أكد محاضرون ألقوا ندوة افتتاحية بالمعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء يوم الجمعة 13 فبراير 2015 ، أن طمس الهوية الفلسطينية لها أبعاد سياسية و ثقافية تهدف إلى تدمير مقومات الهوية و تشويه معالمها ، في موضوع " القدس :سؤال الثقافة و الوجود" و هذا بمناسبة الاحتفاء بدولة فلسطين ضيف شرف الدورة 21 للمعرض الدولي للنشر و الكتاب ، بفعل راهنيتها و مغزاها و رمزيتها. و استعرض المتحدثون في الندوة و هم الأديب يحيى يخلف رئيس الوفد الفلسطيني بالدورة الحالية للمعرض وأمين عام اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين ومدير عام دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية ووزير الثقافة في دولة فلسطين سابقا ، و" إلياس وديع صنبر " السفير المراقب الدائم في بعثة الدائمة لفلسطين لدى اليونسكو ، أهم مسارات و مراحل القضية الفلسطينية كأقدم حالة استعمار في التاريخ الحديث ، و إلى فضح ما تشهده مدينة القدسالمحتلة من طمس الهوية و ما يتطلب الأمر من محافظة عليها و التي تحتاج رؤية و خطة استراتيجية ، ليتم التركيز على مقومات الصمود و الحفاظ على التاريخ بكافة الطرق و الإمكانيات و السبل المتاحة ، و التي يلعب فيها المعطى الثقافي دور الضمان لهويتها و الحفاظ على وجودها . و أشار الأديب يحيى يخلف رئيس الوفد الفلسطيني بالدورة الحالية للمعرض ، خلال الجلسة التي أدارها الناقد المغربي عبد الفتاح الحجمري ، أن الثقافة أبرز ركائز الشخصية الفلسطينية في بعديها العربي والإنساني، وقال إن أجيالا جديدة من المبدعين تتسلم المشعل من الأجيال السابقة، مشيرا على سبيل المثال إلى بلوغ الروائي عاطف أبو سيف إلى اللائحة القصيرة لجائزة البوكر 2015،و أن هناك جيلا فلسطينيا جديدا من المبدعين يدخل غمار الحداثة، ويوغل في التجربة، وتتوفر في إنتاجه عناصر فنية عالية، متيقنا أن الأدب الجيد الذي يرفع القضية بدلا أن يتكئ عليها هو الذي يخدمها حقيقة. ومن جهة ثانية، أكد إلياس وديع صنبر على دور الاستثمار في الثقافة بمختلف قطاعاتها، وتغذية مقومات الهوية القومية لمواجهة حركية ابتلاع القدس التي تستمر بذات منطق الحركة الصهيونية المتواصل منذ بدايتها "ابتلاع الأرض بعد إفراغها من سكانها". وفي المجال الثقافي والتاريخي بالذات حيث الصلة المباشرة بالذاكرة، استعرض صنبر، رئيس تحرير مجلة "دراسات فلسطينية" التي تصدر في باريس، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى محو الأثر الفلسطيني أو الاستحواذ عليه وتقديمه للعالم كتراث لإسرائيل. ونبه إلى أن سلطات الاحتلال بصدد بناء متحف يحمل اسم "متحف التعايش" على أرض تؤوي مقابر تاريخية يرقد فيها عدد من الصحابة وقياديي جيش صلاح الدين الأيوبي. وأوضح صنبر بشأن شكوى ضد إسرائيل أن البعثة الفلسطينية قدمت شكوى للمنظمة الأممية "اليونيسكو" ضد إسرائيل على خلفية حفريات أدت إلى تدمير كنيستين بيزنطيتين تم اكتشافهما أثناء أشغال ترميم "متحف داود" مضيفا أنه تم الاستيلاء على الفسيفساء وتدمير الكنيستين المكتشفتين من خلال طمرهما بالإسمنت. ومقابل هذا الوضع الصعب، قدم صنبر خلال الندوة -التي شاركه في تنشيطها الروائي يحيى يخلف- بانوراما مشهد ثقافي فلسطيني حيوي ينتج فاعلية المقاومة والصمود على الأرض، عبر مختلف أصناف التعبير من موسيقى ومسرح وسينما، وتحمل جميعها شعلة الحياة وشرعية الحقوق الوطنية.