أكد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة أن التعددية والتنوع اللذين يجسدان غنى المغرب، يجعلان من المملكة فضاء لمقاومة الفكر المناهض للحوار والتعايش بين كافة أبناء الإنسانية. ولاحظ أزولاي، في كلمة أمام المشاركين في مأدبة إفطار نظمتها جمعية «مغرب التعددية» نهاية الأسبوع الماضي بالبيضاء، بحضور عدد من الشخصيات المنتمية للديانات السماوية الثلاث، أن قيم التعايش والحوار وقبول الآخر تشهد في الآونة الأخيرة تراجعات كان آخرها النقاش الذي عرفته الولاياتالمتحدة حول بناء مسجد قرب مكان أحداث 11 شتنبر. وأضاف أن مأدبة الإفطار هذه تعكس مغرب اليوم المتشبع بقيم التعايش والحرية والمعتز بحضارته الضاربة في التاريخ، مبرزا أن الحاضرين في هذا اللقاء يمثلون جميع المكونات الاجتماعية لمغرب اليوم. وأكد أزولاي أن الهدف من هذا اللقاء هو إبراز الحرص على تعزيز وتقوية قيم التعايش واحترام الآخر والانفتاح والحوار مع تركيز الضوء على مميزات الهوية الحضارية والثقافية للمملكة المغربية، مشددا على ضرورة التأكيد على أن المغرب كان وسيظل ذلك الفضاء الذي يدافع على أسمى القيم الإنسانية. من جانبه، وفي كلمة باسم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، استعرض عبد العزيز الإدريسي، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي الجوانب المضيئة في الحضارة الإسلامية والتي تؤكد أن الإسلام دين الرحمة والإحسان والعدالة والإنصاف، مشيرا إلى أن الحضارة الإسلامية دافعت على قيم التسامح مع غير المسلمين والإحسان إليهم. وأضاف أن الإسلام يؤكد على ضرورة الإيمان بجميع الأنبياء والرسل وعلى التعاون بين كافة أبناء الديانات من أجل الصالح العام، مشيرا إلى أن الاختلاف في الأديان بين البشر لا يمنع أن تسود المعاملة الحسنة وتبادل المنفعة المادية بينهم. وأبرز أن هذا اللقاء يتيح الفرصة لكل المغاربة للمساهمة في النهوض بالأمة المغربية لتحقيق ما يصبو إليه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أن تعم المحبة والإخاء بين أفراد شعبه في مغرب اشتهر بالتسامح والتعايش ونبذ التعصب والانغلاق والكراهية في إطار القيم العليا المشتركة بين الشعوب. ومن جهته، أكد محمد برادة الرئيس الشرفي لجمعية «مغرب التعددية» أن هذا اللقاء يرمز إلى التعددية التي تكون الهوية المغربية ويحمل في طياته تعزيز العلاقات الإنسانية بين بني البشر كيف ما كانت معتقداتهم. ودعا محمد برادة إلى الدفع بقيم المحبة والإخاء لتتغلب في العلاقات بين كافة مكونات المجتمع المغربي وكذا بين المغاربة والآخر، مشيرا إلى أن العلاقات الروحية والإنسانية مبنية على المحبة والتسامح والتضامن.