احتضنت القاعة الكبرى للنادي الاولمبي البيضاوي ، مساء أمس الأحد ، النسخة الخامسة من تظاهرة (إفطار بصيغة الجمع ) ، التي يلتئم فيها سنويا ممثلون عن الديانات السماوية الثلاث و دبلوماسيون علاوة على شخصيات من مشارب مختلفة تجمعهم الرغبة في إشاعة رسائل السلم و الايخاء و التسامح انطلاقا من أرض المملكة المغربية ، التي تمثل نمودجا للتعايش. و قد اختير للنسخة الخامسة من هذه التظاهرة المنظمة من قبل جمعية (مغاربة بصيغة الجمع) بشراكة مع النادي الاولمبي البيضاوي (سوك) كشعار " هذه القيم و الادواق التي توحدنا" ، وذلك لإبراز التنوع و الغنى الذي يزخر بها فن الطبخ المغربي باعتباره تراثا غير مادي مشترك بين مختلف الطوائف الدينية التي تتعايش في المغرب . فعلاوة على الاطباق التي تم تدوقها بالمناسبة ، اسمتع المدعوون بوصلات من فن الانشاد الديني عكس بكل فنية التعايش بين المسلمين و اليهود و المسحيين ، تحت شعار " الله الواحد الأحد " . ومن أقوى لحظات هذه التظاهرة جلوس إمام و قس و حبر حول مائدة واحدة , حيث تداولوا على القاء خطب تمجد قيم التعايش و التسامح و التضامن و الاخاء ،و هي السلوكات التي ميزت على الدوام الروابط بين المواطنين المغاربة مهما كانت دياناتهم . و في كلمة بالمناسبة ، قال مستشار الملك أندري أزولاي ، " إننا خلال هذه اللحظة ،ومن حولنا ، نواجه فاجعة ، ومأساة ، و ارتدادا "، وذلك في إشارة الى الهجمات الارهابية التي هزت بريطانيا مساء امس السبت ، مضيفا ان "الاستثناء في هذه الامسية حيث نقف عن قرب على الواقع المغربي المتميز ". و شدد أزولاي على "أن المسؤولية التي تقع على الجميع هي أن تقول للآخرين أن هذا المغرب قائم فعلا " ، مبرزا أن التوافق الوطني يحبل بالعديد من القيم السمحة . و اضاف متوجها الى ممثلي الدينات السماوية بالقول "إن هذه الاخيرة لم تشكل قط ، في المغرب ، مصدرا للمشاكل و القلاقل ، بل متلث الحل أو جزء من الحل "، مجددا التأكيد على ان هذا" التعايش المنسجم بين الديانات في المملكة أفرز خارطة طريق مغربية" . من جهته، اعتبر المونسنيور فيتو رالو ،ممثل حظيرة الفاتيكان في الرباط، أن " اختلافنا يشكل بما لا يدع مجالا للشك مصدرا لتقاربنا " ، مؤكدا في هذا الصدد أن "الحوار ضروري بين الديانات السماوية من منطلق أن إلاهنا واحد ، أحد". أما فضيلة الشيخ الامام عمر لمراني ، فذكر في كلمته بأن المغرب يعد بامتياز أرض اللقاء و التسامح و السلام . من جهته، أبرز الملحق السياسي لقنصلية الولاياتالمتحدة في الدارالبيضاء سبيكتور فيال العمق التاريخي للعلاقات بين بلاده و المملكة المغربية ، مذكرا أن البلدين معا يواجهان التحديات نفسها،و يعملان معا على رفعها ، باعتبار أن المغرب شريك استراتيجي للولايات المتحدةالامريكية . بدوره ، لاحظ مستشار التعاون و العمل الثقافي لدى السفارة الفرنسية في المغرب السيد جون مارك برتون أن العالم يوجد حاليا في مواجهة مفتوحة مع تنامي مظاهر العنف ، داعيا الى تكثيف الجهود من أجل مواجهتها . وذكر بأن المغرب بلد قوي بتنوعه الثقافي و بروح التسامح التي تسود في كامل أرجائه . من جهتها، أشارت القنصل العام لبلجيكا في الدارالبيضاء آن فاندروماييل إلى أنه تتواجد ببلادها جالية مغربية كبيرة ،مبرزة أن مواطنيها المتواجدين بالمغرب يتمعتون بمقام طيب، حيث حفاوة الاستقبال و الضيافة و رغد العيش . وكان رئيس جمعية (مغاربة بصيغة الجمع)، أحمد غيات ، قد اعتبر في مستهل حفل الافطار أن هذه المبادرة التي تشهد حضور شباب ينحدرون من بلدان افريقيا جنوب الصحراء هي رد و اجابة صريحة على خطاب الكراهية والعنف والرفض والهمجية. و أكد في هذا السياق أن الشباب بحاجة إلى حركية ما بين الأجيال تمكنهم من التعلم و العطاء ، مبرزا أن المغرب كان و لايزال مستقرا يعيش فيه المواطنون سواء كانوا مسلمين او يهود أو مسحيين في وئام و انسجام تام . وتهدف جمعية (مغاربة بصيغة الجمع ) إلى المشاركة في تنمية الروابط الانسانية التي تجمع المغرب ببقية بلدان العالم وفتح آفاق للحوار الهادف وتجسيد القيم الإنسانية المتبادلة، و تجمع مغاربة الداخل والخارج حول نقطة مشتركة تتمثل في الدفاع عن القيم الكونية والحوار والانفتاح والتسامح.