من أية جهةٍ يأتي الماضي؟ من أيِّ وبرٍ تسيل القبعاتُ؟ وهذا الحيوانُ السَّيّدُ الذي يحكُّ أقدام الجميلاتِ بعيدانِ الكبريتِ، كيف يشعلهنَّ شبقاً؟ أضحكُ وأتقدّمُ بالكأسِ التي تصدمنا بالنّدامى، وبالصَّريرِ نفسهِ، حيث طريقانا تتقاطعان ونصعد إلى دخان الغاباتِ نقارعُ فكرةً بفكرةٍ : أنت ترى العالَمَ مهروقا في قارورةٍ، وأنا أعدُّ فضائل البحرِ على اليابسة. أغازلُ المراكب وأعيِّرُ الصواري بالشيبِ … الجدران وحدها تأخذ شكل الأسماكِ، إذن، لابدَّ أن تُغلق كل النوافذِ، ويدخلَ النجم القطبيُّ متسلِّلاً إلى صفحة الوفيات . ذاك أول شيء أفكر فيهِ وأنا أقرأ عن حسنات العقلِ وإطاعةِ الحواسِّ أمام اللوحةِ المغدورة.