توجه يوم الاربعاء الماضي العشرات من ساكنة جماعة تديلي قيادة اغرم نوكدال في مسيرة احتجاجية الى مقر عمالة ورزازات. وذلك احتجاجا على الحيف الذي لحقهم وعدم الاكتراث بهم من طرف السلطات المحلية والمركزية. نتيجة ما خلفته الفيضانات الاخيرة. وحسب مصادر من عين المكان، فان هذه الجماعة التي تتشكل من 56 دورا، جلها محاصرة بالفيضانات، إذ أدت الامطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة الى انهيار العشرات من المنازل، ففي بعض الدواوير، تقول ذات المصادر لجريدة "الاتحاد الاشتراكي"، انهار 30 منزلا بالتمام والكمال فتحولت بعض الدواوير الى خراب كامل. هذه المأساة الحقيقية التي يعيشها سكان هذه الجماعة القروية انضافت إليها مأساة أخرى تمثلت في عدم زيارة أي مسؤول لهم. إذ لم يتوصلوا بأية إعانات لحد الساعة ومازالوا محاصرين يواجهون قدرهم لوحدهم. بسبب الطرق المقطوعة التي هي الاخرى غير معبدة رغم الشكايات العديدة والمتعددة التي بعثوا بها الى المسؤولين بمختلف أشكالهم. مخلفات الفيضانات أتلفت آلاف الهكتارات من الاراضي المزروعة كما أتت على الاغراس ولم ينج التلاميذ من هذه المأساة، حيث قاطعوا الدراسة مجبرين لحد الساعة. وحسب مصادر من عين المكان، فإن الاسر والعائلات التي تقدر بالعشرات، إن لم نقل المئات، تعيش في العراء. والمحظوظون من هؤلاء المواطنين من وجد ركنا له في المساجد والمدارس. فحتى الخيام والإعانات التي تناقلتها وسائل الإعلام والموجهة لبعض المتضررين، لم تصلهم وحمل المواطنون المسؤولية في هذه المأساة المضاعفة الى الحكومة والسلطات هناك التي لم يجتهد أي مسؤول منها لزيارتهم لحد الساعة. ومن جهة أخرى، خلفت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على إقليمأزيلال السبت الأخير خسائر فادحة لسكان هذه المنطقة. فقد جرفت المياه الغزيرة التي تجمعت بوادي قرية أيت بوكماز منتوج التفاح الذي تم قطفه وتخزينه من أجل بيعه للتجار الذين تأهبوا لتزويد الأسواق المجاورة بتفاح هذه المنطقة المعروف بجودته . وصرح أحد الفلاحين المتضررين عبر الهاتف بأنه خسر كل ما كان يملكه هذه السنة باستثماره لجميع أمواله في إنتاج التفاح . وقدر ذات المصدر بأن الخسائر قد تفوق ملايين السنتيمات بالنسبة لجميع الفلاحين . كما تسببت المياه الجارفة في انهيار العديد من الدور القديمة وجدران بعض الساحات، سواء بايت بوكماز المركز أو دواري الرباط و إباقلون. و طبعا لا يعلم هؤلاء الفلاحين أي شئ عن ما يسمى بالتأمين الخاص بالفلاحين لأنهم لم يستفيدوا قط من ذلك ، علما بأن التأمين الذي خصص للفلاحين في إطار مواكبة برنامج المغرب الأخضر لا يشمل الخضر والفواكه . ويضيف مصدرنا بأن العديد من الرحل فروا من سقوط الثلوج بأعالي جبال الأطلس الكبير ليقعوا في محاصرة المياه الجارفة لفيضانات وديان منطقة إملشيل وأيت عبدي، مستغنين عن بعض ماشيتهم التي نفقت بسبب الفيضان والبرد القارس . وطبعا سكان هذه المناطق لم يسمعوا لحد الساعة عن لجنة اليقظة التي تم تكوينها على المستوى الوطني لمواجهة هذه الفيضانات وما تسببه للسكان من خسائر في الأرواح أو الممتلكات .