لم يسفر اجتماع الوزير الأول مع بعض النقابات والجمعيات المضربة في قطاع النقل يوم أول أمس عن أية نتيجة، إذ ظل المضربون متشبثين بالاستمرار في التوقف عن العمل.. وقالت مصادر حضرت هذا الاجتماع أن الوزير الأول وبعد استماعه للمضربين وتبريرات مطلبهم بإلغاء مدونة السير، اقترح عليهم إصدار بلاغ مشترك بينه وبينهم، ينص على تشكيل لجنة مكونة من نقابيين ومسؤولين وإداريين للقيام بتعديلات في المدونة في أجل يمتد من شهر إلى ستة أشهر، وبالتالي توقيف الإضراب. لكن هذا المقترح رفضه المجتمعون، وتشبثوا بقرارهم القاضي بإلغاء المدونة. الاجتماع الذي عقده الوزير الأول مع النقابات والجمعيات يوم أول أمس، خلف استياء لدى جمعيات ونقابات مضربة أخرى، وقال أحد هؤلاء بأن الوزير الأول كان عليه أن يدعو كل الهيئات المضربة لا أن يكتفي بالاجتماع مع 12 جمعية ونقابة بعينها ويستثني الآخرين، وأضاف بأن الحكومة تتعامل بانتقائية في معالجة هذا الموضوع، هو ما سيدفعهم إلى الاستمرار في الإضراب. وفي تجمع لإحدى النقابات المضربة في الدارالبيضاء قال أحد مسؤوليها بأن المضربين في حال ما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإنها ستلتمس التحكيم الملكي. وصرح لنا بعض المضربين من النقالة وأصحاب الطاكسيات، بأنهم عقدوا لقاء مع نوبير الأموي الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وعبر لهم هذا الأخير عن مساندة مركزيته لحركتهم الاحتجاجية، وتم الاتفاق على تنظيم يوم مساندة للإضراب. ولم يتم تحديد هذا اليوم. الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بدوره أصدر يوم أمس بلاغ دعا فيه إلى استئناف العمل لأن الأمر يتعلق بالمسؤولية وبالتضامن الوطني، مضيفا أن الاتحاد اتصل بوزير الداخلية ووزير النقل وعلى إثر ذلك دعا مهنيو النقل بالاتحاد كافة الأطراف والمسؤولين لاتخاذ إجراءات استعجالية منبهين الى أن الاضرابات تعرض المقاولات المغربية لمخاطر جسيمة، إذ أن جزءا كبيرا منها مهدد في مردوديته وعلاقاته مع زبنائه وبالتالي في استمرارية نشاطه. وعلى عكس يوم أمس، فتحت المحلات التجارية بدرب عمر وسوق الشمال وقيسارية الحفاري، لكن الرواج بها ظل جد محدود، وقال أحد التجار بأن سبب إقفالهم يوم أمس يعود أساسا إلى كون سلعهم ظلت جامدة في مكانها بسبب غياب وسائل النقل التي ستوصلها الى أصحابها في باقي مدن المغرب. أما محطات البنزين فبدأ يصلها الوقود بعد نفد في جزء منها طيلة الثلاثة أيام الماضية. وفي اتصال لنا بمعمل «لاسامير» صرح أحد مسؤوليه لجريدتنا بأن المعمل زود 112 شاحنة بالوقود يوم أول أمس و95 شاحنة يوم أمس إلى غاية الواحدة زوالا وهي الأرقام التي تسجل في الأيام العادية. شاحنات الوقود، كانت توزع حمولتها على المحطات تحت حراسة أمنية جد مشددة، وقد انتشرت صباح أمس قوات الأمن في كل مداخل الدارالبيضاء تحسبا لأي تصعيد أو أية فوضى محتملة. موانئ المغرب ظل يعمها الشلل خصوصا في الدارالبيضاء الذي لا تنقل من داخله سوى الحبوب المستوردة. ميناء طنجة لم يتحرك فيه سوى عدد قليل من الشاحنات لا تكفي محصلات مداخيلها حتى للرسوم المينائية، أما في أكادير فظل الركود على ما هو عليه. أصحاب الطاكسيات بالدارالبيضاء، احتلوا طيلة صباح أمس شارع محمد السادس على مستوى القناطر الفاصلة بين عمالات عين الشق ومرس السلطان الفداء وابن امسيك، وظلت فيه الحركة جامدة إلى أن تدخلت القوات العمومية بحضور مسؤولين أمنيين من مختلف الأجهزة ليقوموا بتفريق سيارات الأجرة وتحرير الشارع بعد حجزهم لحوالي 20 سيارة أجرة.