطة». وفي الوقت الذي ينفي فيه والي أمن الدارالبيضاء وجود مذكرة جديدة صادرة عن الإدارة العامة للأمن الوطني، يؤكد رجال شرطة يعملون بالدارالبيضاء توصل الدوائر الأمنية مؤخرا بمذكرة جديدة، صادرة عن الإدارة العامة للأمن الوطني، تحث مختلف الدوائر الأمنية على توخي أقصى درجات الحيطة والحذر وتنظيم حملات تمشيطية للمناطق المصنفة ك«نقط سوداء» والعمل أيضا بنظام «الديمومة» في مختلف الدوائر الأمنية لما فوق الساعة الثانية عشرة ليلا. ومن بين ما تضمنته المذكرة الجديدة، حسب رجال شرطة، التواجد بدوائر الأمن وتنظيم حملات تمشيطية في الشوارع والأزقة التابعة للنفوذ الترابي لكل دائرة أمنية على حدة، وإخضاع أي مشتبه به في الشارع العام لتحقيق الهوية بعد اقتياده إلى مصالح الديمومة. واعتادت الإدارة العامة للأمن الوطني، قبيل حلول كل سنة ميلادية، على رفع حالة الاستنفار الأمني إلى «اللون الأحمر»، كإجراء روتيني تحسبا لوقوع هجمات إرهابية. كما دأبت قوات الأمن، في مثل هذه المناسبات، على تعزيز تواجدها في المناطق الحساسة من نقاط حدود ومطارات وسفارات وقنصليات الدول الغربية والمنشآت السياحية والمالية والفنادق حيث ينزل السياح الأجانب بكثرة. وقالت مصادر أمنية إن الإدارة العامة للأمن الوطني بصدد وضع خطة أمنية وصفتها ب«الاحترازية» لحماية أمن المواطنين من أي اعتداء محتمل تزامنا والاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، وتعزيز المراقبة الأمنية بالمدن الرئيسية مثل العاصمة الرباطوالدارالبيضاء ومراكش وفاس وأكادير. وتوقعت مصادرنا نشر قوات الأمن لمختلف عناصرها ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، خصوصا بعد اعتقال 12 شخصا في الشمال و5 آخرين بضواحي مدينة بركان، تشير التقارير المتوفرة لدى وزارة الداخلية أنهم تدربوا على استعمال السلاح للسطو على المصارف. فخلال الحملة الأخيرة، التي جرت مع قرب فترة نهاية السنة، والتي شملت قرية مداغ، معقل الزاوية «البوتشيشية» التي تبعد عن مدينة بركان ب12 كيلومترا، تم اعتقال خمسة ناشطين يشتبه في كونهم على صلة بتيار «السلفية الجهادية». وحسب مصدر من وزارة الداخلية، فإن المعتقلين هم أعضاء في خلية إسلامية، كانت تستعد للقيام بتداريب على استعمال السلاح بغرض تنفيذ أعمال سطو على مؤسسات بنكية، والاستحواذ على أموال تعتبرها هذه العناصر «فيئا» سيمكنها من شراء الأسلحة النارية. إلى ذلك، توقعت مصادرنا أن تستنفر قوات الأمن كل عناصرها للعمل خلال الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة بعد ورود تقارير استخباراتية حول احتمال تنفيذ إرهابيين لهجمات تشمل مراكز سياحية.