وداعا للتجاعيد، للصدر المترهل أو الضامر، للبطن الرخو المتهدل، للشفاه المزمومة الرفيعة أو الضخمة المتدلية، للجفون الساقطة أو المتورمة... مع الجراحة التجميلية، أصبح الجمال في متناول مبضع أو حقنة الطبيب الجراح. ولم تعد الجراحة التجميلية امتيازا يحتكره الفنانون والنجوم فقط. فاليوم، بإمكانك الانتصار في معركتك ضد الزمن والشيخوخة والحصول على وجه جديد بملامح جديدة أكثر شبابا، بل جسد جديد أكثر نضارة وجمالا وبمقاييس تحت الطلب... وأصبح بإمكان جراح التجميل أن يشكل وينحت كل أجزاء جسدك مستعملا أحسن التقنيات المعتمدة في هذا المجال لمساعدتك على الإحساس بالرضى والراحة داخل جسدك، أنت ذاتك، لكن بشكل أحسن... بشفاه لحيمة وجفنين ووجنتين وثديين مشدودين وبطن ضامر وخصر نحيف وشعر غزير، أي بشباب دائم... وأنت في الستين! أصبح الإقبال المتزايد على عمليات التجميل في المجتمع المغربي أمرا مؤلوفا يدخل في مجال الاهتمام بالشكل والمظهر. ويمكن القول إن الجراحة التجميلية أصبحت أكثر انتشارا وإقبالا من طرف كل الفئات، بعد تطور تقنياتها وكفاءة المختصين فيها وتوسع مجالاتها، حيث أصبح تشبيب وتجميل وتقويم كل أجزاء الجسم ممكنا: تصفير أو تكبير الثديين، شفط الشحوم وشد البطن المترهل، شد الوجه وردم التجاعيد، تقويم الأنف الأفطس أو البارز، تصغير أو تكبير الشفاه، تقويم الأذنين البارزتين، زراعة الشعر...إلخ. لقد أصبح بإمكان الجراحين التقويميين والتجميليين بالمغرب اعتماد أحسن التقنيات لمنح مُعالَجيهم شكلا ومظهرا أفضل؛ وبالتالي الشعور بالارتياح داخل أجسادهم الجديدة... وللإشارة، فالمغرب أول بلد احتضن، بداية سنوات الخمسينات، أول مصحة خاصة لجراحة التقويم والتجميل، بل وتحويل الجنس، في العالم كان مقرها مدينة الدارالبيضاء. ونظرا للسمعة الطيبة التي يحظى بها، اليوم، المختصون المغاربة في هذا المجال، فقد بدأت المصحات المغربية، سواء منها المختصة أو المتعددة الاختصاصات، تستقبل بالإضافة إلى المواطنين المغاربة أشخاصا من مختلف الجنسيات والبلدان يرغبون في الاستفادة من الخبرة المغربية، خصوصا أن الأسعار مشجعة تعرف انخفاضا مقارنة مع أوربا وأمريكا، كما أن الجراحين التقويميين والتجميليين المغاربة يعتمدون أحسن التقنيات ويتابعون آخر التطورات لمساعدة مُعالَجيهم من الجنسين على الوصول إلى الكمال والحصول على الشعور بالارتياح... مما زاد من إقبال المهووسين بالجمال والكمال عبر العالم على جراحة التجميل والتقويم بالمغرب. حاليا، يتوفر المغرب على أكثر من 4 مصحات خاصة متخصصة في الجراحة التجميلية، مجهزة بتقنيات متطورة تضاهي تلك المتوفرة بالدول الأوربية والأمريكية، بل توفر محيطا ممتعا رائعا، وأطرا وطاقما مختصا بتجربة طويلة تمتد لثلاثة عقود... يؤكد الدكتور الحسن تازي، جراح تجميلي بالدارالبيضاء بخبرة تمتد لأكثر من 20 سنة، «الجراحة التقويمية والتجميلية بالمغرب تعرف تطورا فريدا في الطب، لأن الطلب عليها لا يتوقف عن الارتفاع يوما بعد يوم. فالنساء الحريصات على جمالهن يبحثن عن جراحين للحفاظ على شبابهن ونضارتهن». إلى جانب التشبيب في جراحة التجميل، يعد تعديل حجم الصدر التدخل الجراحي الأكثر ممارسة اليوم والإقبال عليه من طرف النساء كثير. وتلجأ النساء لذلك لتزيين هيأتهن وإبراز أنوثتهن داخل لباسهن. يوضح الدكتور تازي، مخترع تقنية جديدة لشفط الدهون ببراءة اختراع مسجلة ومحفوظة في العالم من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية باتانتا رقم 7 من المنظمة العالمية الأمريكية لحفظ الاختراعات رقم 354: «تظل عملية شفط الدهون العملية الأكثر ممارسة في المغرب وفي العالم متبوعة بعملية تكبير أو تصغير الثدي ثم تجميل الأنف. وطبعا، تحتل الصدارة عملية تشبيب الوجه وكذا الردم (le lifting) وبوتوكس (Le botox) وهما أكثر التقنيات استعمالا لإزالة التجاعيد». ويضيف: «قد يحدث أن بعض النساء يصغرن حجم الثديين خوفا من خطر الطلاق، كما أن بعض الفتيات بثديين جد صغيرين تجدن صعوبات في إرضاء الخطيب أو الشريك لذلك يلجأن لتكبيرهما». ويوضح: «دفعت العولمة بعض النساء إلى إجراء جراحات من طبيعة تجميلية، بينما أمهاتهن وجداتهن يجدن هذا الفعل زيغا ومروقا عن الدين. لقد نتج عن القطيعة بين الحضارات والأجيال لا فهم لسلوكات بعض النساء الراغبات في التحسين الجمالي لجسدهن الذي يعطي، أحيانا، صورة لا تطابق واقعهن الذهني. النساء اللواتي يلجأن للجراحة التجميلية، يكن جد حساسات للملاحظات التي تكون، أحيانا، مزعجة حول جسدهن». وبالنسبة للرجال، يؤكد الدكتور تازي أن الطلب كثير على شفط الدهون وزرع الشعر وجراحة الأنف بالإضافة إلى botox والردم لإزالة التجاعيد وأحيانا تشبيب الوجه. وعن عملية شفط الدهون يقول الدكتور تازي إنها أحسن وسيلة لإنقاص الوزن خصوصا بالنسبة للردفين، مؤكدا أنها عملية تستعمل للجسد كله حتى الذراعين والظهر. وعن الأعراض الجانبية التي تخلفها عملية شفط الدهون في منطقة البطن، يوضح هي عدم الانتظام، الأذمة، الكدمات، وأحيانا ارتخاء الجلد وذلك نادر جدا، تعفن أو ورم دموي. وأشار إلى أن فترة النقاهة بعد عملية شفط تختلف من شخص لآخر وتتراوح ما بين 48 ساعة وأسبوع، موضحا أن آخر تقنيات الشفط المبتكرة تعتمد على الليزر والمياه والموجات فوق الصوتية. ويؤكد الدكتور تازي أنه ليس هناك جراحة خطيرة، بل جراحة تؤخذ على العاتق ويتم إجراؤها وتتبعها بشكل جيد قبل وبعد التدخل الجراحي. ويضيف أن المتابعات الطبية للمُعالَج بعد التدخل الجراحي التجميلي أساسية وضرورية أكثر منها في العمليات الجراحية الأخرى، لأن المتابعة بعد الجراحة التجميلية ترفع فرص وحظوظ الحصول على نتائج جيدة. أحيانا، تكون بعض الطلبات غير معقولة وغريبة، يقول الدكتور تازي: «رفض إجراء عملية تجميلية ما هو متكرر بسبب الطلبات غير المسوغة والمبالغ فيها.وأحيانا، يكون رفض إحدى العمليات أصعب من قبولها». اليوم، أصبحت الجراحة التجميلية تميل نحو أسفل الجسد في اتجاه أعضاء في عمق مناطق الظل... فقد تجاوز التدخل الجراحي التقويمي والتجميلي أعضاء الجسم الظاهرة إلى أعضاء أكثر حميمية تستقر في منطقة الحظر، يستوي فيها الرجال والنساء: قضيب قصير أو ضامر أو منحرف، مهبل متسع، بظر طويل أو ضامر، شفتا الفرج الكبيرتين أو الصغيرتين ضامرتان أو ضخمتان... تدخل جراحي يهدف إلى تمكين المستفيدين من هذه العمليات، من تحقيق، ليس فقط الارتياح النفسي للشخص المعني بالجراحة التجميلية، بل الإشباع الجنسي أيضا له ولشريك حياته...يوضح الدكتور تازي أن الطلب على الجراحة الحميمية في بلدنا يظل محاطا بسرية شديدة، ومنها بالنسبة للجهاز التناسلي للمرأة: تصغير الشفتين الصغيرتين أو الكبيرتين أو نفخهما وتصغير البظر. وبالنسبة للرجل، تعديل طول وحجم وغلاظة القضيب. ويؤكد: «من الواضح أن الطبيب يحفظ خصوصية الحياة الحميمية للزوجين بشكل كبير ولا يلجأ إلى البحث عن دوافع شخصية محترما ومراعيا الإشارات الطبية التي يستخلصها من كلام الشخص المعني». وتلجأ المرأة إلى الجراحة التقويمية وتجميلية للأعضاء الحميمية لتحسين الشهوة والحياة العاطفية من خلال تحسين صورتها الجسدية. فتضخم الشفتين الصغيرتين للفرج يمكن أن يعيق بعض النساء لأسباب وظيفية، جمالية واجتماعية، وأحيانا يسبب لهن صعوبات وآلاما في العملية الجنسية. وهذا التضحم يهم الطول والعرض والغلاظة. والجراحة الحميمية تصلح ذلك. نساء أخريات يشتكين من ضمور الشفتين الكبيرتين، فيلجأ الجراج التجميلي إلى حقنهما بالدهن المنزوع من مناطق من جسدهن. الجراحة التجميلية لم تعد هوسا نسائيا فقط، واللجوء إلى الجراحة التجميلية تحت ضغط الشيخوخة أو نتيجة تشوه خلقي لم يعد مقتصرا على النساء وحدهن... فزرع الشعر، شفط الدهون، تقويم الأنف وتعديل القضيب... جراحة تجميلية تهم الرجال أيضا... يقول عادل (44 سنة)، رجل أعمال: «لم يعد الاهتمام بالنضارة والشباب هما نسائيا 100%... فمرور السنين والظروف الاجتماعية والثقافية، أصبحت تفرض على الجنسين الاهتمام بالمظهر والشكل، بل أدى تطور الجراحة التجميلية وسمعتها الطيبة وتطور الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية بالمغرب إلى إقبال الجنسين عليها والاستفادة من حلولها للعديد من مشاكلهم. وأصبح الرجل، شيئا فشيئا، أكثر اهتماما وإقبالا عليها. وبما أن الطب يقدم حلولا لأغلب المشاكل والتشوهات ويستطيع محو ما حفره الدهر وخطته السنون، فلماذا لا تتم الاستفادة من ذلك. الجراحة التجميلية ليست صرعة أو موضة، بل هي وسيلة حقيقية وفعالة ليتقبل الشخص شكله، مظهره ووجهه ويتصالح مع ذاته، بل ويتقبله الآخر... هي وسيلة لكسب الرضى عن نفسك وكسب رضى الآخر عنك والنجاح في الحياة الشخصية والمهنية والاجتماعية. شخصيا، أجريت عملية لزرع الشعر وأخرى لردم التجاعيد حول العينين». ويؤكد الدكتور الحسن تازي: «عموما الشخص الذي يلجأ للجراحة التجميلية هو شخص دافعه البحث عن حل جراحي لبعض العيوب في الجسد. والالتزام الذي يتعهد به الطبيب لمعالَجِه لا يمكن أن يكون التزاما بالنتيجة... لسبب بسيط هو أن جسم الإنسان متنوع من شخص لآخر والجلد يتفاعل مع الجروح بشكل مختلف من مُعالَج لآخر. بينما الالتزام بالوسائل مطروح، أي استعمال أحسن الوسائل والتقنيات التي تعرفها الجراحة التجميلية اليوم». ويوضح أكثر: «العقد بين الشخص المُعالَج والجراح هو، قبل كل شيء، عقد ثقة أخلاقي، والالتزام بين الطرفين مشترك يفرض الاحترام المتبادل». بالمغرب -كما في بلدان أخرى غربية أو شرقية- يقول البروفسور صلاح الدين السلاوي، مختص في جراحة التقويم والتجميل بالرباط بتجربة 30 سنة: «بدأنا نرى، أكثر فأكثر، شخصيات من عالم الفن، الإعلام والسياسة تلجأ إلى الجراحة التجميلية مثلما تلجأ للأنشطة الرياضية للحفاظ على لياقتها البدنية وتمديد حياتها المهنية. والمرأة العصرية تخضع لسيطرة وديكتاتورية الموضة التي تريدها أن تكون نحيفة، ترتدي ثيابا ملتصقة بالجسد. والفنانون كالسياسيين يخضعون لسلطة ولديكتاتورية الإعلام والصورة يمرون عبر الشاشة، نراهم في الجرائد، هم محتاجون لصورة ملائمة لمدة طويلة. حتى خلال شهر رمضان، توافد الكثير من الناس على المصحة منهم محامون مهندسون موثقون، رجال ونساء يرغبون في تحسين مظهرهم». التطور التقني الذي شهدته السنوات الأخيرة في ما يتعلق بالجراحة التقويمية والتجميلية مكن، اليوم، من الحصول على نتائج مدهشة وطبيعية جدا. والتحسن ملحوظ أيضا سواء على المستوى البدني أو النفسي... سعاد (43 سنة) إطار بنكي، غيرت الجراحة حياتها وأعطتها طعما ونفسا جديدين، تقول: «عندما يتعدد حمل المرأة وتلد عدة أطفال وترضعهم، يتحول ثدياها إلى فلفلتين مشويتين وبطنها إلى كيس كبير متدلي! وهي بالكاد تجاوزت عقدها الرابع، إنها ضريبة الأمومة... حيث تشعر أن روحها مازالت صبية، لكن جسدها شاخ قبل روحها... تشعر بالتضايق، بالحرج، وأحيانا بالغيرة، خصوصا إذا كان زوجها يحتفظ بشبابه ولياقته الجسدية. تشعر بالحرج من نظرات الناس إليهما من وشوشاتهم ومن تعاليقهم عن مظهرهما المتنافر «ويلي هِيَّ قَدْ مُّو»... أحيانا، حتى الأشخاص القريبين منك والذين يحبونك يؤلمونك عن قصد أو بدون قصد بكلامهم عن شكلك... الجراحة تتدارك كل ذلك، تعالج وتخلص من بعض هذه التشوهات والنقائص والعيوب والتعقيدات لتعيد للمرأة أنوثتها ونضارتها التي فقدتها عندما أصبحت أما. زوجي، الآن، جد سعيد بالتحول الذي حصل لي. إننا في شهر عسل جديد... شكلي الجديد قربني أكثر من زوجي ومن أبنائي...». وبخصوص الأثمنة، تقول سعاد: «أجريت ثلاث عمليات، الواحدة للثديين وأخرى للبطن والأخيرة لتجميل وترميم الجهاز التناسلي لإزالة آثار الولادة عن طريق (لَغْراز)... الأثمنة مرتفعة، لكن يمكن تدبرها من خلال ترجيح كفة توازنك النفسي على حساب راحتك البدنية، أجلي سفرك أو بعض مشاريعك، كأن تتخلي عن فكرة اقتناء أو تجديد سيارة ولو مؤقتا... وهو ما فعلت بالاتفاق مع زوجي الذي شجعني.عموما، يمكن أن أؤكد أن الأثمنة جد بخسة -رغم التكاليف الباهظة- إذا ما قارنتها مع ما منحتني من شعور بالارتياح والحيوية والنشاط والثقة بالنفس والتوازن النفسي والاستقرار العائلي». في نفس السياق وبشأن الأثمنة وتكاليف العمليات الجراحية، يؤكد البروفسور صلاح الدين السلاوي، الرئيس المؤسس للجمعية المغربية لجراحة الفك والوجه: «الجراحون التجميليون المغاربة قاموا، في اعتقادي، بمجهود كبير لتكييف الأثمنة مع القدرة الشرائية للمواطن المغربي، مما جعلها أقل ثلاث مرات من الأثمنة بفرنسا مثلا. وعلى سبيل الإشارة، فالكشف الإجمالي يشمل تكاليف العملية زائد التقرير البيولوجي ما قبل العملية والإقامة بالمصحة». وفيما يلي لائحة الأثمنة: - شفط الدهون: من 3000 ده إلى 15000 ده. - رم وترقيع الأنف: من 5000 إلى 15000 ده - تجميل الثديين (تكبير وتصغير): من 15000 إلى 25000 ده - شد البطن: من 8000 إلى 22000 ده - زرع الشعر: من 8000 إلى 20000 ده - ردم التجاعيد بالجبهة: من 8000 إلى 12000 ده، بالوجه: من 15000 إلى 22000 ده، بالجفنين: من 3000 إلى 10000 ده. ويوضح البروفسور صلاح الدين السلاوي أن «الأثمنة تختلف بحسب الحالات، وتعقيداتها، لكن أيضا حسب شهرة الجراح وحسب تجربته، لأن إجراء العملية من طرف بروفسور له تجربة 30 سنة، يتطلب أكثر من إجرائها لدى جراح مبتدئ شاب، والأسوأ لدى مختص مزيف في الجراحة التجميلية وما أكثرهم، للأسف». بهذا الشأن يقول الدكتور الحسن تازي: «لسوء الحظ، من الصعب حماية مهنتنا من الأطباء المزيفين وغير المعترف بهم من طرف هيأة الأطباء، إلا أنه يمكن للمعالَجين أن يستشيروا السلطات المعنية حول لائحة الأخصائيين في الجراحة التقويمية والتجميلية أو الإطلاع على موقع الجمعية المغربية للجراحة التقويمية والتجميلية على الإنترنت».