إطلاق جائزة البحث العلمي المغربية الليبية بحضور القائم بأعمال السفارة الليبية في المغرب وتوقيع شراكات صحية مختلفة
افتتح رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، الدكتور سعيد عفيف الحصة المخصصة لتكريم روح الراحل البروفيسور محمد الدخيسي والإعلان عن إطلاق جائزة البحث العلمي المغربية الليبيبة، مؤكدا أن هذه الجائزة تعتبر نموذجا مشرفا للشراكة الصحية التي تجمع الأطباء المغاربة بنظرائهم الليبيين. وشدد الدكتور عفيف، مساء أول أمس السبت 22 أكتوبر بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، على أن تخصيص يوم دراسي سنوي باسم المرحوم البروفيسور محمد الدخيسي، هو اعتراف من الكلّ بعطاءاته المتعددة، كأستاذ جامعي بالنسبة للأجيال التي كوّنها وساهم في أن تحمل الرسالة الطبية على عاتقها، وكذلك للمرضى الذين كان خير طبيب ومعالج لهم، متسلحا بقيم المهنة النبيلة وبحسّ إنساني عالٍ، مما جعل منه إنسانا محبوبا من لدن الجميع، حيث جرى في هذا الصدد تكريم أسرة الراحل في شخص أرملته وشقيقه أمام جمع مهم من الأساتذة والأطباء والفاعلين الصحيين الذين حضروا اللقاء. وأكد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في كلمته أن كل نساء ورجال الصحة عموما، والطبيبات والأطباء خصوصا، قد تعهدوا والتزموا بأن يتواجدوا في الصفوف الأولى للمساهمة في كل ما يخدم الوطن والمواطنين، وجعلوا من أنفسهم جنودا من موقعهم للمساهمة في تحقيق الأمن الصحي لكافة المواطنين على امتداد تراب المملكة المغربية الشريفة، وهو ما أكدته الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 نموذجا، وجسّدته التضحيات المبذولة منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، بكل وطنية صادقة وبكل مسؤولية وبمنتهى الفخر والاعتزاز. من جهته، شدد وزير الصحة على أهمية البحث العلمي ودوره في تمكين بلادنا من تحقيق السيادة الصحية والدوائية، موضحا أن مساهمة أساتذة الطب هي أساسية ومحورية من أجل الارتقاء بالمنظومة الصحية في المغرب إلى مستوى أكثر تقدما. من جهته أشاد والي جهة الدارالبيضاء سطات بالجهود التي بذلها مهنيو الصحة بشكل عام والأطباء بشكل خاص في مواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، مؤكدا أن تلك التضحيات الجسام انعكست إيجابا على أعداد الإصابات والوفيات مقارنة بالمعدلات التي تم تسجيلها وطنيا. وأكد سعيد احميدوش أن بلادنا خرجت من أزمة الجائحة برأس مرفوعة بفضل التدابير الاستباقية والتعليمات الملكية السامية وتكتل جهود كل المتدخلين رغم كل الظروف والموارد والإمكانيات المتوفرة مقارنة بتلك التي توجد في الدول التي توجد في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، مما جعل المغرب يمر من هذه الأزمة الصحية باقتدار كبير، مثنيا على دور الأطباء ومهنيي الصحة الذي كان أساسيا والذين تواجدوا في الصفوف الأمامية منذ البداية وقاموا بواجبهم وأكثر وقدموا تضحيات في سبيل ذلك خاصة خلال الأشهر الأولى من الجائحة. وأثنى والي الجهة على كل الضحايا من مهنيي الصحة والأطباء الذين فارقوا الحياة خلال مواجهتهم للجائحة ومن بينهم المرحوم البروفيسور محمد الدخيسي، الذي حمل اليوم الدراسي اسمه تكريما لروحه، مشيدا بخصاله ومناقبه، متوقفا بالمناسبة عند أدوار أساتذة الطب الأساسي والمحوري في التأطير الصحي والتكوين والعلاج، مقرّا بصعوبة المشوار الدراسي الطويل مقارنة بمهن أخرى لتكوين أطباء مقتدرين، وهو ما اعتبره احميدوش يتطلب استثمارا على المدى البعيد، معربا عن أمنيته في تكوين أطباء الغد تكوينا يخدم الوطن والمواطنين. يذكر أن هذا اللقاء العلمي عرف تنظيم عروض وورشات حول السلامة في مجال التخدير والإنعاش، وأهمية التلقيح لمواجهة الأنفلونزا الموسمية خاصة في ظل استمرار حضور الكوفيد، والتغذية والرضاعة عند المواليد الجدد والرضع ودور الصناعة الدوائية الوطنية في إنجاح التغطية الصحية الشاملة، كما تم خلاله التوقيع على اتفاقية بين الجمعية المغربية للعلوم الطبية ومؤسسة أساتذة الطب بكلية الطب والصيدلة في الرباط سابقا، الذين التحقوا بالقطاع الخاص، حيث تم التأكيد على إثر ذلك على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص خاصة في ظل الخصاص في الموارد البشرية لا سيما على مستوى أساتذة التعليم العالي في مجال الطب. وشهد اليوم الدراسي كذلك توقيع اتفاقيتين مهمتين كذلك بين الجمعية وجمعية الأطباء الداخليين بمستشفى ابن رشد، ثم اتفاقية ثانية مع الأطباء الداخليين بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة إضافة إلى توزيع الجوائز على الأطباء الشباب الذين تقدموا بأبحاثهم المتميزة خلال المؤتمر الأخير للجمعية.