لقي خمسة أشخاص حتفهم بكل من ضواحي مدينة أكاديروتازة، بعدما جرفتهم مياه الأمطار التي تهاطلت بغزارة منذ بداية الأسبوع الجاري، فقد أكد مصدر لالتجديد أن سيدتين ورجل لقوا مصرعهم بجماعة إضمين إداوتنان ضواحي إقليمأكادير، بعدما جرفتهم المياه بأحد أودية المنطقة، ولم يتم العثور على جثتهم إلى غاية كتابة هاته السطور، كما أكد شاهد عيان لالتجديد أن مياه الأمطار العاصفية في الطريق الرابطة بين أكادير ومراكش، وتحديدا في المنطقة المعروفة بفم الجرانة جرفت أمس سيدة كانت على متن سيارة رفقة أفراد أسرتها، ولم تفلح محاولات الابن في إنقاذ والدته بحكم قوة المياه، ففارقت الحياة غرقا. وعقب وقوع هذا الحادث المفجع الذي خلف استياء عميقا لدى الحاضرين، هرع إلى عين المكان رجال من الوقاية المدنية والسلطة المحلية للسيطرة على الوضع الذي وصفه شهود عيان بالكارثي، مما صعب عملية تنقل السيارات بحكم مخلفات المياه التي جرفت معها الأوحال والأحجار المتساقطة من الجبال المتاخمة بالطريق المذكورة. وفي السياق ذاته، قضت سيدة أخرى حتفها غرقا يوم الثلاثاء 22 دجنبر 2009 ؛ بعد أن جرفتها المياه المصحوبة بالأوحال نتيجة فيضان وادي لحضر إثر التساقطات المطرية الغزيرة التي ما زالت تتهاطل على منطقة تازة، والضحية التي تبلغ 30 عاما تنحدر من الجماعة القروية الطايفة (دائرة تايناست) جرفتها مياه الفيضانات عندما كانت تحاول عبور وادي لحضر، وقد تم انتشال جثة الضحية ونقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى ابن باجةبتازة. هذا، وقد تسببت الأمطار العاصفية الغزيرة التي تهاطلت على مدينة أكادير طيلة يوم أمس الخميس في تسرب المياه لعدد من المنازل والمرافق والمحلات التجارية، مما نتجت عنه خسائر متفاوتة، وأدت إلى اضطرابات متفرقة في حركات السير والحركة العادية للمواطنين في عدد من أحياء المدينة خاصة تيكوين، القليعة، بنسركاو، وانزا. وأدت إلى خسائر خفيفة نتيجة ارتفاع منسوب مياه بعض الأودية. هذه الوضعية حتمت على الجهات الوصية اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير من خلال تشكيل خلية للتنسيق بين مختلف المصالح المعنية لليقضة والسهر على التتبع الدقيق للوضع واتخاذ الإجراءات الاحترازية في هذا الإطار. وفي السياق ذاته، تحول عدد من المناطق والأحياء بالمدينة إلى ما يشبه بركا مائية على خلفية الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه بعض الأدوية التي تقطع المدينة وخاصة واد الحوار وواد الغزوة، وهو ما جعل حركة السير مقطوعة في عدد من المدارات والمقاطع الطرقية، وتسببت بالمقابل في إلحاق أضرار بعدد من المحلات والمراكز التجارية كما هو الشأن بالنسبة لمركز الصناعة التقليدية أيت سوس الذي أتلفت عددا من محتوياته، وهو ما جعل مستغليه يستغيثون بالجهات الوصية لإنقاد ما يمكن إنقاده. في موضوع ذي صلة، شردت أزيد من 50 أسرة بمنطقة إنزكان نتيجة تسلل المياه إلى منازلها المتاخمة لواد سوس، مما ألحق أضرارا ببعضها وسقوط بعضها الآخر، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى إيوائها بمركز تكوين المعلمين. هذا، وعلمت الجريدة، أن وكالة الحوض المائي قررت إفراغ حمولة سد مولاي عبد الله بعد بلوغ نسبة ملئه أزيد من 102 في المائة. وعلى الصعيد نفسه، أفادت مصالح ولاية جهة الغرب-الشراردة-بني احسن أن لجنة اليقظة الإقليمية التي تم تفعيلها بإقليمالقنيطرة، اتخذت مجموعة من الإجراءات الوقائية الضرورية لمواجهة انعكاسات التساقطات المطرية التي تشهدها الجهة. وأضاف المصدر ذاته أن الوضعية في الإقليم طبيعية، وأن السلطات المحلية قامت بحملة لفائدة السكان القاطنين بالقرب من الأودية لتحسيسهم بالمخاطر التي يمكن أن تنجم عن ارتفاع منسوب مياه الأودية. ومن جهته، سجل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب أن الإقليم عرف تساقطات مهمة بلغت في الفترة مابين 13 و23 دجنبر الجاري، 113 ملم، موضحا أنه منذ بداية الموسم الفلاحي سجل الإقليم تساقط 227 ملم من الأمطار مقابل 400 ملم خلال الموسم السابق. في سياق متصل، أكد العامل مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية خالد الزروالي، أنه تمت إعادة تفعيل اللجنة الوطنية لليقظة والتنسيق على إثر بث نشرة إنذارية متعلقة بأحوال الطقس يوم الجمعة الماضي. وأضاف أنه تمت أيضا إعادة تفعيل اللجان المحلية والإقليمية برئاسة الولاة والعمال لتنفيذ المخططات العملية التي تروم حماية السكان والممتلكات، ومساعدة الأشخاص المهددين أو المنكوبين. وحسب الزروالي، فإن الوضع مختلف عن السنة الماضية حيث ظلت بعض المناطق بدون كهرباء لبضعة أيام.