لازالت تتوارد على الجريدة مجموعة من الشكايات والمراسلات والرسائل المفتوحة تحاول استنفار كل من يهمه الأمر لأجل وضع حد للجرائم البيئية التي تتعرض لها غابات أركان والعرعار بمنطقة حاحا بإقليم الصويرة. آخرها رسالة من جمعية تيفاوت للتربية والثقافة والبيئة والتنمية بجماعة إمنتليت القروية ، تطلب فيها التدخل عاجلا لوضع حد لكل أعمال التخريب التي تتعرض لها الأملاك الغابوية بمنطقة حاحا ، والتي تعد جماعتا إمنتليت وتاكوشت المجاورة لها النموذجين الصارخين لها ، دون أن يعني ذلك أن الجماعات الأخرى لاتقع تحت رحمة لصوص الغابة الذين عاثوا قطعا وتنكيلا بالمجال الغابوي للمنطقة. ويؤكد مسؤولو الجمعية أن نداءاتهم ومراسلاتهم ، واتصالاتهم بكل من له علاقة بملف حماية البيئة منذ مطلع سنة 2008 قد بقيت دون نتيجة تذكر ، فرغم اطلاع مختلف اللجان على الأوضاع الكارثية التي تعيشها غابات المنطقة وعلى رأسها غابات إمنتليت والتي كانت آخرها زيارة لجنة جهوية للمياه والغابات قادمة من مراكش لجماعة إمنتليت يوم الاثنين 26 يناير 2009 ، ورغم فداحة الأضرار التي ألحقت بالملك الغابوي بالمنطقة والتي وقف عليها وأحصاها رجال المياه والغابات المنتسبون إلى مختلف اللجان وعلى رأسها هذه اللجنة بأنفسهم وممثلو السلطة وممثلو جمعية تيفاوت ، يستمر تدمير وتخريب و استنزاف الثروة الغابوية لجماعتي إمنتليت وتاكوشت من قبل المخربين على مرأى من المديرية الإقليمية للمياه والغابات بالصويرة ومختلف المنتسبين إليها بالمراكز المتواجدة بالمنطقة ،الشيء الذي تفسره مراسلة الجمعية بالتواطئ مع ناهبي المجال الغابوي . فجماعة إمنتليت ورغم توقف أشغال القطع والنقل الذي استبشر له السكان ، لازالت تشهد حالات عود من قبل من دأب على هذه الجرائم البيئية منذ عشرات السنين ، حيث قام احد رموز القطع الغير المرخص خلال مطلع أبريل الماضي بإعدام مجموعة من الأشجار بالموقع المسمى تالات ، والاوزاض بدوار إد الحرش بجماعة إمنتليت ، في حين تستمر أعمال القطع والنقل والتفحيم والبيع بنفس الوتيرة السابقة بتراب جماعة تاكوشت إلى يومنا هذا . إلا أن المؤسف حسب رسالة جمعية تيفاوت للتربية والثقافة والبيئة والتنمية بجماعة إمنتليت القروية ، هو استمرار الجناة الحقيقيين في أعمال القطع والنهب ، وغض المديرية الإقليمية للمياه والغابات بالصويرة الطرف عنهم في مقابل متابعة العشرات من الأبرياء بتهم القطع والنقل والبيع بدون رخصة التي يعرف العاملون بالمديرية الهوية الحقيقة لمرتكبيها بجماعتي امنتليت وتاكوشت. مما يجعل هذه المصلحة أمام مسؤوليتها المباشرة إزاء ما يحدث بالجماعتين المذكورتين. كما طالبت مراسلة الجمعية بإيفاد لجان مستقلة لتقصي الحقائق في ما حدث ويحدث ، ومحاسبة الجناة الحقيقيين والمتواطئين معهم بالمنطقة ، ووضع حد لمهزلة متابعة عدد هائل من السكان الأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم من ساكنة المنطقة. كما توصلت الجريدة بنسخة من رسالة وجهها مواطنين من دوار ايت واحمان بجماعة تاكوشت إلى رئيس المصلحة الإقليمية للمياه والغابات في حق حارس الغابة بالمنطقة، حيث تضمنت الشكاية تهما خطيرة تفيد محاولة الحارس تجنيد المواطنين المذكورين لقطع أشجار الهرجان بدون ترخيص، وإزاء رفضهم لهذا المنحى اللاقانوني، تم تجنيد مجموعة من المواطنين بالمنطقة، تذكر الرسالة أسماءهم كاملة، يقومون بداية الأمر بشراء أشجار الزيتون واللوز للتغطية على القطع الغير المرخص لأشجار الهرجان التي تستغل في نشاط التفحيم . المواطنين اللذين يؤكدان على براءتهما من تهمة القطع الغير المرخص التي نسبت لهما من طرف حارس الغابة، والتي يصنفونها في خانة السلوك الانتقامي بعد رفضهما الانجرار وراء مقترحه، يطالبان المندوبية الإقليمية للمياه والغابات بالتدخل بشكل استعجالي قصد استجلاء الحقائق المرتبطة بهذه النازلة والضرب على أيدي المتلاعبين والمستغلين للمجال الغابوي خارج القانون.