لازالت غابات إقليمالصويرة تحت رحمة اللصوص وناهبي المجال الغابوي مستفيدين من حالة اللاعقاب التي افرزها الصمت المطبق للمصلحة الإقليمية للمياه والغابات التي يضعها ساكنة الإقليم في قفص الاتهام في ظل الإجهاز الممنهج على غابات أركان والعرعار في مجموعة من الجماعات القروية بمنطقة حاحا على وجه الخصوص. فبعد سكان اثنين امنتليت الذين انتفضوا قبل شهور ضد المتابعات القضائية التي اعتبروها جائرة تجعل منهم كبش فداء، في مقابل السكوت على اللصوص الحقيقيين الذين حولوا المجال الغابوي لمنطقتهم إلى مصدر ريع بتواطؤ مع موظفي المصلحة الإقليمية للمياه والغابات. يأتي دور ساكنة الجماعة القروية لتاكوشت للتعبير عن غضبهم إزاء التدهور المستمر للمجال الغابوي لجماعتهم جراء الممارسات اللاقانونية التي تستهدف الغابة في مقابل صمت حارس الغابة الذي اكتفى بتسجيل مخالفات ضد بعض المواطنين الذين لازالوا يصرخون ببراءتهم معتبرين أنفسهم أكباش فداء للتغطية على الفاعلين والسراق الحقيقيين. « لم ارتكب أية مخالفة تستدعي تحرير محضر في حقي من طرف حارس الغابة ، لقد تمت إدانتي بأداء غرامة مالية تقارب عشرة آلاف درهم مع أني بريء تماما من التهم التي نسبت إلي، فلا حالتي المادية،ولا الضرر النفسي سيسمحان لي بعد الآن بالاستمرار في الإقامة بالجماعة، لهذا صرت أفكر جديا في الهجرة « صرح لنا احد المواطنين نافيا أن تكون له أي علاقة بالتهم المنسوبة إليه من طرف موظف مصلحة المياه الغابات. وحسب شهادات مجموعة من سكان جماعة تاكوشت، فالأمر يتخذ في البداية صبغة قانونية من خلال تقدم احد المواطنين بطلب رخصة لأجل استغلال قطعة أرضية محددة بالمجال الغابوي لا تسمح إلا بقطع عدد محدود من الأشجار التي تستجيب للمواصفات، بعد استقراره مباشرة، يشرع المستفيد من الترخيص في عمليات قطع ليلية تستهدف الأشجار المتواجدة بمحيط القطعة الأرضية المرخصة. وبالتالي، تمتد يده لتطال عشرات الأشجار الغير مرخصة في ظل الصمت المطبق لحراس الغابة، كما تعرف المنطقة انتشار أفران تفحيم أركان في مواقع وأماكن محددة يعرفها الخاص والعام. في المقابل، لم ترخص المصلحة الإقليمية للمياه والغابات للجماعة القروية لتاكوشت في أي مناسبة بقطع الأشجار التي وصلت عمرية متقدمة بهدف تخليفها من جهة مع تنمية موارد الجماعة من جهة أخرى. ايت واحمان، تاسيلان تاكوشت، تاسيلان اكادير،وغيرهم من دواوير جماعة تاكوشت دفعوا ولا زالوا يدفعون فاتورة إطلاق يد اللصوص في غابات أركان والعرعار التي تشكل محور النشاط الاقتصادي للساكنة التي تتابع بحرقة شديدة تنامي أرباح سراق الغابة في مقابل التدهور المستمر للمجال الغابوي. كما طالب عدد من ساكنة المنطقة في لقائهم بالجريدة بإيفاد لجنة تحقيق مركزية مستقلة لتفتح تحقيقا دقيقا في تاريخ وحيثيات استفحال القطع الغير المرخص بالمجال الغابوي لجماعة تاكوشت.