محمد تسعديت -الجزائر يحسم المجلس الدستوري الجزائري ، يوم الخامس من مارس , أمر المرشحين العشرة الذين تقدموا للانتخابات الرئاسية. ومن المتوقع أن تنحصر المنافسة في خمسة أو ستة مرشحين على أقصى تقدير بعد تدقيق المجلس الدستوري. وتخضع المراجعة لعدة ضوابط من أهمها أن تكون التوقيعات، التي حصل عليها المرشحون، لناخبين مسجلين في القوائم الانتخابية، وأن لا يكون التوقيع منح لأكثر من مرشح، وأن يتم جمع التوقيعات من عشر ولايات. وتعاني بعض الشخصيات من افتقاد هذه الشروط ، مما يعني استبعادها من السباق الانتخابي. ويتصدر القائمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحظى بمساندة منظمة وقوية. ويرجح المحللون أن تتمتع لويزة حنون، زعيمة «حزب العمال»، بوضع تنافسي موات، بالنظر إلى الصيت الذي حققه حزبها في السنوات الأخيرة، ولدفاعها القوي عن حقوق العمال والمواطنين البسطاء. وتخوض لويزة حنون صاحبة ال55 عامًا ، سباق الرئاسة للمرة الثانية. وتعتبر أول امرأة في الجزائر تترشح لرئاسة الجمهورية. ويركز برنامجها في شقه الاقتصادي على الصناعة الثقيلة، وإعادة تأميم المحروقات، والعودة للنظام الاشتراكي، واستعادة الأرصدة الموجودة في الخارج ، بهدف استغلالها في تنمية البلاد. كما تعزف زعيمة «حزب العمال» على الوتر الحساس المتمثل في ترقية الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية ثانية. ويثبت التيار الإسلامي حضورًا بالمرشح جهيد يونسي، رئيس حزب «حركة الإصلاح الوطني»، الذي تعرض مؤخرا لعدة انشقاقات. .. أما موسى توتي، رئيس« الجبهة الوطنية الجزائرية»، فقد كان من الأوائل الذين أودعوا ملف الترشح في الفترة القانونية. وانتهز المرشح محمد السعيد ، رئيس «حزب العدالة والتنمية»، الذي لم يكن حزبه قد حصل على الاعتماد الرسمي، فرصة انتخابات الرئاسة للحصول على الاعتماد وتمويل حزبه الجديد والاستفادة من وسائل الإعلام لتمرير برنامجه. ويتوقع بعض المحللين السياسيين بالجزائر ، بقاء ثلاثة مرشحين في سباق الرئاسة. ويرى المحلل السياسي عابد شارف, أنه لا وجود لانتخابات وفقًا للمعايير الديمقراطية. وأضاف أن الانتخابات المقبلة عملية شكلية تقنية ، في محاولة لإضفاء شرعية على سلطة متسلطة. واستبعد عابد أن تكون هناك منافسة أو حرية التصويت، باعتبار أن النتيجة محسومة مسبقا. وتوقع شارف أن يحصل المرشحون على 2 أو3% على الأكثر ، في حين سيحصد بوتفليقة نحو 95%. ، ورأى أن هاجس السلطة هو إقناع الغرب بأن العملية الانتخابية تمت في ظروف ديمقراطية، ولكن الدول الغربية متواطئة لأنها صادقت مسبقا وأعطت التزكية للنظام. يذكر أن قائمة المرشحين العشرة تضم، إضافة إلى بوتفليقة، وحنون، ورباعين ويونسي وتواتي والسعيد، كلا من علي زغدود، زعيم «التجمع الجزائري»، وعمر بوعشة، زعيم «حركة الانفتاح»، والمستقلين رشيد بوعزيز ، وعمر صويفي.