بعد غد الخميس تجري في الجزائر انتخابات رئاسية يشارك فيها إلى جانب الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة خمسة مرشحين يسميهم الحقل الإعلامي والسياسي ب«أرانب السباق». وقد دامت الحملة الانتخابية ثلاثة أسابيع عرفت فيها التجمعات التي انعقدت والخطابات التي ألقيت في وسائل الإعلام، سيلا من الوعود ومن الانتقادات همت المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،،، وحده بوتفليقة الذي عدل الدستور كي يمنحه ولاية ثالثة وجد القاعات ممتلئة والمنصات باذخة ولجان التعبئة مكتظة ب «المتطوعين».. وكل ذلك حشدته السلطات بأوامر منها في انسجام مع مقولة «الرئيس يبقى رئيسا والبقية أرانب سباق». بالرغم من الجهود المضنية التي قامت بها مؤسسات الدولة كي تجد الانتخابات الرئاسية حيزا واسعا في اهتمامات الجزائريين، فإن «البطاطا» تفوقت على هذه المجهودات، بل لم يعد صوت يعلو على صوتها لسبب بسيط هو أن سعرها فاق المائة دينار، أي مايعادل 10 دراهم مغربية. ولأن الموضوع هيمن على قفة ومائدة الناس، فإن المرشحين أضافوا الى وعودهم بندا يتعلق ب«البطاطا» التزموا فيه بأن يكون من أولويات الملفات التي سيتناولونها وهم بقصر المرادية. وإلى جانب «البطاطا» لم يكن في الحملة سوى المواضيع العادية أبرزها السكن والشغل.. بوتفليقة الذي تربع على كرسي الرئاسة عشر سنوات قال إنه سيبني مليون وحدة سكنية خلال الخمس سنوات المقبلة، ويوظف مثل هذا الرقم من الشباب، وهي نفس الالتزامات التي تضمنها برنامجه الانتخابي لسنة 2004 ، أما بقية المرشحين ف«تواضعوا» في حملتهم ليقدموا ثلث ما أعلنه الرئيس الذي احتكر لوحده موضوع «المصالحة» و«العفو» ... أما السياسة الخارجية فلم تجد لها موقع قدم في التجمعات، بل تم إحالتها على حصة إذاعية بدا فيها أن هناك تطابقا في مواقف جميع المرشحين تجاه جميع القضايا الإقليمية والعالمية. حسب وزارة الداخلية هناك 20 مليون و600 ألف ناخب (عدد السكان 34 مليون نسمة) منهم 11 مليون و200 ألف ناخبة، ويبقى هاجس المشاركة يؤرق السلطات بعد النسبة المتدنية التي سجلتها الرئاسيات والتشريعيات الأخيرة، ولكل هذا الكم المسجل في اللوائح تم تخصيص 47150 مركز اقتراع من بينها 330 بالخارج الذي يوجد به حوالي مليون ناخب. كما تمت تعبئة 160 ألف شرطي لإحاطة العملية الانتخابية بظروف أمنية تمنع أي عمليات مسلحة تستهدفها. وفي هذه المراكز س«يختار » الناخب مرشحا من ستة أجازهم المجلس الدستوري، واحد منهم طبيب عيون (فوزي رباعين عن حزب عهد 54 )، وآخر دركي (موسى تواتي عن الجبهة الوطنية)، ومرشحة من قطاع النقل الجوي ( لويزة حنون عن حزب العمال) وسفير سابق (محمد سعيد ينتمي الى حزب لم يحصل بعد على الترخيص)، بالإضافة الى جهيد يونسي الوحيد الحاصل على شهادة الدكتوراه ( عن حركة الإصلاح) والمرشح «المستقل» الوحيد من بين الستة مهنته رئيس بعد أن كان وزيرا للخارجية في عقد السبعينات (أيام حكم الراحل هواري بومدين) . في مواجهة المرشحين هناك أحزاب تدعو إلى مقاطعة الانتخابات أبرزها جبهة القوى الاشتراكية التي يتزعمها حسين آيت أحمد الذي يرفع شعار «لا أنتخب، أريد التغيير»، وقد نشط كاتبه الوطني كريم طابو عشرات التجمعات انتقد فيها بشدة الرئيس بوتفليقة، واصفا إياه بزعيم جماعة تستهدف تصفية الجزائر ، كما تطرق لبقية المرشحين، مشيرا إلى أن الرئاسيات ترشح إليها دركي مفصول، لأنه سرق بطانيات و«شوافة» معروفة بأنها تتقن السحر !!!وإلى جانب القوى الاشتراكية هناك التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يرأسه سعيد سعدي، هذا الأخير دعا إلى جعل يوم الاقتراع يوم حداد وطني، وذلك برفع مناديل سوداء في كل مقرات الحزب، وهو ما جر عليه انتقادات واسعة التقى فيها المشاركون في الاقتراع والمقاطعون له . يوم الخميس إذن، سيبقى الرئيس رئيسا ،،، والمرشحون الأخرون سيعودون إلى قواعدهم .... غانمين.