شدد أمام شقران باسم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، على ثوابت حزب القوات الشعبية في بناء مؤسسات صلبة والانتصار للمشروع الديموقراطي، وأكد شقران أمام رئيس الحكومة بأن اللحظة قوية وتتطلب تعاونا من الجميع لأجل الوطن. وكشف بأنه لا يمكن إلا أن نعتز وننوه بالتعبئة الوطنية الكبيرة التي تميز هذه المرحلة العصيبة التي تعيشها بلادنا كباقي دول العالم ارتباطا بجائحة كوفيد19 وآثارها الصحية الاقتصادية و الاجتماعية . وأضاف أن النظرة الاستباقية والقرارات الاحترازية المتخذة مع بداية انتشار الوباء في عدد من الدول، بفضل التوجيهات والقرارات الحكيمة لجلالة الملك، الذي وضع حياة وصحة المواطن كأولوية، وأكد على استعجالية تهييئ الشروط البشرية والمادية لمواجهة هذه الجائحة منذ إرهاصاتها الأولى ببلادنا ، و مع التعاطي المسؤول من قبل عدد من القطاعات، خاصة منها المعنية مباشرة بمواجهة الداء، وانخراط المواطنات والمواطنين عبر احترام التدابير وكافة القرارات اللاحقة، كل ذلك ساعد في تجنيب بلادنا وضعية مأساوية، نتمنى من الله عز وجل أن نظل متحكمين فيها وأن تخرج بلادنا منها بأقل الخسائر الممكنة. وقال رئيس الفريق الاشتراكي إن الأمر يتعلق إذن بواجب أملته لحظة وطنية تستدعي تحمل كل واحد مسؤوليته بكثير من الصبر و التضحية … و هنا لا بد وأن نوجه تحية تقدير واحترام ، وشكر كذلك، لمن هم اليوم في الجبهة الأمامية لمواجهة هذا الداء، كل من موقعه، دون تعدادهم حتى لا نقدم طرفا على آخر … بتضحياتهم و صبرهم و تحملهم للمسؤولية سينتصر الوطن .. و سينتصر لهم، لأن الواجب يقتضي اعتبار كل من يضحي بنفسه من أجل البلاد شهيدا يكون أبناؤه من مكفولي الأمة . وشدد شقران، باسم الاتحاد الاشتراكي، قائلا:» لن نقف في تعقيبنا هذا، عند عدد من التفاصيل المرتبطة بعدد من القطاعات ، التي ستكون موضوع الجلسات الرقابية المقبلة، ولكن نعتبر بأن بعض الملاحظات تفرض نفسها ولابد أن نسجل بداية بأن صورة دولة المؤسسات تتجسد بقوة في هذه الظرفية الصعبة، وأن هناك تكاملا ملفتا مجسدا في صورة المصلحة العليا للوطن و المواطن ،ذلك أن مراقبتنا لكافة الإجراءات و القرارات الكبرى و تتبعنا لكل صغيرة و كبيرة، من خلال الأدوار المنوطة بنا دستوريا، وتفاعل المجلس السريع مع الحكومة عند كل ضرورة تشريعية تقتضيها المرحلة، بحيث يمكن القول، بأننا اليوم، أمام واقع الكل يقوم فيه بالمنوط به بكل مواطنة ومسؤولية عالية، برلمان ، سلطة قضائية ، الحكومة بكافة قطاعاتها، و حتى المواطن في كل جهات وأقاليم البلاد ، الذي ينضبط للقانون والتدابير الاحترازية و لا يغادر منزله إلا للضرورة القصوى بكل وعي و مسؤولية . وذكر شقران بأن دولة المؤسسات شكلت في اختيارات حزبنا، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ركيزة أساسية لتطوير المسار الديمقراطي المهيكل لكل التعاقدات الاجتماعية الضامنة لإرساء مواطنة كاملة تقوم على الإشراك الفعلي للمواطن في كل المجالات و المحطات الوطنية . فحرصا منها على تطويق انتشار الجائحة وآثارها، عملت بلادنا على تأطير الظرفية الحالية بقواعد قانونية واضحة ملزمة للجميع، و سنت إجراءات اجتماعية و اقتصادية تتميز بالجرأة والحكمة مبادرة وتفعيلا، بدءا بالصندوق المخصص لمواجهة جائحة كوفيد19 ، وصولا إلى عدد من القرارات التي لا شك كان عنوانها الأساسي المواطن قبل الاقتصاد، وهي قرارات كثيرة ساهمت في الرفع من منسوب التعبئة لكافة مكونات المجتمع وإيمانهم بسرعة اتخاذ المبادرات و نجاعتها في ظرف قياسي بالرغم من بعض الملاحظات التي يتم تداركها بالجدية المطلوبة، نعم اتخذت قرارات صعبة ملزمة للجميع ، و صاحب ذلك عمل كبير لتخفيف الآثار السلبية على شرائح واسعة داخل المجتمع. دولة الحق و القانون، هذا ما يبعث على تنامي الثقة في مؤسسات البلاد، وذاك ما يحول دون الوطن و من يحترفون اصطياد الفرص لمزيد من جلد الذات «. وشدد بالقول على أن بلادنا ليست من القوى العظمى في العالم، ولكنها أثبتت أنها ليست بالضعف الذي يتوهمه البعض المغرب ، حتما ، عظيم بملكه وشعبه وكافة مؤسساته . و نفتخر بذلك . وأشاد من جهة أخرى بتظافر الجهود، من كافة المستويات، لتقليل العبء على شرائح واسعة داخل المجتمع، وتخفيف آثار هذه الجائحة على الجانبين الاجتماعي و الاقتصادي، سواء رسميا من خلال كافة الإجراءات الهامة للجنة اليقظة الاقتصادية، أو شعبيا من خلال قيمة التآزر والتضامن التي تميز الشعب المغربي على الدوام، الذي انخرط بكل مواطنة في دعم صندوق مواجهة جائحة كوفيد 19، كل حسب طاقته و إمكانيته . مضيفا أن هذا هو ما جعل المغرب اليوم نموذجا يتحدث عنه الجميع، إذ بالرغم من ضعف الإمكانيات، و النقص الكبير الذي تعاني منه عدد من القطاعات كالصحة والتعليم وغيرها ، استطاعت بلادنا التعاطي بذكاء ومسؤولية مع هذه الوضعية الطارئة، بالشكل الذي لا شك سيفتح الباب أمام مستقبل مغاير بأولويات جديدة هدفها الأساسي تدارك أخطاء الماضي في قطاعات جوهرية ذات ارتباط وثيق بالمجتمع، تنشئته و صحته…تلك الأخطاء التي يرى حزبنا بأن تجاوزها يتطلب دولة قوية عادلة بمجتمع حداثي متضامن . وأشار إلى أن «عددا من المواطنات و المواطنين المغاربة العالقين بالخارج بعد قرار إغلاق الحدود، في وضعية صعبة إن لم نقل أحيانا مأساوية، ونحن ندرك بطبيعة الحال بعض الصعوبات التي حالت طيلة الفترة السابقة دون إرجاعهم لوطنهم أسوة بعدد من الدول . لكن هؤلاء المواطنين ينتظرون اليوم إشارة أمل . يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لإرجاعهم إلى وطنهم ، و إنْ بشكل تدريجي … لا شك أن الأمر حاضر في ذهنية جميع المسؤولين ، وهناك عمل كبير تقوم به القنصليات بعدد من الدول، لكن وجب البدء في خطوات عملية .» وكشف في الأخير «نعتبر اليوم بأن أي خلاصات و أي نقاش، بل و أي مؤاخذات هي سابقة لأوانها في هذه الظرفية التي تقتضي تعبئة وطنية بوحدة صف تنشد الخروج بأقل الخسائر الممكنة . ولأننا ندرك كذلك بأن مسار التعافي من آثار هذه الجائحة سيتطلب كثيرا من الوقت حتى تعود الحياة و الدورة الاقتصادية إلى طبيعتها «. وأضاف « هناك عمل كبير ينتظرنا جميعا، إذ هناك قطاعات كثيرة متضررة و ستتضرر من توابع هذا الوضع، و يجب الاجتهاد من أجل تعبئة وطنية دائمة، يجب دعم المنتوج الوطني والسياحة الداخلية، بكل ما من شأنه تخفيف العبء على اقتصادنا الوطني ، ومن خلاله آثاره الاجتماعية … وجب مزيد من التضامن… و بلا شك ستنتصر بلادنا في الأخير …