ظلت الحركة بمختلف الموانئ المغربية وعلى رأسها ميناء الدارالبيضاء مشلولة طيلة يوم أمس، وارتفع معها تخوف المستوردين الذين ظلت سلعهم في الميناء من أن يجدوا أنفسهم حين انتهاء الاضراب، أمام غرامات مفروضة عليهم سيؤدونها مرغمين. الاضراب الذي يخوضه أصحاب النقل امتد في عدد من المدن إلى الاسواق التجارية وعلى رأسها الدارالبيضاء، حيث أغلق تجار درب عمر طيلة يوم أمس محلاتهم التجارية، مساندة للمضربين واحتجاجا على تعليق سلعهم في الميناء، كما أقفلت مختلف المحلات التجارية بمنطقة مرس السلطان الفداء أبوابها من بينها سوق الشمال وقيسارية الحفاري والحبوس. أما المحطة الطرقية وعلى غرار الايام التسعة الماضية، فظلت الحركة بها مشلولة تماما، وعرفت الحركة التجارية بسوق الجملة للخضر والفواكه يوم أمس فتورا لم يسجل في السابق، إذ لم تلج السوق سوى شاحنات معدودة، حملت معها أنواعا محددة من الخضر منها الفول والبصل والجلبان والنعناع، ووصل سعر الحامض إلى ثلاث دراهم ونصف في الوقت الذي كان يروج فيه بسعر درهم ونصف، وبلغ صندوق الطماطم 150 إلى 160 درهما للصندوق. ومعلوم أن سعر الصندوق لم يكن يتجاوز 80 درهما في الأيام العادية. وقالت مصادر من السوق بأن الربط النقلي بين السوق وبين مختلف مراكز الانتاج انقطع و ان اسعار الخضر اتخذت منحى صاروخيا. واستنكرت هذه المصادر كون التصريحات التي تمررها وسائل الاعلام العمومية مجانبة للواقع وغير صادرة عن جهات مسؤولة بحيث توكل لأحد المستفيدين من مقهى بسوق الجملة. نفس الاستنكار عبر لنا عنه النقالة المضربون الذين صرحوا بأن وسائل الاعلام العمومية لا تمنحهم حقهم في التصريحات. عشرات محطات الوقود نفد منها الوقود وظل الازدحام على بعضها من طرف أصحاب السيارات مستمرا طيلة يوم أمس. وقال صاحب محطة للبنزين مازال محطته تزود السيارات بالوقود بأن كل أصحاب محطات البنزين الذين يعتمدون وسائل نقل غير تابعة لهم استنفد منهم الوقود، فقط من يتوفرون على وسائل نقل خاصة هم الذين يعملون. على غرار الدارالبيضاء قرر بعض التجار في مختلف المدن المغربية الدخول في الاضراب وأصدر تجار مدينة خريبكة في هذا الاطار بلاغا عبروا فيه عن مساندتهم للإضراب الذي يقوم به أرباب النقل والسائقون، وذلك بالخوض فيه.. مجموعة من المدارس بالمناطق القروية توقفت الدراسة فيها بسبب عدم توفر وسائل نقل تقل المدرسين الى مقرات عملهم... أزمة الوقود التي عرفتها الدارالبيضاء، انتقلت الى مختلف المدن حيث ظل تسابق أصحاب السيارات على محطات الوقود عندما فوجئوا بنفاده في العديد منها... وفي منطقة سوس، قرر المنتجون الفلاحيون توقيف عملية جني الخضروات والبواكر بسبب إضراب قطاع النقل وهو ما أدى إلى تسريح آلاف العمال مؤقتا الى حين وقف الإضراب. وقال أحد المنتجين بأنه وزملاءه طيلة هذه المدة تحملوا نقل منتوجاتهم إلى مختلف الأسواق المغربية، لكن الاعتراض اليومي لمنتوجاتهم من قبل المضربين في قطاع النقل وعدم حماية المسؤولين لمنقولاتهم، سرع باتخاذ قرار توقيف الانتاج. وصرح النقالة المضربون بأن إضرابهم مازال مفتوحا إلى حين إلغاء مدونة السير. وصاحبت أول أمس هذا الاضراب إشاعات من قبيل أن الاضراب سيكون عاما وبأن الخبز سينقطع من الاسواق، وكذلك المواد الغذائية، وهو ما خلق ارتباكا لدى عموم المواطنين بالدارالبيضاء ترجمه سيل من المكالمات تستفسر عن هذا الموضوع.