شهدت مدينة الدارالبيضاء تأسيس إطار جمعوي جديد خاص بمغاربة العالم الأطباء، يضم في عضويته مجموعة من الفاعلين في المجال الطبي داخل وخارج الوطن. التنظيم المدني الذي يحمل إسم «الجمعية المغربية لأطباء العالم»، أكد رئيسه البروفيسور مصطفى مختاري، رئيس قسم طب الأطفال والخدج بباريس، أن فكرة تأسيس الجمعية تبلورت وخرجت إلى حيّز الوجود بفضل مبادرة عدد من الفاعلين في مجال الطب، وذلك تفاعلا مع الخطاب الملكي الأخير، الذي شدّد فيه جلالته على مساهمة الكفاءات المغربية في الخارج للعمل من أجل نهضة الوطن وتنميته بشكل أكبر، والانخراط في كل الأوراش المفتوحة، سوءا منها المتعلقة بالوحدة الترابية أو غيرها. وعبّر مختاري عن اعتزاز الجالية الطبية المغربية المقيمة في الخارج بالعناية المولوية التي يوليها ملك البلاد للمغاربة، داخل وخارج الوطن، مبرزا أنه تم عقد جمع عام بين الأعضاء المؤسسين، وتم تشكيل المكتب التنفيذي الذي يتكون من أطباء مغاربة من أمريكا وألمانيا وبلجيكا ورومانيا وفرنسا وكذا من المغرب، مضيفا أن العضوية تم فتحها في وجه الأطباء المغاربة الذين درسوا في الخارج وعادوا لخدمة وطنهم، إلى جانب من يزاولون مهنة الطب في العديد من دول المهجر، كما عرفت تركيبة المكتب احترام دستور المملكة على مستوى الروافد. وأبرز رئيس الجمعية المغربية لأطباء العالم أن المجلس الإداري سيضم 3 أطباء مغاربة من كل دولة، حيث سيعمل هذا الإطار المدني على تحيين لائحة الأطباء والكفاءات الطبية المغربية في الخارج، والعمل على الانخراط الجماعي في جميع المشاريع الملكية التي تهم ميدان الصحة، والسعي لترسيخ شراكة فعلية تهمّ التكوين الأساسي لأطباء الغد وكذلك الأمر بالنسبة للتكوين المستمر، فضلا عن المساهمة الإيجابية لتطوير مجال الأبحاث الطبية والبحث العلمي بشكل عام. وأوضح الخبير المغربي أن برنامج العمل سيسعى لتنزيل مضامين التوجيه الملكي، خاصة في ظل الدينامية الكبيرة التي تقوم بها بلادنا من أجل تعميم التغطية الصحية والرفع من منسوب الحماية الاجتماعية. وأكد مختاري على أن الجمع العام التأسيسي صادق كذلك على أسماء مجموعة من الفاعلين البارزين الذين أسدوا خدمات كبيرة للمغرب بشكل عام وللطب بشكل خاص، حيث تتشرف الجمعية بأن يكونوا رؤساء شرفيين لها، ويتعلق الأمر بكل من الأستاذة المقتدرة نعيمة لمدور البوعزاوي، أستاذة طب الأطفال والخدج التي ساهمت في تكوين أجيال من الأطباء في هذا التخصص، ولا تزال تساهم في التكوين والتأطير والتوجيه، كما هو الحال على مستوى الجمعية المغربية للعلوم الطبية. ثم هناك البروفيسور روبرت كوهن، رئيس التجمع الوطني لأطباء الأطفال بفرنسا، الذي يعتبر أعلى هيئة علمية في طب الأطفال بهذا البلد، والذي ساهم بدوره في التكوين المستمر لأطباء الأطفال المغاربة، كما أنه صديق للمغرب. ثم البروفيسور محمد بنعكيدة الأستاذ السابق في مجال الإنعاش والتخدير في كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، الذي كوّن أجيالا كثيرة في هذا المجال وساهم في تطوير هذه المهنة، وأخيرا البروفيسور بروس طابيرو، أستاذ الأمراض التعفنية في مستشفى سانت جوستين بمونريال في كندا، الذي رأى النور في الدارالبيضاء والذي له العديد من الإسهامات في مجال الصحة. وأوضح رئيس الجمعية أن مكونات المجلس الإداري ستشتغل إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي الذين سيشكّلون معا الجمع العام، حيث سيتم إقرار برنامج العمل وتنسيق المهام وتفعيل خطوات هذا التنظيم ميدانيا داخل وخارج المغرب، مؤكدا بهذه المناسبة على أن مكونات الجمعية والأطباء المغاربة في الخارج يعتزون ويفتخرون بمغربيتهم ويقفون وقفة إجلال للأطر الصحية والأمنية والتعليمية وكل من ساهم في التصدي للجائحة الوبائية بفضل التدابير الاستباقية التي دعا إليها ملك البلاد، مما جعل وقعها يكون أقل حدة مقارنة بما وقع في دول أخرى. وأشاد مختاري كذلك بالتدابير الملكية التي أمّنت حصول بلادنا على اللقاحات وتوفيرها مجانا ، وبالمقاربة التي تم اعتمادها في هذا الصدد، مقدما في نفس الوقت التعازي لكل من رحلوا خلال هذه الجائحة، أطباء وممرضين وتقنيين وسائر المواطنين.