في استغلال خطير لقرار الحكومة القاضي بمنح الأرامل دعما بألف درهم شهريا، سجلت الجريدة بمدينة طنجة قيام مسؤولي وموظفي جمعية العون والإغاثة، الذراع الخيري لحزب العدالة والتنمية ، بالاتصال المباشر بالأرامل في العديد من الأحياء بالمدينة، وبصفة خاصة بكل من مقاطعتي بني مكادة ومغوغة، قصد دفعهن لإعداد ملف الاستفادة من الدعم الحكومي، عبر تسليمهن ورقة مبين بها قائمة الوثائق الواجب توفيرها، مستغلين في ذلك قاعدة البيانات التي تتوفر عليها الجمعية لآلاف الأسر المعوزة التي تستفيد من خدماتها الخيرية. وينتهز مسؤولو الجمعية فرصة الاتصال المباشر بالأرامل لتسويق هذا القرار كإنجاز شخصي لعبد إلاله بنكيران و لحزب العدالة والتنمية، في مخطط مدروس بعناية لترسيخ صورة التماهي بين مؤسسات الدولة والحزب الحاكم. المثير في الأمر هو التساهل الذي تبديه مصالح الإدارة الترابية إزاء ترامي الجمعية على اختصاصها، باعتبارها- أي الادارة - هي المسؤولة قانونيا عن تنزيل القرار الحكومي، مما يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التغاضي، والحال أنها تدرك جيدا أن الجمعية تقوم بتسويق هذا القرار كمنجز خاص بالحزب الحاكم. العديد من الفعاليات المدينة عبرت، في تصريح للجريدة حول الموضوع، عن امتعاضها من توظيف قرار حكومي في حملة انتخابوية سابقة لأوانها، مستنكرة الاستغلال المريع للفقر والعوز المنتشر بين فئات عريضة من المجتمع المغربي لتوسيع القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، خاتمة تصريحها بتحميل الإدارة الترابية كامل مسؤوليتها لوضع حد لهذا الركوب الانتهازي على إرادة الدولة، المعلن عنها منذ سنوات ضمن استراتيجية وطنية لتقليص حدة الفقر والهشاشة بالمغرب، معتبرة أي تلكؤ في التصدي لهذا الانزلاق الخطير مداهنة للحزب الحاكم، وتمهيدا للطريق أمامه لاكتساح الانتخابات القادمة. يذكر أن جمعية العون والإغاثة هي أكبر جمعية خيرية بالمغرب، لها علاقات وثيقة بهيئات وشخصيات من دول الخليج، حيث تتلقى منهم هبات بملايين الدراهم سنويا، وتعتبر القوة الضاربة لحزب العدالة والتنمية بطنجة، ولذلك فهي تحظى بمتابعة شخصية من طرف عبد الإله بنكيران، لدرجة أنه لم يتردد، في كلمة وجهها لأطر حزبه بالمقر المركزي للحزب بالرباط يوم 21 دجنبر المنصرم، في الإشادة بالمجهود الذي تبذله نعيمة بنيعيش المرأة النافذة بجمعية العون والإغاثة، والداعية الإسلامية الشهيرة بالقناة السادسة، مخبرا الحاضرين أن الجمعية تكفل اليوم ثلاثة آلاف يتيم بمدينة طنجة، معتبرا ذلك نصرا من الله، داعيا مسؤولي حزبه الى الاقتداء بأدائها.