{ بحكم اختصاصكم، ما هي أهمّ طلبات النساء التجميلية؟ يجب التأكيد على أن الجراحة التجميلية والتقويمية هي لم تعد طلبا خاصا بالنساء لوحدهن فقط، بل أضحت طلبا ذكوريا كذلك، إلا أن النساء هن أكثر إقبالا على هذه الجراحة لغايات متعددة، لا تقف عند حدود التجميل طلبا لقوام ممشوق ولجمال أكثر إن على مستوى الوجه أو الشكل فحسب، بل تمتد إلى التقويم وإلى العلاج والوقاية كذلك خشية الإصابة بأمراض معينة والتعرض لتداعياتها ومضاعفاتها الخطيرة، كما هو الحال بالنسبة للسمنة وغيرها من الأمراض. { من بين هذه التدخلات ، ماهي التي تعرف إقبالا أكبر؟ كما لايخفى عليكم، فمعدل الإصابة بسرطان الثدي هو في ارتفاع، وهنا أود أن أحيي بالمناسبة المجهودات التي تقوم بها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، والتي ساهمت في الرفع من وعي النساء بهذا المرض اللواتي أضحين يستفدن وبشكل أكبر من حملات الكشف المبكر التي تبرمجها المؤسسة، هذا السرطان الذي إذا لم يتم التعامل معه مبكرا فإنه يؤدي في نهاية المطاف إلى استئصال الثدي، الأمر الذي يخلّف حالة نفسية صعبة للمريضة، لارتباط الأمر بأنوثتها ، فضلا عن أدوار ووظائف الثدي في حياة المرأة، وهنا يتدخل الطبيب المتخصص، وذلك بعد استئصال الثدي وانتهاء حصص العلاج بالأشعة على بعد سنة أو سنتين حتى تتعافى منطقة الثدي بكيفية شاملة، من أجل إعادة الحياة إلى صدر المرأة، وتفادي التشويه الذي قد يرخي بتبعاته النفسية على المريضات، وبالتالي منح أفق جديد للحياة لها، وذلك من خلال زراعة ثدي باستعمال تقنيات علمية متطورة في هذا الباب، تمكّن المرأة من ثدي يجعل شكلها طبيعيا يضمن لها أن تعيش حياة طبيعية دون خجل أو إحساس بالنقص. { هل يخضع ثدي المرأة لعمليات تجميلية أخرى؟ بالفعل هناك تدخلات أخرى، بناء على الطلب، وذلك من قبيل تكبير الثدي بالنسبة للنساء اللواتي خلقن بثدي صغير، فيسعين لتكبيره، كما قلت آنفا ضمانا لقوام متناسق ومتكامل على مستوى الشكل، من أجل انتشاء ذاتي أو وظيفي، بالمقابل هناك من النساء من يتوفرن على صدر كبير مما يخلق لهن متاعب ويتسبب لهن في آلام أو يجلب لهن بعض المتاعب غير المقبولة لهن، المادية منها والمعنوية، فيلتجئن بدورهن للطبيب المختص للتقليص من حجمه وتمكينهن من حجم طبيعي ومقبول لكل ثدي على حدة. { هل هناك أية تفاصيل أخرى في جسم المرأة تتطلب تدخل أخصائي التجميل والتقويم؟ هي طلبات متعددة، منها تلك التي تهمّ مؤخرة النساء، ضمانا دائما لقوام ممشوق، والتي يعرف الطلب عليها ارتفاعا واسعا على مستوى العالم بأسره ، وكذا في المغرب ، إلا أنني هنا أود أن أوجه تحذيرا للراغبات في تحقيق هذا الأمر والمتمثل في تفادي ترك أجسادهن بين أيدي العابثين من غير المتخصصين، أو اللجوء إلى استعمال شفط الدهون، أو حقن بعض المواد المضرة التي قد تعطي نتيجة ظرفية لكنها تنطوي على مخاطر وتأثيرات سلبية متعددة على حياة المرأة، أو تناول بعض العقاقير الدوائية مثل الكورتيزون، أو بعض الأعشاب، وهي بأجملها تتسبب في مضار متعددة أقلها ترك علامات عبارة عن ندوب على مستوى الجلد لاتتم إزالتها، فيتحول التجميل إلى تشويه، وبالتالي وجب عدم المغامرة في هذا الصدد، والالتجاء إلى الأطباء المتخصصين تفاديا لأية مواد غير معترف بها قد يتعذر حتى استئصالها. كذلك تطلب النساء تدخلات على مستوى الوجه، الذي هو أحد أبرز عناوين الجمال الرئيسية، وبالتالي يمكن إجراء عمليات من أجل شدّ الوجه لضمان بشرة أكثر نظارة وشبابا، أو على مستوى الجفون الفوقية أو التحتية، أو بالأنف وكذلك الأذن، أو العمل على إزالة التجاعيد أو القيام بملئها، وكذلك الأمر بالنسبة لزراعة الشعر، أو تقويته من خلال زرع مادة تستخلص من الجسم للمساهمة في نمو الشعر. { الإقبال على التدخلات التجميلية والتقويمية، هل هو مقتصر على سن معينة؟ المرأة المغربية هي حريصة وغيورة على جمالها، ولعل حفل الزفاف وليلة الحناء خير دليل على ذلك، وهو جمال تحافظ عليه المرأة القروية والمتمدنة، وبالتالي فالطلب هو خيالي وكبير، ووحده الجانب المالي الذي يحول دون ذلك بالنسبة للغالبية العظمى، لأن جراحة التجميل هي مكلفة وليست في متناول الجميع. طلب تتفق عليه الشابة، والمتوسطة في السن، والمسنّة، على حدّ سواء، فكل منهن تطالب بتدخل في مجال الجراحة التقويمية والتجميلية للحفاظ على شبابهن ونضارتهن. ( * ) أخصائي في جراحة التجميل