احتضنت الدارالبيضاء، مساء الخميس، إفطارا جماعيا حضره ممثلون عن الديانات التوحيدية الثلاث وشخصيات من آفاق فكرية مختلفة، في حفل حمل اسم «إفطار بصيغة الجمع»، توخى منظموه منه المساهمة في ترسيخ قيم السلم والتسامح والعيش المشترك. وجاءت هذه المبادرة، التي سهرت على تنظيمها للمرة الثالثة على التوالي جمعية (مغاربة بصيغة الجمع) والملعب الأولمبي البيضاوي، للاحتفاء بالثقافة المغربية كقاعدة مشتركة توحد جميع مكونات المجتمع المغربي، وتقاسم لحظات روحية من خلال لوحات موسيقية عبرت عن القيم المشتركة بين الديانات الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية). وتميز هذا الحفل بتكريم 14 شخصية مغربية اعترافا بالإسهامات التي قدمتها والجهود التي بذلتها من أجل النهوض بالثقافة المغربية والارتقاء بها، ومن أجل نشر القيم والمبادئ المرسخة لروح الوحدة الوطنية. وفي كلمة له بالمناسبة، اعتبر مستشار جلالة الملك أندري أزولاي أن هذه الأمسية الرمضانية تعد «استثنائية» لكونها تعبر عن «هذا التعايش والتناغم الكبير بين الأديان في المغرب»، مشيرا إلى أن «إفطار الليلة يمنح كل واحد منا فرصة الاحتفال والاعتراف وتقاسم لحظات نادرة وثمينة». وقال إن «الطعام الذي تقاسمناه اليوم بين مسلمين ويهود ومسيحيين هو رسالة قوية للعالم أجمع، ويدل على أن المغرب المتعدد قائم وموجود». وأضاف أزولاي أن «المغاربة واعون بأنهم أمة كبيرة ويمثلون حضارة عريقة تحترم قيم التسامح والإخاء والأسس الحضارية والهوية الثقافية للمملكة». ومن جانبه، أكد سفير الفاتيكان بالرباط فيتو رالو أن « اختلافاتنا تشكل جسرا للتقارب، ويبقى الحوار بين الأديان ضروريا لتحقيق هذا التقارب». وأبرز أن هذا الإفطار الجماعي يقدم لممثلي الديانات الثلاث فرصة اللقاء والتواصل والنقاش بخصوص مواضيع تحظى بالاهتمام المشترك، ومنها سبل النهوض بقيم التضامن والأخوة بين الجميع. ومن جانبه، أوضح رئيس الجمعية أحمد غياث أن هذه المبادرة هي إجابة واضحة لخطابات الكراهية والعنف، مسجلا أن «المغرب بلد جامع، يتعايش فيه المسلمون والمسيحيون واليهود بشكل يومي، وفي انسجام تام دون فوارق أو تمييز».