لقي ثلاثة من مهنيي النقل المضربين مصرعهم خلال الأيام الستة للإضراب الذي دعت إليه تنسيقيات مهنيي النقل في كل من مدينة (آسفي، تمارة، الناضور). وأكد محمد غزلان، الكاتب العام للمنظمة المغربية للشغالين المتحدين وعضو التنسيقية الوطنية لمهنيي النقل، أن سبب الوفاة هو المواجهات التي اندلعت بين المضربين وغير المضربين. وأضاف غزلان في تصريح لـالتجديد أنه تقرر يوم الأحد 12 أبريل 2009 بعد اجتماع أعضاء التنسيقية، الاستمرار في الإضراب عن العمل إلى حين إطلاق سراح المعتقلين على خلفية هذا الإضراب البالغ عددهم 26 مهنيا (19 في البيضاء، 4 بأكادير، 3 بالقنيطرة)، وإلغاء المدونة. من جهة أخرى، أكد غزلان أن المهنيين يرفضون الآن أي حوار قد يجمعهم بوزير التجهيز والنقل، كريم غلاب، على اعتبار أنه لا يفي بوعده وأن تصريحاته متضاربة، في الوقت الذي يطالبون فيه بلقاء مع الوزير الأول، عباس الفاسي، أو رئيس الغرفة الثانية المعطي بنقدور، لوقف الإضراب وإعادة الحوار من جديد للوصول إلى حل يرضي الجميع. ومن الأمور التي قررها اجتماع أمس الأحد أيضا، القيام بوقفات احتجاجية أمام البرلمان، دون أن يحددوا الوقت لذلك. وأكدت الهيئات النقابية الممثلة لقطاع النقل الطرقي بالدار البيضاء، أن الحركة الاحتجاجية أثرت بشكل استثنائي على حركة النقل وعلى النشاط التجاري بالعاصمة الاقتصادية، خاصة بميناء الدار البيضاء الذي يعتبر قطب الحركة الاقتصادية للمدينة، وفي السياق ذاته أكدت مصادر مسؤولة بالميناء أنه يعيش على إيقاع ركود اقتصادي يتفاقم مع توالي أيام الإضراب، بسبب تسجيل نقص حاد في المنتوج البحري بالسوق الداخلي، وارتفاع أسعار السمك بمختلف الأسواق البيضاوية، وأوضح المصدر ذاته أن الشركات العاملة بالميناء تتكبد خسائر مادية يومية. هذا، وأدى توالي أيام الإضراب الوطني لمهنيي النقل إلى تراجع تسويق الخضر والفواكه من قبل باعة التقسيط بمختلف أسواق الدار البيضاء، بسبب الارتفاع المهول للأسعار، خاصة في أنواع الخضر التي تشكل المادة الأساسية في الوجبات الغذائية، مثل البطاطس التي وصل سعرها 7 دراهم، والطماطم التي وصل سعرها إلى 5 دراهم، مما أربك عددا من المستهلكين البيضاويين. فيما أكد أغلب تجار بيع الخضر والفواكه بالجملة، الذين التقتهم التجديد أول أمس السبت، أن وتيرة نشاط أغلب محلات البيع بسوق الجملة لمدينة الدار البيضاء انخفضت من حيث الرواج والمعاملات، بسبب تحول العديد من محلات البيع إلى ملاجئ للاحتكار والمضاربات. مؤكدين أن الشاحنات المحملة بالسلع التي تصل إلى السوق عددها غير مستقر طيلة أيام الإضراب الوطني، خاصة تلك المحملة بمنتوج منطقة العرائش، ودكالة، والحوز وأكادير. وهو ما أسهم في إضعاف قدرة العديد من محلات التصدير على الالتزام بتلبية طلبات زبائنهم. واعتبر صاحب شاحنة ينقل فاكهة الفراولة من مدينة العرائش، أن وصول الشاحنات إلى السوق يعتبر مغامرة، لأن الطرق غير سالكة، والعبور في ظل هذا الوضع يتطلب تكاليف إضافية، تؤخذ بعين الاعتبار في تحديد أثمنة العرض. من جهته، أكد محمد السبكي مدير سوق الجملة بالدارالبيضاء، أن الإضراب لم يؤثر على أثمان الخضر والفواكه، إذ إن الحركة لم تتغير بشكل ملحوظ بسوق الجملة، مضيفا بأنه ليس هناك نقص حاد في عدد الشاحنات التي يستقبلها السوق، باستثناء شاحنات مدينة أكادير، وأشار إلى أن 723 شاحنة استطاعت الوصول السبت الماضي، من أصل 800 شاحنة، وهو المعدل الذي يستقبله السوق من هذه المدينة. واعتبر السبكي أن استقبال السوق للشاحنات طيلة أيام الإضراب غير مستقر، مشيرا أنه يزيد وينقص. وأكد قابض سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء سعيد حداني لـ التجديد، أن مداخيل السوق لم تتأثر لحد الآن بسبب الإضراب الوطني للنقل، بشكل واضح، مشيرا إلى أن المداخيل نشطت السبت الماضي مثلا، بسبب اقتناء باعة الجملة من مدينة الشمال لمنتوج السوق البيضاوي، فيما توقع سعيد حداني انخفاض مداخيل السوق إذا استمر الإضراب ابتداء من الأسبوع المقبل. هذا ويرتقب أن يسجل تراجع في أثمان الخضر والفواكه، خلال الأيام القليلة المقبلة، بالأسواق البيضاوية إذا توقف الإضراب، حسب مصدر من سوق الجملة للخضر والفواكه في الدارالبيضاء.