تسارع مصالح الأمن بمراكش الزمن لفك خيوط الاعتداء المثير الذي تعرض له محمد المديوري، الحارس الشخصي للراحل الحسن الثاني، ظهيرة يوم الجمعة 17 ماي الجاري بالقرب من مسجد الأنوار بشارع علال الفاسي بمراكش. وأوضح مصدر أمني أن المحققين قد استمعوا في محضر رسمي لتصريحات محمد المديوري في شأن الاعتداء الذي تعرض له، مضيفة أن الأبحاث تعرف تقدما في اتجاه تحديد هوية منفذي هذه العملية المثيرة بحكم طابعها الاستعراضي الذي نفذت به، والمتمثل في اختيار توقيت يعرف فيه مكان التنفيذ تواجدا بشريا مكثفا بسبب توافد المصلين على المسجد لأداء صلاة الجمعة. ونفى مصدرنا أن يكون منفذو العملية قد سطوا على سيارة من نوع ” رونج روفير” تعود لمحمد المديوري، موضحا في هذا الصدد أنهم بعد تعنيفهم لسائقه، انتزعوا منه مفاتيح السيارة قبل أن يغادروا المكان، مرجحا أن يكون ذلك بسبب رغبتهم في الحيلولة دون اللحاق بهم. وأكد مصدرنا أن المحققين استمعوا لشهادات عدد من الأشخاص الذين تزامن حضورهم بالمكان مع لحظة تنفيذ العملية، وفي مقدمتهم حراس السيارات الذين عاينوا الواقعة عن قرب، فيما تحدثت مصادر أخرى عن إيقاف شخصين يشتبه في ارتباطهما بالواقعة. وبخصوص تفاصيل تنفيذ عملية الاعتداء، تشير المعلومات المتوفرة إلى أن حراس السيارات العاملين بالقرب من مسجد الأنوار، أكدوا تواجد المجموعة المنفذة قبل أسبوع بنفس المكان تزامنا مع صلاة الجمعة، قبل أن يعودوا أسبوعا بعد ذلك، لتنفيذ العملية، وتؤكد المعطيات المتوفرة أن المنفذين كانوا على متن سيارة من نوع “داسيا” مرقمة ب أ 8 ، ووصلوا إلى المكان قبيل وصول الشخص المستهدف. حيث أنه بمجرد وصول المديوري وترجله من سيارته، تعقبه أحدهم أولا، وأشهر سلاحا ناريا في وجهه، قبل أن يوجه له لكمات سريعة، وعندما تنبه سائق المعتدى عليه إلى الواقعة، حاول التدخل، لكن الأفراد الآخرين عرقلوه وعملوا على تعنيفه، منتزعين منه مفاتيح السيارة، ليلوذوا بالفرار. وحاول اللحاق بهم، لاستعادة المفاتيح، متمسكا بسيارة المعتدين لأزيد من خمسة أمتار قبل أن يلقوا به، ويغادروا إلى وجهة غير معلومة. وقالت مصادر قريبة من التحقيق أن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، قد انتقلوا إلى مقدر إقامة محمد المديوري، واستمعوا إليه من أجل استيفاء معلومات دقيقة حول النازلة. وفي الوقت الذي رجحت فيه بعض المصادر أن تكون العملية موقعة من قبل عصابة مختصة في تعقب وسرقة السيارات الفارهة، والتي تكاثرت الشكايات بصدد عملياتها في الآونة الأخيرة، أوضحت مصادر أخرى أن المعلومات المستقاة ميدانيا من قبل فرق البحث، تشير إلى عملية تصفية حسابات على خلفية معاملات مالية، وأن الطريقة الاستعراضية التي نفذت بها في واضحة النهار، وأمام مرأى حشود المصلين، والتي يظهر أن المنفذين تعمدوا فيها إثارة الانتباه، تؤكد أن المقصود منها إيصال رسالة إلى المستهدف.