أسفر تزامن فيضان نهر سبو، ابتداء من ظهر يوم السبت الأخير مع فيضان نهري بهت وورغة عن تحويل الغرب إلى منطقة منكوبة، وهذا التزامن الذي لم يسبق له مثيل حول العديد من الدواوير والأحياء بكل من سيدي سليمان والقصيبية وبومعيز والمساعدة واولاد احميد ولشهب والحوافات وسيدي عبد العزيز والدواغر إلى مناطق منكوبة ، اضطرت معها مختلف وسائل الوقاية إلى اعتماد المراكب المائية «الزودياك» كوسيلة لا بديل عنها لإغاثة سكان، منهم من يقيم في مناطق رملية بعيدة بعدة كيلومترات عن مجرى الواد. فبعد أن امتلأت سدود الوحدة والقنصرة وادريس الأول عن آخرها تحولت مختلف المجاري بما في ذلك واد تيهلي وقنال بومعيز وقنوات الربط والتهيئة إلى منافذ مائية تزيد من سرعة تحويل المساكن والأراضي الفلاحية إلى برك مائية تتوفر فيها كل شروط زراعة الأرز عوض الحبوب والقوق والبرسيم. ومع مر الساعات ازدادت هموم المتضررين وتعاظمت المخاوف، إذ شوهدت المراكب المائية وهي تغيث مساء أول أمس العديد من سكان حي خريبكة، كما أن ارتفاع منسوب وادي بهت من جديد أسفر ابتداء من مساء يوم السبت عن تهديم حوالي 30 منزلاً بدوار لشهب بضواحي سيدي سليمان، وعن إفراغ عدة مساكن بالأحياء والدواوير المجاورة للوادي كدوار الوركة واولاد احميد والنبيكات والرزاكلة. وإذا كانت الفيضانات قد قطعت جل الطرق المؤدية إلى الدواوير المنكوبة، فإن الزحف المستمر للمياه صار يهدد بتجاوز دوار زهانة وقطع الطريق بالقرب من مقهى البرادي، بل إنه أسفر عن إنشاء واد جديد بين سيدي موسى بن حسين ودوار الوركة بالقرب من السد القديم «الباراج» وقد بلغ مجراه الطريق المؤدي لاولاد احميد. في نفس السياق أسفر فيضان وادي سبو عن إغراق حوالي 10 آلاف هكتار باولاد احسين وسيدي عبد العزيز بالمياه، وعن إغلاق طريق الخنيشات عند قنطرة سيدي عبد العزيز. أما بالمنسبة للمناطق التابعة لعمالة سيدي قاسم، فإن فيضانات سبو ألحقت أضراراً بليغة بالمساكن والممتلكات في كل من الحوافات واولاد عمران والحميديين واحجاوة واولاد حليمة والبلغيتيين ودوار الدخلة والعزيب والحاج عدي بالقرب من الطريق المؤدي إلى طنجة. وإلى حدود يوم السبت 6 فبراير، كانت الفيضانات والأمطار قد غمرت حوالي 20 ألف هكتار، منها حوالي 14 ألف هكتار مزروعة بالحبوب وحوالي 2700 هكتار بالبرسيم و 1200 هكتار بالحوامض، غير أن تزامن الفيضانات مع تهاطل الأمطاربغزارة طيلة الأسبوع المنصرم، جعل العديد من الفلاحين يتوقعون أن ترتفع المساحة المتضررة إلى 30 ألف هكتار ، ودفع بالعديد من الدواوير المهددة بالفيضانات إلى الاعتماد على إمكانياتهم الداتية لإقامة حواجز واقية. معاناة المنكوبين حولت منطقة سيدي سليمان بأكملها إلى منطقة منكوبة، إذ أن تعدد الطرق المقطوعة حال دون استفادة جل الناجين من جني محاصيلهم وبيعها وبذلك تقلص مستوى تموين الأسواق المحلية وبتقلصه ارتفعت الأسعار رغم تدني جودة المعروض من الخضر والحوامض التي تشتهر المنطقة بإنتاجها كالقوق والحوامض، ويرى بعض المتتبعين أن جزءاً كبيراً من محصول البرتقال من صنف «نافيل» تعرض للضياع لمجرد أن الوسطاء كانوا يتوقعون كسب المزيد من الأرباح إن هم أجلوا موعد جنيه، ولكن الفيضانات والأمطار والرياح أدت إلى سقوطها من الأشجار في وقت يستحيل فيه الوصول إليها بفعل كثرة الأوحال وانقطاع الطرق. لقد توقعت الأرصاد الجوية جواً صحواً خلال الأيام المقبلة، ولكن السكان يتوقعون استمرار معاناتهم من الفيضانات لأن السدود الثلاثة التي تصب بمياهها في المنطقة ممتلئة عن آخرها ولم يعد بإمكانها التحكم في المياه التي ستصل إليها بغزارة عقب ذوبان الثلوج.