حالة هوس جماعي أصابت الكثير من النساء بصفة عامة والرجال بصفة خاصة بحثا عما يسمى ب "النيو لوك"، فكل واحدة تسعى بل تنفق الآلاف من الدراهم من أجل البحث عن الجمال المفقود لديها، وتناسلت بذلك الكثير من عيادات التجميل، وشحذت المشارط في انتظار وجوه لاستنساخ أنف "نانسي"، وثديي "هيفاء"، وخصر "إليسا"... والطريف في عمليات التجميل أنها جعلت الفتيات والنساء يخرجن في النهاية من تحت أنامل أطباء جراحة التجميل بقوام متشابه. فمن تجميل أرنبة الأنف ونفخ الشفاه إلى حقن الخدود وشفط الدهون، ومن تصغير وتكبير النهدين إلى عمليات شد الوجه وزراعة الشعر، ومن عملية تجميل وتضييق المهبل إلى عمليات إطالة القضيب وتثخينه...رحلة مع هوس التجميل بدأت ب "الكحل" و"السواك" وانتهت بين مشارط الأطباء. أثداء السيليكون... "أكثر من 70٪ من المغاربة الذين يلجأن إلى أطباء التجميل هم دون الأربعين سنة، وحوالي 75٪ من الزبناء هم من النساء، يطالبن أكثر بعمليات شفط الدهون وتكبير الثدي وتغيير شكل أرنبة الأنف، أما الرجال فغالبا ما يقتحمون عيادات أطباء التجميل من أجل شفط الدهون من الصدر والبطن والخاصرتين وزراعة الشعر".... أرقام تنطق بمدى الإقبال الذي تعرفه عيادات أطباء التجميل خصوصا من طرف اليافعات طلبا لقوام "موديل" معين، تقول "بشرى" 34 سنة "جئت إلى الطبيب من أجل شفط الدهون من منطقة الوركين والذقن والبطن، فبالرغم من الغذاء المتوازن والتمارين المنتظمة إلا أنه لابد أن يبقى شيء من الدهون لا يستطيع الجسم إحراقه، ولا تجدي معظم المحاولات لانقاص الوزن في منطقة معينة من الجسم وهنا يأتي دور عملية شفط الدهون التي سأخضع لها لاسترجاع رشاقتي وقوامي المفقودين"، واسترسلت بشرى "أنا متخوفة جدا من العملية التي سأخضع لها لكنني متأكدة أن شكلي سيتغير كثيرا بعدها وسيبدو قوامي كفتاة في العشرين من عمرها، بعد عملية الشفط"، تبتسم وهي تستعد للقاء الطبيب بعد أن جاء دورها. إلا أن لأخصائيي التجميل رأيا آخر في العملية التجميلية الأولى الأكثر إقبالا في المغرب، "عملية شفط الدهون ليست مناسبة لأي شخص، فالشخص المناسب لإجراء عملية شفط الدهون هو ذلك الشخص رجلا كان أو امرأة الذي يقارب وزنه الوزن الطبيعي المناسب للعمر والطول، مع سلامة وعدم ترهل الجلد، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من ترسب كميات من الدهون في بعض المناطق من الجسم، وتتم العملية بعد التخذير، وإدخال أنبوب معدني من خلال فتحة صغيرة في الجلد في المنطقة المختارة للعملية ثم يتم توصيل هذا الأنبوب إلى مضخة لشفط الدهون من الطبقات التي بين الجلد والعضلات". وأضاف الدكتور عبد الصمد الشليحي أستاذ مبرز بكلية الطب الجراحة التقويمية والتجميلية أنه رغم الإقبال الذي تعرفه عيادات المختصين في التجميل إلا أن التجميل كثقافة مازال محدودا في المغرب، "فالأنترنيت والغزو الإعلامي لعبا دورا كبيرا للتعريف بطب التجميل، والمواطنون المغاربة ، ونظرا لانفتاحهم على الآخر، أصبحوا أكثر وعيا بفوائد التجميل وثقافة التجميل بشكل عام، وتبقى جراحات التجميل الخارجية في الوجه والصدر من أكثر الجراحات التجميلية إقبالا من طرف اليافعات"، وهنا تقول فدوى، التى عاشت سنوات من المعاناة النفسية على حد قولها بسبب ثديين صغيرين وأصبحت اليوم تملك "صدرا كثا" على شاكلة مغنية "بوس الواوا"، "أخبرتني صديقتي أن مشكلتي مع نهديّ الصغيرتين اللتين يحرجاني ويسببان لي آلاما نفسية خاصة في الصيف، يمكن حلها بعملية جراحية صغيرة لن تتعدى ساعتين، وهذا ما حصل فقد حصلت على ثديين بارزين مثيرين بأقل من مليوني سنتيم، ومن الصعب اكتشاف أن ثديي تم شحنهما بمادة السيليكون، الأكيد أن مظهري الجديد يعطيني ثقة كبيرة في النفس، وأفكر حاليا في عملية أخرى لتحسين صورة وجهي ورسم ابتسامة جديدة أكثر سحرا وجاذبية"، وهنا يسجل طبيب مختص في جراحة التجميل، "فعلا تعد عمليات تجميل الثديين من أكثر العمليات التجميلية التي تجريها السيدات ما بين التاسعة عشر إلى سن الرابعة والثلاثين من العمر، وتتراوح هذه العمليات ما بين تكبير حجم الثديين بالسيليكون المغروس تحت الثديين بمقدار درجة أو أكثر من مقاس حمالة الصدر، أو رفع الثديين المترهلين بطريقة تقاوم تأثير الجاذبية عليهما فيعطيهما ذلك شكلا أكثر تماسكا وجاذبية، ورغم كثرة إجراء هذه العمليات إلا أن أكثر المستفيدات منها هن أولئك اللواتي يتمتعن بصحة جيدة ويرغبن في تحسين تناسق أجسامهن وليس الوصول إلى درجة الكمال، وهذا لا يعني أنه ليست هناك آثار جانبية غير مرغوب فيها". الآثار الجانبية الغير المرغوب فيها هي ماجعل "سناء" تندم على مجرد التفكير في إجراء عملية لتغيير مظهرها، تقول، «بعد ثلاثة أسابيع على إجرائي لعملية تكبير النهدين تكونت في نهدي الأيمن كبسولة، وتشوه منظر الثدي بسبب انقباض الكبسولة وتكورها مما جعل الثدي صلب الملمس، ورغم إعادة العملية وإزالة التليف المسبب للكبسولة إلا أن الثدي بقي يؤلمني لأسابيع كثيرة لتتكون الكبسولة مرة أخرى لكن في الثدي الأيسر"، وردا على هذه الحالة أجاب الأخصائيون،" لسوء الحظ لا يمكن لأي جراح تجميل أن يتنبأ بحدوث هذه المضاعفات لأي امرأة قبل إجراء العملية حيث يعتمد ذلك على مدى تفاعل أنسجة الجسم مع مادة السيليكون المغروسة". بأقل تكلفة.... "عمليات زراعة الشعر تكلف مابين 6000 و8000 درهم للجهة الواحدة، عملية شد الوجه والخدود ورفع الحاجبين فتكلف مابين 25000 و 30000 درهم، عمليات تكبير أو تصغير الثديين ستكلف من 20000 إلى 30000 درهم، كل ما يتعلق بالعينين والحاجب يكلفا مابين 8000 و 12000درهم، إصلاح اعوجاج أرنبة الأنف ما بين 5000 و 15000 درهم حسب العملية المجراة، أما عملية شفط الدهون فلا تتجاوز 10000 درهم حسب المكان الذي أريد شفطه...."، أثمنة وإن بدت مرتفعة بالنسبة للمواطن العادي فإنها مقارنة مع السوق العالمي هي غير ذلك حسب الدكتور الشليحي، "الأثمنة تبقى في المتناول عموما مقارنة مع أوربا وأمريكا وهذه الأثمنة هي السقف الأعلى وقد تزيد أو تنقص حسب درجة أهمية وصعوبة العملية المجراة ونجاحها يقتضي بالضرورة إشراف طبيب جراح متمرس وظروف ممتازة لإجراء العملية طبعا داخل مصحة متخصصة وتملك المستلزمات الضرورية تفاديا لما نسميه بمفاجآت العملية". مفاجآت العملية هو التخوف المشترك الذي يتقاسمه من استعد لدفع الملايين من أجل البحث عن مظهر جديد في عضو جديد، وقد أظهرت دراسة امريكية جديدة أن هناك زيادة احتمالات إقدام النساء اللاتي تجرى لهن زراعة ثدي على الانتحار رغم عدم وجود احتمالات كبيرة لاصابتهن بسرطان الثدي وعلى الرغم من عدم وضوح سبب زيادة احتمالات الانتحار فإن دراسات عدة توصلت إلى نتائج مشابهة. ويرى بعض الباحثين أن زيادة معدلات الاكتئاب والقلق والشعور بالنقص لدى النساء اللاتي يخضعن لهذه العمليات تفسر هذا الارتباط. وأكدت دراسة حديثة أن النساء اللاتي أجريت لهن زراعات تجميلية للثدي يكون لديهن على الأرجح تاريخ في العلاج النفسي أكثر ممن تلقين أنواعا أخرى من الجراحات التقويمية. وسجلت الدراسة أن النساء اللاتي أخضعن لزراعات للثدي كانت احتمالات الانتحار بينهن أعلى من المتوسط. وكانت النسبة لديهن أعلى من ضعفي مثيلاته لدى النساء اللاتي أجريت لهن جراحات تجميلية. عمليات التجميل الحديثة شملت تكبير الشفاه لدى الفتيات وتكبير وتصغير ثدي المرأة وتجميل الاسنان وشد البطن وتكبير الأرداف وتجميل الأذنين والعينين ....لكن الأمر المستغرب والمستهجن لدى البعض هو أن تلجأ بعض الفتيات الى عمليات تجميل لأماكن حساسة جدا في اجسادهن، كعمليات تضييق المهبل واعادة غشاء البكارة والتحكم في البظر وكذلك الرجال عن طريق إطالة القضيب وتثخينه واصبحت الاعلانات تملأ المواقع الإلكترونية وبأسعار مناسبة، «عادة بعد الولادة تتعرض عضلات المهبل للارتخاء ومما يؤدي إلى الشعور بتوسع منطقة المهبل وعدم الرضا خلال عملية الجماع من كلا الطرفين لذلك فإن هذا النوع من العمليات يهدف إلى زيادة قوة عضلات المهبل عن طريق شدها وشد الأنسجة الداعمة للمهبل، أما عملية إطالة القضيب فهي في الحقيقة لا تعني إضافة أنسجة جديدة للقضيب وإنما تتضمن فقط قطع الروابط المعلقة للقضيب في عظام الحوض فيتحرر الجزء المخفي من القضيب داخل الحوض فيبدو القضيب أكثر طولا بمقدار 2سنتيم»، يسجل أخصائيو التجميل. بين نتائج انتظار طول القضيب وضيق المهبل وتكبير النهدين وشفط الدهون...ينتظر المغاربة دورهم في طوابير عيادات أطباء التجميل بعد أن اقتطعوا مبلغا ماليا من رغيفهم اليومي أملا في مظهر جديد يواكب "النيولوك" العالمي. عبد الباري الزمزمي: تكبير النهدين جائز إذا عانت السيدة مشاكل نفسية بسبب صغرهما "" ماحكم الشرع في عمليات التجميل بصفه عامة؟ التجميل في حكم الشرع نوعان : التجميل الذي يندرج في إطار رد الصورة إلى أصل خلقتها كما خلقها الله عز وجل، حيث يحدث أن يتعرض البدن وجسم الإنسان لتشوه إما بسبب حادث أو مرض، فالله تعالى قال «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم»، أي في أحسن صورة وأحسن صنع كما عبر تعالى، فإذا وقع للبدن مايخل بصورته وجماليته فإرجاع صورة البدن إلى أصل خلقتها أمر مشروع ويعتبر من باب العلاج، وهذا يدخل فيه حتى حكم المرأة العجوز التي يجوز أن تقوم بعملية ما إذا اختل بدنها وظهرت به تجاعيد أو عيوب، لأن هذا يدخل ضمن باب العلاج، فالمرأة مهمتها أن تكون حسنة الصورة في عين زوجها، والتجميل إذا كان لا يخرج عن هذا القصد فهو مشروع وجائز، كذلك يكون التجميل مشروعا إذا كان التشوه خلقيا في البدن، أي أن الإنسان خلق بتشوه جسدي ظاهر،مثلا أصبع زائد، كرة في العنق....فإصلاح هذا كله من باب العلاج ومن باب إرجاع الصورة إلى أصل خلقتها، أما التجميل غير المشروع فهو التجميل الذي يغير خلق الله في الصورة، ولهذا منع النبي «ص» ماء الوشم،ولعن الواشم والمستوشم، ومنع التنميص، والتفليج أي برد الأسنان الطبيعية لتحسين جمالية الأسنان، فكل إضافة إلى البدن رغم سلامته فقط من أجل التزيين والتجميل يعتبر تجميلا غير مشروع لأن فيه تغييرا لخلق الله عز وجل. هناك بعض العمليات التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف النساء رغم حساسيتها مثل تضييق المهبل وتكبير النهدين، فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل يجوز للزوجة ذلك إرضاء لزوجها؟ هذا لا يغير الصورة، فهذه الأشياء لا يمكن السماح بها بدعوى رغبة الزوج في ذلك إلا إذا كانت هناك أسباب قوية وشرعية تستدعي ذلك، لأن العملية هنا ستتم من باب التجميل فقط وهذا غير مستحب وغير شرعي مثل عملية ترميم البكارة، وتكبير الثديين يجوز إذا كان صغرهما قد يسبب آلاما نفسية للفتاة أو المرأة، فيكون بذلك تكبير حجمهما بمثابة علاج ومثل هذه الحالات تجوز شرعا، مالا يجوز بل محرم شرعا هو نوع من العمليات التي قد تغير كما قلت من الخلقة كأن تلجأ المرأة إلى نقص جزء من أنفها أو شفتيها أو ما إلى ذلك، فأي تجميل أو عملية جراحية تجميلية فيها تغيير لخلق الله وتدخل لتغيير أو تعديل صورته تعالى فهي حرام. وماحكم زرع الشعر ونتف الحاجبين في الشرع, هل يعتبر الأمر تغييرا لخلق الله وبالتالي وجب تحريمه؟ قطعا وجب تحريمه، فالتنميص محرم وهو نتف الحاجبين من أجل الزينة، لكن هناك اسثتناء فإذا كانت كثافة شعر الحاجبين تسبب تشوها ومشكلا للمرأة بحيث قد تبدو في صورة بشعة وخلقة مشوهة فهنا يجوز التخفيف منهما، لكن ليس إلى درجة «نتف» كل الحاجبين وجعلهما يبدوان كخيط سميك جدا لأن ذلك حرام في الإسلام، لأنه تغيير لخلق الله، أما زراعة الشعر بعد تساقطه فلا مانع منه شرعا. د.جمال كسوس : إقبال المواطنين على عمليات التجميل في تزايد، وشفط الدهون وتكبير الثدي الأكثر طلبا أكد الدكتور "جمال كسوس" اختصاصي في جراحة التقويم والتجميل أن إقبال المواطنين على عمليات التجميل في تزايد مضطرد، وأن عملية شفط الدهون وتكبير الثديين من أكثر العمليات إقبالا من طرف النساء، كما أكد "كسوس" أن التخدير لم يعد بالمشكل الكبير في العملية لأنه غالبا مايتم بشكل موضعي، ولم ينس المختص التأكيد على أن عمليات التجميل تحتاج إلى جراح مختص وبارع وأنه لم يثبت علميا أي انعكاس سلبي للعملية التجميلية على صحة المواطنين، وكشف "كسوس" أن عمليات تضييق المهبل وتجميله وإطالة القضيب وتثخينه من العمليات التجميلية التي زاد الطلب عليها في السنوات الأخيرة. هل ارتفع الإقبال على عمليات التجميل في المغرب مقارنة مع السنوات الماضية، حيث كانت فكرة زيارة طبيب التجميل لا يتم تداولها إلا وسط شريحة معينة؟ صحيح، الإقبال اليوم في تزايد مضطرد خصوصا وأن زيارة الطبيب المختص في التجميل لم تكن في الماضي بالأمر الذي يمكن هضمه بسهولة من طرف العديد من الأسر، وأعتقد أن الغزو التكنولوجي والأنترنيت وخصوصا مع الانفتاح على العالم وترويج الإعلام للجراحة التقويمية والتجميلية غير الفكرة رأسا على عقب، إذ كانت المرأة في السابق عندما تزور طبيب التجميل تعمل على كتمان الأمر وتجعله سرا لا يمكن أن يطلع عليه أحد،لكن الآن أصبحت زيارة طبيب التجميل عادية جدا بل وتندرج في إطار الزيارة اليومية العادية لمختص في زينة المرأة ولاكتشاف مكامن سحرها وجمالها. ماهي أنواع جراحة التجميل التي تعرف إقبالا أكثر وطلبا متزايدا مقارنة مع باقي العمليات الأخرى؟ جميع أنواع الجراحات التجميلية تعرف إقبالا متزايدا من طرف المواطنين رجالا ونساء وزاد الإقبال في السنوات الأخيرة بشكل كبير على كل العمليات بدون استثناء، نظرا للقفزة النوعية التي عرفتها الجراحة التجميلية من حيث النتائج ونسبة النجاح. ألا يشكل التخدير في هذه العمليات خطرا؟ تتم عمليات التجميل حاليا بعد عملية تخدير محلي موضعي عكس السابق عندما كان التخدير يتم كليا، وحتى الآن هناك حالات لعمليات التجميل تحتاج تخديرا كليا لكنها قليلة ولا تتعدى حالة أو حالتين في السنة، إذن التخوف من التخدير في عمليات الجراحة تلاشى وأصبحت عادية. وتعتبر عملية "شفط الدهون" من أكثر العمليات التي تعرف إقبالا من طرف المواطنين لأن نتيجة النجاح مضمونة طبعا إذا قام بالعملية طبيب مختص، أضف إلى ذلك أن العملية تتم عبر ثقب صغير في المكان الذي يتم فيه الشفط دون اللجوء إلى المقص لإجراء جراحة قد تخلف أثرا في الجسم، وعملية شفط الدهون من العمليات السهلة التي تحتاج لجراح بارع ذي خبرة جيدة حتى لا ينقلب العمل إلى تشويه وشفط الدهون يعرف إقبال النساء والرجال على حد سواء، فالرجال يطلبون شفط الدهون من البطن والصدر على الخصوص أما النساء فيطلبن شفط الدهون من الجسم بأكمله دون استثناء، من الذقن حتى أخمص القدمين، وشفط الشحم يتم بالليزر ولا يسبب أي ألم يذكر للمريض، كما أن الثقب الذي يجرى لعملية الشفط لا يتجاوز 5 ملم في المنطقة المطلوب شفطها، وهناك تقيد عالمي لشفط الدهون حتى لا تترافق العملية مع نسبة خطورة عالية وهي أن لا تتجاوز كمية الدهن 5 كيلوغرامات. هل هناك عمليات تجميل أخرى تعرف إقبالا كبيرا خصوصا من طرف الفتيات على عيادات الأطباء جراحي التجميل؟ العملية الثانية الأكثر إقبالا على عيادة مختصي الجراحة التجميلية بعد شفط الدهون تتعلق ب "تكبير وتصغير الثديين" وخصوصا عملية تكبير الثديين وتتم العملية كذلك بواسطة تخدير محلي موضعي ودون ترك أي أثر لأن العملية تتم عبر ثقب صغير لا يتعدى مليمترين ، ونحصل على نتيجة طبيعية مئة في المئة ، والثدي يلعب دورا هاما في إحساس المرأة بأنوثتها ولذلك تجدها تبحث عن السبل لجعله أكثر جاذبية وإثارة، فالثدي معرض للترهل بسبب عوامل منها وراثية، والرضاعة والتقدم في السن...ومن دواعي إجراء العملية تعويض الحجم المفقود من الثديين ويستعمل "السيليكون" كمادة تعويضية في حالات تكبير حجم الثديين، حيث يتم إدخال هذه المادة تحت أنسجة الثدي ثم يتم حقنها بمحلول ملح كلورايد الصوديوم. ألا يؤدي ذلك إلى انعكاسات على صحة المرأة؟ لم يثبت علميا أي انعكاس سلبي على صحة النساء اللواتي خضعن للعملية، كما أن تكبير حجم الثديين لا يؤثر على المناطق الحساسة في الثدي كالحلمة وبالتالي لا تفقد الفتاة إحساسها باللذة عند المداعبة بعد العملية. في السنوات الماضية كانت النساء في المغرب تعانين من الصدر المكتنز، وكان مشكل المرأة هو الثدي الكبير والضخم، لكن الآن أصبحت الفتيات تعانين من الثدي الصغير الحجم وأصبحت الموضة هي امتلاك ثديين كبيرين لذلك نجد أن العديد من الفتيات يلجأن إلى عيادات التجميل من أجل تكبير الثدي، وهناك نساء يأتين طلبا لتصغير الثدي، وعملية تصغير الثدي تتم عن طريق شفط الدهون الزائدة منه. وماذا عن الأثمنة المحلية مقارنة مع الأثمنة في الخارج؟ لا مجال للمقارنة، الأكيد أن الأثمنة المحلية أقل، وللأسف فإن الناس كانوا يظنون أن أثمنة جراحة التجميل باهضة لذلك فقد كانوا يتحاشونها، لكن بالعكس فالعمليات التجميلية تتم في نفس الظروف التي تتم فيها عمليات التجميل في أوروبا لكن بأثمنة أقل بكثير، وهذا طبعا ما جعل الطلب يتزايد علينا ليس فقط من طرف المغاربة بل حتى من طرف الأجانب من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وبعض الدول العربية، ...فإذا قارنا جراحة التجميل مع الجراحة العامة فالطبيب في الجراحة العامة يطالب بأتعابه دون أتعاب المصحة والأدوية... أما طبيب التجميل فيطالب بثمن واحد يشمل الجراحة والتطبيب والأدوية... ولذلك فالناس يظنون أن الثمن جد مكلف. أين يمكن أن نصنف الأطباء المغاربة وسط أطباء التجميل في العالم؟ الأطباء المغاربة في ميدان الجراحة التقويمية والتجميلية يحظون باحترام دولي كبير ولهم مكانة متميزة وسط الأطباء العالميين والمغرب رائد إفريقيا وعربيا في ميدان التجميل، فالمغاربة يعتبرون من الأطباء العالميين المرموقين في مجال جراحة التقويم والتجميل. هل الإمكانيات المتوفرة تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الذي يعرفه القطاع دوليا؟ الإمكانيات المرصودة تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الدولي، والعيادات والمصحات المغربية تتوفر حاليا على أحدث التجهيزات الضرورية المتوفرة دوليا، فأغلب أطباء الجراحة التجميلية قد تكونوا في أوربا وأمريكا وهم دائما على اطلاع على جديد عالم التجميل، فجراحة التجميل لا تستدعي إمكانيات لوجيستيكية كبيرة لأن المهم فيها هو تجربة وحنكة الطبيب الجراح، فباستثناء الليزر وبعض المعدات البسيطة فإن اللوازم لا تستدعي إمكانات كبيرة لإجراء العملية عكس العمليات الأخرى. هل صحيح أن هناك بعض العمليات التي تجرى في مناطق حساسة من الجسم والتي عرفت إقبالا كبيرا من طرف المغاربة وأقصد عمليات إطالة قضيب الذكر وتضييق فرج الأنثى؟ نعم هناك طلب على هذا النوع من الجراحة كتطويل القضيب، وتضييق الفرج لكن ليس بنفس الحدة في أوروبا، وأحيانا هناك رجال غير متزوجين ونساء غير متزوجات يطلبون ذلك، وفي حالات أقل تحضر نساء صحبة أزواجهن وهذا نادر. إن تجميل وتضييق المهبل يضفي متعة جنسية جديدة للزوجين، حيث يتم تضييق جدران المهبل جراحيا ويمكن للسيدة التي خضعت للعملية أن تمارس الجنس بشكل عادي وبمتعة أكثر بعد أسابيع قليلة بعد العملية، إلا أنه يجب التذكير بأن العملية ليست حلا للبرود الجنسي لأن نجاحها يفترض وجود الرغبة الجنسية. وماذا عن عملية ترميم بكارة الأنثى...؟ (مقاطعا) هذا النوع من العمليات للأسف موجود لكنني شخصيا لا أقوم بإجرائه ، وأعتقد أن أطباء النساء والولادة هم الذين يقومون بهذا النوع من العمليات رغم أنه وحتى أخلاقيا غير مستحب. مارأيك في بعض الأطباء غير المتخصصين ورغم ذلك يقومون بإجراء عمليات تجميل، وقد لا حظنا أن ذلك ترتبت عنه حالات وفاة؟ فعلا، هذا مشكل كبير ويخلق مشكلا للعامة وحتى بالنسبة لأطباء التجميل، فليس هناك وعي لدى العامة بأن هناك طبيبا مختصا في التجميل هو وحده الذي يملك الحق في إجراء عملية التجميل، فالطبيب المختص في الجلد مثلا لا يعني ذلك أنه مختص في تجميل الجلد فهو مختص في الأمراض الجلدية وليس في التجميل المتعلق بالجلد....المشكل في المغرب هو أن الطبيب المختص في مرض الجلد مثلا يقوم بجميع جراحات التجميل المتعلقة بالجلد، والطبيب المختص في الأنف والحنجرة يقوم بجميع العمليات المتعلقة بالأنف والحنجرة وبالوجه بصفة عامة بما في ذلك الجراحة التجميلية، والطبيب المختص في الحمل والولادة يتطاول على الجراحة التجميلية المتعلقة بالبطن والثدي بعد الولادة، وهكذا...فالعامة عندما يقرأون في "يافطة" الطبيب "طبيب مختص في الأنف والحنجرة والتجميل"، فهم يظنون أنه مؤهل لإجراء عملية التجميل، ونحن ليست لنا أية وسيلة لنضع حدا لهذه الأمور خصوصا وأن التجميل في المغرب لم يعرف الإنتعاش سوى في السنوات القليلة الماضية، فعندما تسمع بأن فتاة توفيت لأنها أرادت أن تقوم بعملية التجميل فهذا يترك أثرا سيئا لدى الناس للأسف ويجعلهم يفكرون ألف مرة قبل زيارة مختص في التجميل. هل تشكل عمليات التجميل خطرا على الزبناء؟ وهل يمكن أن تجرى في العيادة؟ أريد أن يفهم العامة أن جراحة التجميل جراحة عادية كباقي الجراحات العامة الأخرى، فطبيب الأسنان الذي يجري جراحة على الأسنان مثلا أو أي جراحة أخرى تكون هناك نسبة مجازفة، وكذلك بالنسبة للتجميل.... وعملية التجميل يجب أن تجرى في مصحة وليس في عيادة، لأن المصحة تحتوي على غرفة للعمليات بها كل المستلزمات الضرورية، ويجب قبل العملية القيام بمجموعة من التحليلات وأخذ عينة من الدم، واتخاذ كل الاحتياطات والتدابير، لأنه بعد ذلك حتى إن حدث شيء فأنت تملك من الوسائل ما يخول لك التدخل. هل نتائج عمليات التجميل تبقى مدى الحياة..؟ عامل السن يبقى مؤثرا أساسيا في عمليات التجميل، فبعد العملية ومع مرور السنين قد يتأثر الجسم ويترهل الثدي والبطن، إذ لا بد أن يقع التغيير لذلك لابد من تكرار العملية كلما تكرر التشويه، الطبيب المختص بالتجميل ضروري للأسرة، ويجب أن نشرح للمريض مدى حدود نجاح عملية ما، فمثلا عملية تجميل الأنف أو الأذن التي قد توافق "لينا " لن توافق بالضرورة وجه "ليلى"، وهكذا... فالمختص في التجميل هو الذي يستطيع تحديد الأماكن التي يجب أن يطالها التغيير، فيحدث كثيرا أن تحضر يافعات صور لنجمات غناء مثل "إليسا"، "نانسي" ونجمات هوليود ويطالبن بالحصول على نفس قوامهن ووجوههن وهذا خطأ، ويجب أن نشرح لهن مدى محدودية العمليات الجراحية التجميلية التي قد تناسبهن وأن نحدد نسبة النجاح، لأن دور الطبيب المختص في التجميل هو تهييء الزبونة نفسيا لتقبل النتائج ورسم معالم حدود هذه النتائج قبل العملية.