اسفر تدفق المياه بغزارة من سد القنصرة بضواحي سيدي سليمان عن فيضانات، حولت مساحات شاسعة بالغرب إلى مناطق منكوبة، كما أن تهاطل الأمطار بغزارة ساعد على هدم المزيد من المساكن وعلى الرفع من عدد المنكوبين. وإذا كانت مصادر حسنة الاطلاع قد أفادتنا بأن علو المياه فوق حاجز سد القنصرة زاد عن المتر ، فإن توقع تساقط المزيد من الأمطار زاد من مخاوف السكان ، كما أن انتشار شائعات بفتح قنوات للسد لتفادي انهياره أسفر عن خلق حالة من الذعر والسخط في أوساط المتضررين والمهددين بالفيضانات. وإلى حدود زوال أمس، كانت السلطات المحلية بمساعدة المنتخبين والمحسنين قد حولت الكنيسة إلى ملجأ يأوي مؤقتاً أكثر من 300 متضرر، في حين أن المتضررين من دواوير اولاد الغازي وهداوة والشويردة والغلالتة تظاهروا بشكل تلقائي أمام مقر البلدية وطالبوا بإعانتهم على تجاوز المأساة التي تسببت فيها فيضانات السد. وتفيد أولى المعطيات المحصل عليها من باشا المدينة أن نسبة امتلاء سد القنصرة بلغت 114% وإلى أن حوالي 75 داراً في سبع مناطق بالأحياء الغربية، وبضفتي الواد تعرضت للانهيار بفعل السيول، في حين أفادت مصادر غير رسمية أن حوالي 50 داراً من المساكن المبنية بالطين في اولاد الغزي تهدمت. كما أن حوالي 30 داراً من مساكن حي خريبكة المجاورة لمجرى وادي بهت غمرتها المياه. أما بالنسبة للقناطر فقد ظلت مفتوحة أمام حركة السير. المأساة التي يعاني منها سكان مدينة سيدي سليمان، مست كذلك دواوير العوابد والنبيكات. كما أن دواوير البكارة والنشاونة عانت من فيضان وادي ردم في حين أن جماعة الحوافات تعرضت لفيضانات سبو ونفس الشيء بالنسبة لسكان بومعيز والمساعدة الذين تكبدوا خسائر فادحة، بفعل فيضان القناة الرابطة بين سبو وبهت. أما سكان تيهلي فكانوا بدورهم ضحايا وادي تيهلي الذي ظل جافا طوال عدة سنين. ومعلوم أن سد القنصرة كان قبل حوالي أسبوعين قد امتلأ عن آخره، وحينها بادرت السلطات المعنية إلى تقليص نسبة امتلائه إلى حوالي 94% ومع أن منسوب المياه بوادي بهت ظل مرتفعاً عن المعتاد إلا أن الاجراءات المتخدة لم تكن كافية لتفادي الفيضانات أو الحد من مخاطرها، وبعد أن توقعت المصالح الجوية تهاطل المزيد من الأمطار إلى حدود يوم السبت المقبل فإن حالة الهلع التي سادت بمنطقة الغرب أصبحت تقتضي المزيد من المجهودات لطمأنة الرأي العام وللوقوف إلى جانب المنكوبين. والملاحظ أن ما قام به المجلس البلدي لسيدي سليمان في مجال إعادة بناء مجاري المياه والواد الحار، حال دون تحويل مناطق شاسعة من المدينة إلى برك مائية، ودون انهيار المزيد من المساكن. والمثير للانتباه أن تزامن الفيضانات مع قرب موعد الانتخابات لا يشجع على جلب الدعم والمساعدة من كافة الأطراف، وخاصة منها الجهات السياسية التي تتخوف من تأويل عملها الإحساني والتطوعي إلى نشاط ذي بعد انتخابي.