تحتضن العاصمة الاقتصادية يوم غد الجمعة 7 و السبت 8 نونبر 2019، فعاليات مؤتمر طبي، له صيغة وطنية ومغاربية، سيعرف مشاركة مجموعة من الفاعلين في قطاع الصحة والمهتمين بالشأن الصحي بشكل عام، من داخل وخارج المغرب. حدث علمي بالغ الأهمية بالنظر لنوعية المشاركين وطبيعة البرنامج الذي تم تسطيره، والذي يتماشى مع الانتظارات الصحية الكبيرة للمواطنين، ويلامس كذلك احتياجات الأطباء في الشق المتعلق بالتكوين المستمر، والذي ستنبثق عنه توصيات يهدف المنظمون لأن تساهم، إضافة إلى ما يبذل من مجهودات من طرف الوزارة الوصية وباقي المتدخلين، في توفير الآليات الكفيلة بتجويد المنظومة الصحية. مؤتمر تنظمه الجمعية المغربية للعلوم الطبية، التي تعتبر من أهم الجمعيات العالمة في مجال الصحة، والتي استطاعت أن تراكم تجارب جد مهمة وغنية، التي نحاول أن نسلط الضوء على بعض منها، والنبش في تفاصيل البرنامج العلمي للمؤتمر، من خلال هذا الحوار الذي أجرته «الاتحاد الاشتراكي» مع رئيس الجمعية المنظمة، الدكتور مولاي سعيد عفيف.
– تستعد مدينة الدارالبيضاء لاحتضان مؤتمر طبي في شقين، وطني ومغاربي، أين تكمن أهمية هذا الحدث؟ – هو حدث علمي وطبي، وطني ومغاربي بامتياز، يحظى بأهمية كبيرة، من جهة لكونه يحظى بالرعاية الملكية السامية للملك محمد السادس، وهو ما يعتبر تشريفا لنا جميعا ومسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا لإنجاحه، ولكونه من جهة أخرى يؤكد مسيرة متميزة للجمعية المغربية للعلوم الطبية، علما بأنه يحتضن تظاهرتين اثنتين في نفس الوقت، الأولى تتعلق بالمؤتمر الطبي الوطني في دورته 36، والثانية تتمثل في المؤتمر الطبي المغاربي في دورته 47، وهو ما يعني بأن المشاركين في هذا المحفل العلمي وضيوفه، ليسوا فقط الأطباء والمهتمين بالشأن الصحي المغاربة والأجانب، فهو سيشكل أيضا قبلة للخبراء المغاربيين من دول الجوار، للمساهمة في النقاش حول كل المحاور والتيمات التي تم تسطيرها، وتبادل الخبرات في هذا الصدد. -ما هي أبرز المواضيع الصحية التي ستتم مناقشتها؟ – أولا اسمحوا لي أن أخبركم أن هذا المؤتمر العلمي يتشرف بأن تكون رئيسته الشرفية هي الأستاذة أمينة المالكي التازي، إلى جانب الرئيسة الفعلية الأستاذة نعيمة لمدور البوعزاوي. أما البرنامج فقد سطرته لجنة علمية متميزة تضم نخبة من الخبراء المغاربة مشهود لهم بالكفاءة العلمية، وفي هذا الصدد تم تخصيص محور رئيسي يتعلق بالتكوين المستمر للطبيب العام، والجميع يعلم الأهمية الكبيرة التي يوليها جلالة الملك لمسألة التكوين المستمر بشكل عام، والشق المتعلق بالصحة بشكل خاص، خاصة وأن هذا الأمر يمكّن من تطوير المدارك العلمية للأطباء والتعرف على أحدث المستجدات العلمية والتقنية، مما يرفع من مردوديتهم ويطور كفاءتهم وينعكس إيجابا على صحة المواطنين المغاربة. إلى جانب ذلك تم تخصيص ورشات لتعميق النقاش في الشق المتعلق بطب الأسرة، وأخرى تخص البروتكولات العلاجية الجديدة في علاقة بأمراض جد مهمة كسرطان القولون وسرطان عنق الرحم والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها، حيث سيشكل المؤتمر مناسبة لاستعراض المستجدات العلمية في هذا الباب. – هناك ديناميكية تعرفها الجمعية المغربية للعلوم الطبية ما هي أبرز ملامحها؟ – بالفعل هناك عمل جاد على مستوى الجمعية المغربية للعلوم الطبية يقوده المكتب الذي أتشرف بالمسؤولية التي وضعها على عاتقي وكلفني بمهمة الرئاسة، هذا النجاح الذي هو ثمرة عمل جماعي وديناميكية ينخرط فيها كافة أعضاء المكتب والجمعية دون استثناء، وباعتماد مقاربة تشاركية صرفة، ومن بين الملامح التي تشكل موضوع سؤالكم، على سبيل المثال لا الحصر، تم وضع مخطط عمل يتضمن تسطير برامج للتكوين المستمر كل شهر على صعيد كافة كليات الطب والصيدلة وطنيا، وبلورة 10 توصيات للممارسة الجيدة بمعية الوكالة الوطنية للتأمين الصحي في إطار شراكة تربط الجمعية بوزارة الصحة والمجلس الوطني لهيئة الطبيبات والأطباء والوكالة، إلى جانب الاتفاق على إعادة إصدار المجلة التواصلية التابعة للجميع بنفس جديد، والتي ستشرف عليها لجنة علمية ولجنة للقراءة يترأسها مدير للنشر في شخص البروفسور عبد المجيد الشرايبي عميد كلية الطب والصيدلة بأكادير، ونائبه البروفسور محمد حريف مدير المستشفى الجامعي بطنجة، ورئيس للتحرير هو البروفسور محمد بوسكراوي عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش والبروفسور حسن الشلي الأستاذ السابق بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، فضلا عن نواب يتكونون من البروفسور حسناء الجابري، الأستاذة بمصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى 20 غشت، والبروفسور عمر المالكي أستاذ الجراحة بالمستشفى الجامعي ابن سينا، وسكرتارية للتحرير تتشكّل من الأستاذة أمينة بركات رئيسة قسم الخدج بمستشفى ابن سينا، والأستاذة دليلة بلحسن وهي طبيبة أطفال، ثم البروفسور الشادلي الدزيري كمستشار، وهو مسؤول المجلة الطبية التونسية. وإلى جانب ما سبق فقد تم وضع تسطير برنامج تكويني وجه للأطباء الداخليين والمقيمين تعلق بمجال الكتابة والقراءة وتحرير الأبحاث وكل ما له علاقة بمجال التواصل. -على المستوى التنظيمي أقدمتم على تشكيل عدة هيئات داخلية فضلا عن اعتماد الجهوية، ما هو تعليقكم على ذلك؟ إن مسيرة الجمعية المغربية للعلوم الطبية حافلة بالعطاءات والتراكمات التي مكّنتها من تبوأ مشهد الجمعيات العالمة، بالنظر لتركيبتها الغنية والمتميزة، وهو ما يحتم عليها التميز في خطواتها، ومن هذا المنطلق تم تشكيل لجنة للحكماء تتكون من الأساتذة: علي الماعوني، عبد الكريم بنيس، محمد الكثيري، سعيد بنشقرون، سعيد متوكل ومحمد بوبكري. وبخصوص آليات الجمعية فإن لها مجلس إداري يضم المكتب الوطني والمكاتب الجهوية، الذي ينعقد مرتين في السنة، وقد تم التفعيل العملي للجهوية كما أشرتم بتشكيل 9 مكاتب، من أجل سياسة قرب فعلية، وستتم هيكلة باقي المكاتب الثلاثة التي تخص الجهات المتبقية. -عودة إلى المؤتمر المرتقب يومي الجمعة والسبت، خصصتم جائزة للبحث العلمي، ما هو الدافع لذلك؟ – لقد تم جائزة مغاربية للبحث تحمل اسم الأستاذ عبد اللطيف بربيش رحمه لله، إلى جانب جائزة وطنية موجهة للأطباء المقيمين والداخليين، تحمل إسم الأستاذ القدير مولاي احمد العراقي، الرئيس السابق للجمعية، والوزير، والفاعل والسياسي، الذي قدّم الكثير في مجال تخصصه للطلبة وللوطن بشكل عام، رحمة لله عليه. جائزة قررت الجمعية المغربية للعلوم الطبية الإعلان عنها، تقديرا لإسهامات الراحل في المجال الصحي والعلمي، وتشجيعا للأطباء على الانكباب على البحث العلمي والاهتمام به بما ينعكس إيجابا على المواطنين. -كلمة أخيرة؟ – لقد قطعت بلادنا أشواطا كبيرة من أجل تطوير المنظومة الصحية وتعزيز صحة المواطنين، ويحق لنا أن نفتخر بالكفاءات العلمية في مجال الصحة التي يتوفر عليها المغرب، وأن نمنحها المكانة التي تستحق وأن نحرص على تعزيز الثقة بين المواطن والطبيب، بما يساهم في مزيد من التراكمات الإيجابية. نتمنى لمؤتمرنا النجاح، وأن يشكل قيمة مضافة للمشهد الصحي الوطني والمغاربي، وأن يزيد من قوة التلاحم بين إخواننا وزملائنا في دول الجوار.