تناسلت الجمعيات الذيلية وتكاثرت الحملات الطبية لأغراض انتخابية بمدينة برشيد، وذلك منذ الإستحقاقات السياسية الأخيرة، وتمهيدا لمثيلاتها المقبلة. جمعيات تشابه عليها البشر والبقر، ظاهرها التبرع والأريحية وباطنها الوصول والانتهازية، لغايات انتخابوية لم تعد خافية على أحد بهذه المدينة الأبية. لذلك لم يعد غريبا أن ترى جمعية ذيلية ما، وبدعم من كائنات انتخابية ما، تكرر عملية السعي من أجل محاولة اقتناص أو كسب زبناء ناخبين جدد، من خلال التعويل على أفراد فئات وشرائح اجتماعية لا حول لها ولا قوة أمام أزمة العيش وارتفاع تكلفة الحياة الاجتماعية، الغذائية منها والصحية والمدرسية، في محاولات يائسة لتعبئتها واستقطابها من أجل التصويت لها والدعاية الانتخابية. وإذا كان ليس من العيب ولا من المحرم، أن تبادر الجمعيات الاجتماعية والخيرية المعروفة بصدقيتها وأهدافها الإنسانية النبيلة، إلى تنظيم لقاءات تحسيسية صحية أوتوزيع تبرعات عينية أوطبية، تستهدف التخفيف عن ذوي الحاجات والاحتياجات طبقا لقوانينها الأساسية؛ فإنه من العيب والعار ومن غير المعقول، أن تعمل جمعيات أخرى قزمية خارج أهدافها وقوانينها الأساسية، من أجل استغفال الناس واستبلادهم وسوقهم تحت ضغط الحاجة إلى تلبية رغبات وأهداف وصولية لكائنات انتخابوية محلية اعتادت الاصطياد في الماء العكر، والتحايل على أبناء الجماهير الشعبية ببرشيد المناضلة الذين أصبحوا واعين كل الوعي بمناورات وتواطؤات من خانوا المبادئ النضالية النبيلة وضيعوا المقاصد السياسية الشريفة.