ويخوض هذه الانتخابات ستة مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي قال في تصريحات سابقة "إن من لم يحصل على أغلبية كاسحة فهو ليس رئيسا للجزائر". ويأمل بوتفليقة الذي يسعى للفوز بولاية ثالثة في تجاوز نسبة 84.99% من الأصوات التي كان حققها في آخر انتخابات رئاسية عام 2004. وقال بوتفليقة (72 عاما) مخاطبا 20.6 مليون من المسجلين بالقائمات الانتخابية "صوتوا، حتى لو صوتم ضدي، ولكن صوتوا". وكانت نسبة المشاركة بانتخابات 2004 أقل من 60%. وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي ناصر جابي لرويترز "التصويت أو عدم التصويت لن يغير شيئا، لأن بوتفليقة سيفوز، ولهذا فإن نسبة التصويت ستكون ضعيفة". إمكانيات لمرشح واحد وأسدل الستار على حملة المرشحين وسط مخاوف فعلية من انخفاض نسبة التصويت. ونظم مؤازرو الرئيس الحالي نحو 8000 لقاء انتخابي في أنحاء البلاد مرت دون حوادث، في حين ينتقد بقية المرشحين توفير الإمكانات التي تملكها الدولة "لصالح مرشح واحد" في إشارة إلى بوتفليقة. ويتنافس في هذه الانتخابات إلى جانب بوتفليقة الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، والأمين العام لحركة الإصلاح الوطني محمد جهيد يونسي، ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، ورئيس حزب "عهد 54" فوزي رباعين، والمرشح المستقل محمد سعيد. ويجهد أولئك المرشحون في تقديم الوعود لكسب ود الناخبين، فقد قدم منافسوه وعودا كثيرة، أبرزها حل أزمة السكن وإيجاد فرص العمل لامتصاص البطالة ورفع الأجور وغيرها من وعود شعارها التغيير بديلا للنظام القائم. الوئام المدني في المقابل راهن بوتفليقة في حملته على السلم المدني الذي يوصف بأنه بطله، وقد قال في آخر تجمع انتخابي له يوم الاثنين "سأواصل العمل على نهج الوئام المدني كأولوية وطنية، بعد بروز توترات وجيوب جديدة للتدمير". ووعد الرئيس الحالي وهو محارب قديم في حرب التحرير ضد فرنسا بإنفاق نحو 150 مليار دولار في مشاريع تنموية وخلق ثلاثة ملايين فرصة عمل علاجا لاقتصاد الجزائر المعتمد في 96% من صادراته على المحروقات. ومع اقتراب موعد الانتخابات عززت السلطات إجراءاتها الأمنية في المدن والمناطق الحساسة تحسبا لهجمات محتملة من قبل مسلحين. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها مع الساعة السابعة بتوقيت غرينتش وتستمر لتغلق بعد 12 ساعة، لكن النتائج لن تعلن إلا غدا الجمعة حين يكشف وزير الداخلية يزيد زرهوني اسم الرئيس الجديد.