خلفت الأمطار المتهاطلة في مناطق مختلفة من المغرب، 24 قتيلاً في ظرف أسبوع واحد، فيما أسفرت فيضانات الغرب عن ترحيل ما يزيد عن حوالي2000 نسمة بمناطق الخطر بسيدي سليمان وعن غرق 2252 منزلا بالكامل وتضرر 328 منزلا آخر. أما في وسط المغرب وشرقه، فقد أغرقت الأمطار ما يزيد عن 300 منزل، فضلاً عن تضرر 80 ألف هكتار من مجموع الأراضي الزراعية بالغرب البالغة 380 ألف هكتار.. هذه الوضعية التي تضمنها البلاغ الصادر يوم السبت الأخير عن وزارة الداخلية، أكدها ممثل المنطقة في مجلس النواب الأخ عبد الواحد الراضي، إذ تبين له من الزيارات التي قام بها إلى مختلف المناطق المتضررة ، بما في ذلك القصيبية وبومعيز والمساعدة، وكذلك من تتبعه لتطور الأوضاع أن الفيضانات تزيد باستمرار من عدد الضحايا وآخر ما سجله حتى زوال أمس يدعو إلى المزيد من الحيطة والحذر، ومن تقوية علاقات التضامن الشعبي التي تعززت يوم السبت بالمبادرات الطوعية التي جعلت العديد من الأسر توفر الأكل الكافي لمجموعة من السكان المنكوبين في دوار الدواغر للايطو. أما بالنسبة للإجراءات العملية التي يتطلبها إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقد دعا عبد الواحد الراضي إلى التركيز الآن على تكثيف مبادرات الإنقاذ والدعم مع تقييم حجم الخسارات ووضع مخطط لإعادة البناء في إطار تضامن وطني. ورغم ما تسببت فيه التقلبات الجوية من وفيات في مناطق مختلفة من المغرب، فإن ما تم إنجازه في سيدي سليمان على مستوى التجهيز بمجاري الواد الحار ، حال دون تسجيل انهيارات المساكن ودون ارتفاع عدد القتلى بها. إذ أن الإخبار المبكر بفيضان الوديان يساعد على إفراغ المساكن قبل حلول المخاطر بينما تجمع مياه الأمطار في برك وسط الأحياء السكنية يساعد على تردد حالات الانهيار بدون سابق إنذار. وبالفعل فإن فيضان وادي سبو ابتداء من زوال يوم الجمعة الأخير، أدى إلى الرفع من عدد المنكوبين بمنطقة الغرب وإتلاف المزيد من المحاصيل الزراعية، وبعد أن تزامن فيضان سبو مع فيضان كل من بهت وورغة، فإن هذه الحالة التي وصفت بالاستثنائية ساهمت في توسيع رقعة المناطق المنكوبة، وفي رفع رفع مستوى الخسارات إلى ما يفوق بكثير ما تضمنته الإحصائيات الرسمية الواردة في بلاغ وزارة الداخلية. وإلى حدود صباح أمس، واصلت مياه الفيضانات سيولها وزحفها نحو المزيد من الدواوير والحقول الزراعية. وبعد أن أسفرت عن قطع العديد من الطرق، بما فيها الطريق المؤدية إلى طنجة وخط السكك الحديدية، فإن هول الكارثة لم يخفف منه إلا مستوى التضامن الشعبي التلقائي الذي شكل دعامة قوية لمختلف أشكال الدعم الحكومي، سواء على مستوى إغاثة من حاصرتهم المياه أو على مستوى توفير أمكنة للإيواء والإطعام والعناية بالأطفال.