أودت الفيضانات الأخيرة التي همت مجموعة من المناطق، لاسيما منطقة الغرب وسوس ماسة درعة، مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا، آخرها وفاة شخصين ببني فراسن وبورد بإقليمتازة، بعدما جرفتها مياه الأمطار. وكذا وفاة شخص ثالث في سيدي سليمان، نتيجة صعقة كهربائية، إضافة إلى الخسائر التي ألحقتها المياه بعدد من الممتلكات، بعدما غمرت العديد من الأحياء بعدد من المدن، وهدمت أخرى بمناطق متفرقة، كما ألحقت الفيضانات خسائر مهولة في القطاع الفلاحي، إذ غمرت المياه أراضي فلاحية شاسعة، لا سيما بمنطقة الغرب، قدرت مساحتها بأزيد من 110 ألف هكتار، ويسود قلق الآن في أوساط الفلاحين، بعدما أتت الفيضانات على المحصول الزراعي لهذه السنة، وتلكؤ الجهات المعنية في تقديم الدعم والمساعدات للتقليل من حجم الخسائر. وكانت منطقة سيدي سليمان أكثر المناطق تضررا جراء فيضان وادي بهت الذي يعبر المدينة. إذ غمرت المياه أحياء خريبكة والورغة أولاد موسى والشويردة، كما غمرت مياه سد الكنزرة مجموعة من الدواوير بجماعة بومعيز وولاد احسين، وحاصرت السكان لأزيد من ثلاثة أيام، دون أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية من الوصول إليهم، وعلى الرغم من تحسن أحوال الجو ابتداء من يوم الثلاثاء، فما تزال أوضاع الساكنة المنكوبة تزداد سوءا بسبب عدم قدرة السلطة المحلية على تغطية جميع المناطق المتضررة وتقديم المساعدات اللازمة للمنكوبين، خاصة الغذاء والأغطية. وفي السياق ذاته، أفادت السلطة المحلية، الإثنين، أنه تم توزيع مواد غذائية بواسطة مروحيات على عدة قرى بإقليميسيدي قاسموسيدي سليمان غمرتها فيضانات نهري سبو وبهت. وأوضح المصدر ذاته أن مروحيتين وزعتا مواد غذائية على حوالي ألفي أسرة بالجماعة القروية أولاد احساين (إقليمسيدي سليمان) التي أصبحت معزولة بسبب السيول. وبالموازاة مع ذلك قامت مراكب وقوارب زودياك تابعة للقوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية بإجلاء الساكنة من القرى التي غمرتها المياه من أجل نقلهم على متن شاحنات إلى مراكز الاستقبال. وأشارت السلطات المحلية إلى أنه من المتوقع أن تتحسن الوضعية بإقليمسيدي سليمان نتيجة الانخفاض التدريجي لنسبة تدفق المياه من السدود الذي انتقل من ثلاثة آلاف متر مكعب في الثانية إلى ألف متر مكعب في الثانية حاليا، مؤكدة عدم حدوث خسائر في الأرواح. غير أن الوضع قد يتعقد بالجماعة القروية ماغران (25 كلم شمال القنيطرة) التي تقع بملتقى نهري سبو وبهت، بسبب المياه التي تغمر المنطقة.