مجزرة كفر قاسم ليس مجرد اسم ولكن شاهدة على تاريخ الإجرام الأسود للعصابات الصهيونية التي احتلت فلسطين. ذلك أن الشعب العربي الفلسطيني والعالم أجمع لا يمكن أن ينسوا حجم الدمار الذي لحق بالفلسطينيين جراء تلك المجزرة البشعة التي ارتكبت بدم بارد وراح ضحيتها الأبرياء في مجزرة سجلت باسم كفر قاسم، لتكون شاهدة على ما لحق بالشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد وطرد. وبرغم كل هذا الدمار وجرائم الاحتلال الشعب الفلسطيني سيبقي صامدا وثابتا على أرضه والتاريخ لن ولم يرحم القتلة، وسيأتي اليوم ليتم تقديمهم الى العدالة وسينتصر مهما طال الزمن. الذكرى ال 65 لمجزرة كفر قاسم لا يمكن أن ننساها، فهي تعيش فينا ألما، ووجعا وما تزال شاهدة على طبيعة الفكر الصهيوني العنصري المتطرف وفصلا مأساويا في التاريخ الفلسطيني يفضح إرهاب دولة الاحتلال وهمجيتها وهي تعيد للأذهان الوحشية الإسرائيلية التي ارتكبت فيها تلك المجزرة من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ وبقر بطون الحوامل وتقطيع الأوصال في واحدة من أفظع المجازر التي عرفها التاريخ الإنساني . آن الأوان لحماية الشعب الفلسطيني من قبل المجتمع الدولي أينما كان، ولا يمكن استمرار الصمت والوقوف متفرجين أمام استباحة حياته وأرضه وممتلكاته ومقدراته وحقوقه وحرياته المشروعة، كما آن الأوان لمحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال القوة القائمة علي ممارستها الاحتلال العسكري والسيطرة المسلحة، ووضع حد لتلك الجرائم المتعاقبة والمتصاعدة التي تمارس في خرق فاضح ضد الإنسانية وحقوق الإنسان وأن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة لا تكون إلا بإنهاء هذا الاحتلال الجاثم على أرضنا واحترام حقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. كفر قاسم كمجزرة تشكل امتدادا لمسلسل اسرائيلي طويل وسلسلة من العدوان الهمجي واستهداف للشعب الفلسطيني وحقوقه وسرقة أراضيه وتهويدها وهي تعبير عن الواقع الصعب الذي نعايشه في ظل استمرار الاحتلال وعدوانه على الأرض الفلسطينية وسرقته وتزويره للتاريخ، وفي ذكرى مجزرة كفر قاسم تبقى المعاناة مستمرة وتتطلب مزيدا من الاهتمام بأوضاع الشعب الفلسطيني الحياتية والإنسانية والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم طبقا لقرار 194 وتوفير الدعم المناسب لهم من قبل المجتمع الدولي. وتتكرر تلك المجازر بنفس شخوص وأدوات كفر قاسم للنيل من صمود الفلسطيني واقتلاعه من وطنيته ووطنه لتمرير مخططات سرقة القضية، وتلك المجزرة كانت جرحا فلسطينيا نازفا في الذاكرة الفلسطينية وستبقي شاهدة على العصر، وتبقى دليلا على إرهاب دولة الاحتلال المنظم وهمجيتها وأن كفر قاسم لم تكن المجزرة الأولى أو الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال بل هي سياسة ممنهجة من عقلية استعمارية وحشية والتي ما زالت ترتكب بدون وجه حق وفي مخالفة لكل القوانين الدولية والتي كان اخرها مجزرة العدوان على غزة والتي قتل خلالها 260 فلسطينيا من بينهم 66 طفلا. في ذكرى مجزرة كفر قاسم الرهيبة التي اقترفتها التنظيمات الامنية الاسرائيلية وبتوجيه وتخطيط من أعلى القيادات الاسرائيلية نقف اجلالا وإكبارا للشهداء الابطال الذين ذهبوا ضحايا ابشع مجزرة عرفها التاريخ المعاصر والتي ذهب ضحيتها 49 مواطنا عربيا فلسطينيا من ابناء الشعب الفلسطيني الابطال الصامدين على ارضهم وهذه المجزرة كما غيرها من المجازر والجرائم يجب أن لا تمر دون عقاب وتعبر عن نهج مستمر تقوم من خلاله دولة الاحتلال بتنفيذ مخططاتها القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري وسرقة فلسطين التاريخية. *سفير الاعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية