ذكرت جريدة «إيل باييس» الإسبانية، أن الإجراءات التي اتخذها المغرب في ما يتعلق بمحاربة فيروس كورونا جعلته على رأس الدول الأكثر تشددا في هذا الإطار. وأضافت اليومية الإسبانية واسعة الانتشار، في مقال لها يوم الأحد، أنه في الوقت الذي كان رئيس الحكومة الإسبانية يعلن ليلة السبت أن « إسبانيا اتخذت الإجراءات الأكثر تشددا في العالم» ضد فيروس كورونا، كان المغرب في هذا الوقت قد أعلن تدابير أكثر تشددا من إسبانيا. وقال كاتب المقال، فرنسيسكو بيريخيل، إن الإجراءات الجديدة التي اتخذها المغرب ليلة الجمعة ويوم السبت، جعلته على رأس البلدان التي تبنت أكثرالإجراءات تشددا في مكافحتها لفيروس كورونا، مضيفا أنه «حتى الصين لم تتخذ إجراءات كهذه في جميع أراضيها، لقد أوقفت الحكومة الصينية النقل بالكامل في مقاطعة هوبي التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة،حيث تقع مدينة ووهان التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، لكن خارج هوبي، تم تعليق بعض خطوط حافلات النقل بين المقاطعات، وتم تعليق بعض خطوط القطارات وتم إلغاء العديد من الرحلات الجوية، ولكن لم يتم توقيفها بالكامل». وأضاف كاتب المقال أنه، وعلى الرغم من أن الأرقام الرسمية أفادت مساء السبت تسجيل 96 إصابة و3حالات وفاة فقط جراء فيروس كورونا (مقارنة ب 25.000 مصاب في إسبانيا و12644 وفاة في ذلك الوقت)، فإن السلطات المغربية لم تتردد في تطبيق تدابيرجذرية لسكانها البالغ عددهم 34 مليون نسمة. وذكر كاتب المقال بالإجراءات المبكرة التي اتخذها المغرب في مواجهة هذه الجائحة، قائلا إنه في يوم الجمعة 13 مارس، مع 8 حالات عدوى وحالة وفاة واحدة، أغلق المغرب الحدود مع سبتة ومليلية، المحتلتين، وترك ممرا واحدا لخروج السياح فيما تم إغلاق الطرق المؤدية إلى المغرب أمام المغاربة الموجودين خارج البلاد». وذكر أنه يوم الأحد 15 مارس،ومع تسجيل حالة وفاة واحدة، أوقف المغرب بالفعل جميع الرحلات الجوية الدولية وترك الرحلات الضرورية للغاية لإعادة السياح الأجانب إلى بلدانهم الأصلية. وفي يوم الاثنين 16 مارس، يضيف، ومع تسجيل 29 حالة من الإصابات بالفيروس، ووفاة واحدة، أغلق المغرب جميع المؤسسات التعليمية. وفي يوم السبت 21 مارس، مع إصابة 96 شخصًا وثلاث وفيات، أوقفت الخطوط الملكية المغربية رحلاتها الداخلية، واتخذت شركة السكك الحديدية نفس الإجراء، في حين كانت الحدود مع سبتة، المحتلة، مفتوحة في اتجاه واحد، أما المداخل المؤدية إلى المغرب فقد ظلت مغلقة. واعتبر كاتب المقال أن هذه الإجراءات ستؤثر بدون شك على اقتصاد يقل بعشر مرات عن الاقتصاد الإسباني، حيث أن السياحة في المغرب تمثل ما نسبته 7 ٪ من الناتج الداخلي الخام، مقارنة مع 15 ٪ في إسبانيا، مضيفا أنه بالرغم من أن إجراءات الحماية الاجتماعية المتاحة للعاطلين عن العمل في الاتحاد الأوروبي أعلى بكثير منها المغرب، إلا أن الحكومة المغربية أعلنت أيضا عن مجموعة من الإجراءات الاقتصادية لمساعدة الشركات والأفراد المتضررين.