تحية تقدير لجريدة « الاتحاد الاشتراكي « وركن الوسيط بصفة خاصة على قبوله وضع الممارسة الصحفية للجريدة قيد التشريح متقبلا النقد البناء مهما كان قاسيا ، وهي سابقة لا يمكن أن يعتنقها إلا من لا تحكمه الخلفية التجارية ومن يؤمن بأن تجربته مهما بلغت تظل ناقصة أو على الأصح في حاجة إلى معرفة الرأي الأخر. من هذه الزاوية وكمُواكٍب لممارستكم النضالية في الجبهة الصحفية من أجل تشكيل وعي ناقد متفتح على كل التجارب قادر على المساهمة في صناعة رأي تجاه ما يجري في الواقع أقترح عليكم ما يلي: 1- اختيار حدث أسبوعي أو شهري و وضع المثقف المغربي إزاءه لإبداء رأيه حوله ومن ثم تحقيق المزيد من تنوير القارئ حول ما جرى ويجري وفهم لماذا جرى وبالشكل الذي به جرى دون غيره ، ولعل هذا الإجراء سيجعل المثقف بالضرورة منخرطا في الفعل السياسي ، ومن ثمة جعل السياسة مؤطرة ومسنود بالفعل الثقافي ،القادر على تنوير القراء وفتح وعيهم وتعميقه ،إذ يلاحظ أنكم لامستم في الأيام الأخيرة بعض الجوانب الهامة في الممارسة السياسية في حياتنا المغربية من خلال ما نشرتم من أخبار ، لكن من زاوية اتحادية في الغالب ، وهي على أهميتها تظل وجهة نظر . وكمثال على ذلك زلة شباط الذي خرج على الجزيرة بفرية ضمن من خلالها موطنا في مزبلة التاريخ لم يسبقه إليها إنس ولا جان ،أو غموض الموقف الرسمي للحكومة من مدونة السير أو غير ذلك من التجاوزات الكثيرة التي خرست عنها صحافة النميمة التي تستبلد القارئ وتلوث الفضاء الثقافي بأراجيفها.. 2- تخصيص ركن لما تناولته الصحافة وكيف تناولته وإفساح المجال للقراء لإبداء رأيهم حول الصحافة دون نسيان أن هذا اختيار يضع الصحافة على مشرح القراءة والنقد وأنا لا أعتقد أنكم تخافون ذلك; مثال كيف تعاملت الصحافة مع التغيير الذي عرفه القرض العقاري والسياحي ولماذا هذا التعامل وما قيمته الصحفية وموضوعيته وهل لا زال لدى كثير من أدعياء الصحافة قيمة لمقولة «الخبر مقدس والتعليق حر» سيما وأن الأمر فيه خلط . مع تحياتي مجددا