عندما أتحدث عن ريال مدريد تستغل تصريحاتي وتنحرف عن سياقها حقق المدرب الاسباني رافاييل بينيتيز، البالغ من العمر 58 عاماً، العديد من الألقاب خلال مسيرته. فقد بدأ مشواره في مجال التدريب بأكاديمية ريال مدريد سنة 1986، وتولى فيما بعد المسؤولية التقنية لفريق فالنسيا سنة 2001، قبل أن يشد الرحال إلى إنجلترا سنة 2004، حيث قاد نادي ليفربول. بعد ذلك خاض المدرب ينيتيز تجربة قصيرة دامت لمدة نصف عام رفقة فريق إنتر ميلان، حيث تمت إقالته في 23 ديسمبر2010، ليعود للتدريب من جديد من بوابة تشيلسي في موسم 2012 – 2013، قبل أن يرحل ليتولى تدريب نابولي لمدة موسمين وبعدها ريال مدريد لستة أشهر، قبل أن ينتهي به المطاف مدرباً لنادي نيوكاسل يونايتد، الذي حقق معه الصعود خلال العام الماضي إلى الدوري الانجليزي الممتاز. يلقب بأستاذ التكتيك، لأنه يستطيع قلب مجريات المباريات بتغييراته خلال الأوقات الحاسمة والمصيرية، وقد تمكن بذهائه وذكائه من الظفر بلقب عصبة أبطال أوروبا رفقة ليفربول، في نهاية تاريخية أمام أي سي ميلان الإيطالي، ونجح بتغييراته وتعديلاته التكتيكية في القضاء على ميلان، وحول الهزيمة المؤكدة لليفربول بثلاثية نظيفة إلى فوز لن يتكرر بسهولة مرة أخرى. رافاييل بينيتيز، خص مجلة «فرانس فوتبول»، بحوار مطول، استعرض فيه تفاصيل انتقاله إلى نيوكاسل وأسرار اللعب في الدرجة الثانية من الدوري الانجليزي. وفي ما يلي نص الحوار: – لنتحدث بصراحة، كنت تصنف من بين أفضل المدربين الأوروبيين البارزين. لكن انتقالك إلى الدوري الإنجليزي لتدريب نيوكاسل يونايتد في مارس 2016، والذي كان يحارب من أجل البقاء وتفادي السقوط، كان مفاجأة بالنسبة لنا، كيف تعلقك على الأمر؟ – يجب رؤية الأمور من منظور آخر. الأجواء في المدينة رائعة وفريدة من نوعها. النادي يتميز بمكانة هامة ويمتلك ملعبا كبيرا وقاعدة جماهيرية قوية، حماسية وشغوفة. رأيت العلاقة التي تربط النادي بهجمهور، لهذا أنا أعتبر هذه الأمور أساسية ومهمة، تحفزنا عندما نتخذ القرارات الحاسمة، وتساعدنا أيضا في بناء العلاقات المستقرة والمستمرة على المدى البعيد. صحيح أن الأمور معقدة في « التشامبيون شيب «، لأنني عند التحاقي بالفريق كان يعاني من أزمة النتائج، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة وسقط إلى الدرجة الثانية. لكن مغادرتنا للدوري الممتاز قدمت لنا فرصة لإعادة ترتيب أوراقنا وبناء الفريق من جديد، وبدأنا مشروعا فعالا، رغم أن هذا شيء صعب، لأننا كنا نحارب في نفس الوقت من أجل الصعود إلى الدوري الممتاز. أنا مندهش من كلامك! فأنت تتميز بشخصية عقلانية وموضوعية، والآن تتكلم عن حماس الجمهور وتعتبره عاملا أساسيا في تحديد مسار الفرق ونجاحها. أليس كذلك؟ – قوة النادي تنبع من تاريخه، وسائله المادية، ترسانته البشرية، درايته الميدانية وإنجازاته، وفي نفس الوقت دعم جمهوره. مثلا عندما فاز فريق ليفربول بعصبة الأبطال سنة 2005 (النهائي الخالد … معجزة الدقائق الأخيرة أمام ميلان في إسطنبول، في ذلك الوقت قلب ليفربول الطاولة على ميلان، بعد أن سجل ثلاث أهداف في الست دقائق الأخيرة من المباراة، رغم أنه كان متأخرا منذ الشوط الأول بثلاثية نظيفة، ليتوج «الريدز» في النهاية بلقبهم الأوروبي الخامس بفضل ركلات الترجيح). هل كنت تتنبأ بذلك، أو هل ظننت لبرهة أن الفريق يمكنه تحقيق ذلك، لولا مساندة الجمهور وثقته بفريقه. مسارك مع نادي «ليفربول» (2010 – 2004) كان ناجحا. هل عامل القرب من المدينة كان من بين العوامل الحاسمة المؤثرة في اتخاذ قراراتك؟ – عائلتي ما تزال تقطن في مدينة ليفربول. أطفالي ترعرعوا هناك وأنشأوا عالمهم الخاص (أصدقاء، علاقات…) ويعشون حياة جيدة. أظن أن عامل القرب بين مدينة ليفربول ونيوكاسل كان من بين الأسباب التي دفعتني لاختيار هذا الفريق، لأنني وبكل بساطة سأتمكن من مقابلة عائلتي بسهولة، دونما التفكير في متاعب السفر والتنقل من دولة إلى أخرى. إنني أحب الأجواء هنا، إنه مكان رائع، حيث المشجع يعرف كيف يترجم استثماراتك ومجهوداتك، يعشق ويضحي بالغالي والنفيس من أجل النادي. الجمهور يريد من اللاعب تقديم كل ما لديه من مهارات وإمكانيات داخل رقعة الميدان. نيوكاسل مثل ليفربول، هي أيضا مدينة العمال والعمل، وهذه هي العقلية التي يجب أن تسود داخل الأندية، »العمل والاجتهاد، وليس تقديم فقط العروض الاستعراضية .« -كنت متعودا على تدريب لاعبين محترفين وبارزين في البطولة، لكن في نيوكاسل كان عليك التعامل مع لاعبين متواضعين أو أقل احترافية. هل كان هذا عملا جديدا بالنسبة إليك؟ – (يضحك) نعم، كان هذا في البداية، لكني أعلم جيدا ماذا يعني الفوز، وكيفية اللعب في الدرجة الثانية، علما بأن البعض حذرني من المغامرة حيث اعتبروا أن «اللعب في «التشامبيون شيب» أمر خاص وفريد ليس كباقي البطولات». على أية حال، لا يمكن أن تنجح بسهولة أو تحقق الانتصارات ببساطة، لكن رغم كل شيء يجب أن تثق في قدراتك ومهاراتك ومنهجيتك، وألا تغير مسارك أو أسلوبك. إننا نتوفر على ترسانة بشرية جيدة للتنافس في مثل هاته البطولات، «التشامبيونشيب» تعتبر منافسة صعبة ومعقدة تعتمد على القوة واللياقة البدنية، تتطلب بدل الكثير من المجهود وتستهلك الطاقة. لا يمكن لك التكهن بالمستقبل، ففي كرة القدم كل شيء وارد وقابل للتحقيق، وقد تقع أمور لم تكن في البال ولا في الحسبان، لهذا تبقى أنسب وسيلة للسيطرة على الوضع هو التشبث بنهجك والحفاظ على خطة عملك. – هل توجب عليك تغير طريقة عملك؟ فأنت كنت تدرب أفضل وأكبر الأندية الأوروبية كريال مدريد وليفربول وتشيلسي … لكن في نيوكاسل الأمور مختلفة، أليس كذلك؟ – تدريب الصفوة أو النخبة (يضحك). فهمت قصدك جيدا، لكني لا أجد مشكلة في ذلك، عموما يظل جوهر اللعب مماثلا ومتشابها، فعلى مستوى التدريب يبقى المبدأ واحد، لا نغير الأساسيات أو القواعد أو المعايير، الشيء الذي قد يتغير هو التكتيك، الخطة والأساليب. فمثلا إذا كنت مدربا لريال مدريد أو أحد الأندية الكبيرة، فإنك تبقى المسؤول عن خلق الفرجة والمتعة والفرص، ويقع العكس إذ لم تدرب تلك الفرق، لأنه سيتوجب عليك حتما العمل على خلق تقنيات مختلفة، كالتكتلات الدفاعية، العمل على الرفع من اللياقة البدنية والاشتغال على مختلف التمريرات والعرضيات. وفي التدريب يفضل اللاعب أن تقترح عليه حصصا غنية بالأساليب والخطط التقنية والتكتيكية من أجل تكسير الروتين، وفي نفس الوقت تساعده وتحفزه على تطوير وتنمية قدراته. – ما هي الإضافات التي قدمتها للاعبين الذين لم تمنح لهم الفرصة لاكتشاف طريقة لعب النجوم؟ – هدفي ليس الأمر والنهي أو التحدث قائلا «قم بذلك أو ذاك»، بل بالعكس، ينبغي أن أمنحهم المفاتيح الأساسية واللازمة التي تمكنهم من تسوية الأمور بطريقة سلسلة وتعلمهم كيفية التعامل مع كل وضعية. لهذا قمت بإدراج جلسات حوارية في جدول أعمالنا لمناقشة والبحث عن حلول للمشاكل. في لعبة كرة القدم يتحتم علينا أن نمتلك القدرة والإمكانية لقراءة اللعبة جيدا وتقديم الحلول المناسبة والملائمة لأي وضعية أو مشكل ما. ففي المباراة لا يستطيع اللاعب أن يلعب وهو يضع سماعة أذن، ولا يحق له اتخاذ القرارات بذريعة أنه تم التدرب عليها مسبقا، اللاعب يتوجب عليه التفكير والبحث عن الحلول السليمة أثناء اللعب، هذا هو الدرس الذي أحاول غرسه وتلقينه إلى جل أبناء الفريق. – كيف تقيم تجربتك مع الفريق؟ ثم ماذا اكتشفت وتعلمت خلال عملك مع نيوكاسل؟ – تتميز البلدان اللاتينية والمنافسات الكبرى بمنظومة لعب جيدة، متوازنة، رزينة وفي نفس الوقت قوية، خطيرة ومفتوحة، لكن اللعب فينيوكاسل يتميز بعدة تحديات ورهانات، وينبغي علينا أن نساير ونتماشى مع هذا الوضع، فمثلا، يجب تعلم كيفية التحكم والحفاظ على إيقاع المباراة، مسايرة أطوار اللقاء، تعقب وتتبع المهاجمين، تقوية خط الدفاع، لأن الفرق المنافسة تتدرب جيدا على ممارسة الضغط، ورغم كل هذا نقع في بعض الأحيان في فخ الاندفاعات الهجومية أو بما يصطلح عليه في إنجلترا « kick and rush»، أي الاندفاع والهجوم عن طريق لاعبي وسط الميدان والمهاجمين، اللذين يخترقون منطقة العمليات، رغم تكتل الدفاع. كل هاته الأمور مفيدة ومهمة بالنسبة لي. – هل شعرت يوما بالقلق أو خشيت من فقدان صورتك عندما التحقت بنيوكاسل؟ – أعتقد أن بعض الأشخاص تستنتج خلاصات خاطئة، لأنني قبلت تدريب نيوكاسل. حسنا إنني أتقبلها، لكن في نفس الوقت يتواجد أشخاص آخرون يقولون «إنه مدرب يمتلك ثقة كبيرة ليذهب إلى نيوكاسل، حصل على العديد من الألقاب الأوروبية رفقة أكبر الأندية…لنرى وننتظر ما هي الإضافة التي سيقدمها للفريق، وما الذي سيقدر على فعله…؟». لقدحصدت كؤوسا وبطولات وألقاب أوروبية، وأعلم أن نسبة الظفر بهذه الأخيرة ترتفع إذا كنت تتوفر على فريق كبير وممتاز، لكن في نفس الوقت فزت رفقة الفريق بلقب « التشامبيونشيب «، وهذا خير دليل على خبرتي ومهارتي… ومما لا شك فيه فإنني أحسن مدرب اليوم. – ما هو أصعب، تدريب لاعب بمهارات وإمكانيات عادية ومتواضعة أو التعامل مع النجوم مثل كريستيانو، صامويل ايتو وستيفن جيرارد…؟ – أعتبر الأمرين مختلفتان تماما، فالعمل مع أحد الأندية العريقة يعتمد أيضا على التعامل مع أشخاص أعلى رتبة منك، وفي بعض الأحيان تفقد السيطرة، فمثلا إذا كان المسيرون يدعمون الرئيس فهذا شيء يسهل التعامل معه، لكن إذا كانوا يدعمون اللاعبين فإن الأمور هنا تصبح أكثر تعقيدا وتبدأ المشاكل. أرى وجود التناقض في بعض الأشياء، إذا عينت مدربا ما، فإن هذا يعني أنك تثق به وبقدراته، أليس كذلك؟ لهذا يجب دعمه واحترامه. لأنه إذا علم اللاعبين أن مدربهم محمي ومدعوم من طرف الإدارة والمسؤولين فإنهم سيتتبعون منهجيته وفلسفته وخططه بدون نقاش، أي بمعنى آخر سيخضعون لسلطة المدرب، وإذا لم يشعروا بذلك، هنا تتسع فجوة المشاكل وتنهار الثقة ويضعف موقف المدرب أمام لاعبيه. – بناء فريق متكامل والإشراف على النادي من جميع النواحي، وليس تدريب الفريق الأول، هل هذا هو نوع المشاريع التي تفضلها؟ – العودة إلى إنجلترا جاء في الوقت المحدد، وجدت مكانا حيث المدير يحمل على عاتقه مسؤولية الفريق، وله الصلاحيات الكاملة لتسيير وتدبير شؤون فريقه بدون تدخلات أو تشويش، إنه يعمل بطريقته الخاصة وهذا هو الذي ما كنت أحتاجه.. «أن أكون من جديد سيد مشروعي». إنني شخص براغماتي، فإذا ذهبت إلى أحد الأندية الكبيرة حيث الهيكلة التنظيمية جيدة، فإنني لا أمانع تدريب الفريق الأول فقط، وسأكون جد سعيد بذلك. لكن في إنجلترا، دور ومهمة المدير تتجلى في إحراز التقدم والنجاح في مختلف المجالات (التدريب، الانتدابات…)، وبالتالي ينبغي أن أشارك بدوري في هذه المهمة. أمتلك شهادة مدرب بدني، أعشق التدريب، التوجيه والقيادة، ومع تراكم الخبرات والتجارب التي اكتسبتها من مختلف الدول الأوروبية، أصبحت معارفي أكثر نضج، وتحسن أسلوبي كثيرا وتطورت مهاراتي وخبرتي، وأنا جد سعيد وشرف لي أن أشاركها مع زملائي. – هل تظن أن نقل تجربتك وما اكتسبته خلال السنوات الماضية أهم من الفوز؟ – لا. على كل حال، يبقى هدفي الأسمى هو الفوز، لأنه شيء أساسي ومهم لكسب الثقة العامة. الانتصار يمنحك الوقت الكافي للقيام بالأعمال الدقيقة والمضي قدما. الظفر ب 13 لقبا في ظرف 15 سنة، أظن أنني قد أبليت بلاء حسنا، أليس كذلك؟ (يضحك). – هل وقعت أحيانا في فخ الإعلام؟ فمثلا عندما كنت مدربا للريال قراراتك بخصوص اللاعب البرازيلي كارلوس هنريكي كاسيميرو كانت معرضة للانتقادات من طرف الجميع، لكن دعم زيدان لكاسيميرو أدهش البعض، وعندما يتخذ قرارات بشأن هذا اللاعب الكل يدعمه ويصفق له… كيف ترى الأمر؟ – المشكل هنا أنني بمجرد التحدث عن الريال، تستغل تصريحاتي وتنحرف عن سياقها، وهذا يخلق جدلا كبيرا وخلافا عديم النفع والفائدة داخل الأوساط الرياضية. الشيء الذي أريد توضيحه هو أنني عندما أقوم بتدريب فريق ما، فإنني أقوم بواجبي على أكمل وجه، ودائما ما أترك الفريق مستعدا وجاهزا للمنافسة. الفرق هنا واضح وبسيط. فمثلا جل المقترحات المعروضة على المسير تكون في أغلب الأحيان جيدة ومقبولة، لكن عندما يتم رفضها أو التخلي عن مدرب ما، وهو الذي نقل ووضع مجموعة من العمليات والأساليب الأساسية لتخطي مرحلة معينة، ليأتي فيما بعد خليفة له ويقدم تقريبا نفس المخطط ويتم الموافقة والمصادقة عليه من طرف الإدارة، فاعلم جيدا أن المسير يتعرض لضغوطات خارجية كبيرة تؤثر عليه في اتخاذ قراراته. – هل يسيطر عليك الغضب عندما تواجه مثل هذه المشاكل ؟ – هذا يتوقف على الطريقة التي وقعت بها الأمور. لا يمكن لنا البقاء مكتوفي الأيدي دونما فعل أي شيء أو التحسر على الماضي والإسهاب فقط في الكلام، وفي كلتا الحالتين، لا ينبغي أن تسمح لتلك المشاعر بالسيطرة عليك أو تجمد طموحاتك وأفكارك، يجب أن تتحكم في ردود أفعالك وتمضي قدما، لأنه الشيء الإيجابي الوحيد الذي تستطيع فعله. بعدما قبلت عرض نيوكاسل، قلت إن هذا سيكون تحديا ممتازا ورائعا. بعد تشيلسي، رفعت تحدي نابولي وفزنا آنذاك بلقبين (كوب وسوبيركوب الإيطالي سنة 2014) ضد فريق يوفنتوس، الذي يعتبر منذ سنوات أفضل نادي في إيطاليا. n مقارنة بمستوى الفرق التي دربتها، هل تعتبر «نيوكاسل» من أصعب التحديات التي وجهتها؟ p لا ليس بالضرورة. نتوفر على العديد من المؤهلات ونقاط القوة التي تسمح لنا بتحقيق أهدافنا، بما أننا أنتمي إلى مثل هذه المدينة، ونمتلك مثل هذا الملعب ومثل هذه المؤهلات البشرية والمادية، ودائما ما نجد جمهورا غفيرا يقف بجانبنا ويساعدنا ويدعمنا. تدريب «الريال»، «تشيلسي» وحتى «ليفربول» يتطلب منك تحقيق النتائج الإيجابية الدائمة، تحقيق الانجازات والفوز المستمر بالألقاب باعتبارها فرق تنافسية. لكن في بعض الحالات، الأمور تتغير ويستغرق لتحقيق ذلك الكثير من الوقت، لهذا ينبغي على النادي التحلي بالصبر والوعي. – ما هو هدفك مع الفريق هذا الموسم؟ – كنا نلعب في «التشامبيونشيب» العام الماضي، وأهدرنا أموال النقل التلفزي بينما استفادت منها فرق أخرى. يبغي التحلي بالصبر، إننا الآن أمام مرحلة جديدة، هدفها الأسمى هو البقاء والتنافس في الدوري الانجليزي الممتاز، دونما التفكير في الترتيب، عندها سنمتلك العديد من المداخل المالية التي ستساعدنا وستمنح لنا بتقوية وتعزيز صفوف الفريق للذهاب بعيدا في هذه المنافسة. – فزت بثلاث كؤوس أوروبية خلال مشوارك الكروي، هل تظن أنك لن تستطيع معانقة مثل هذه الألقاب من جديد وتكرار تلك المشاعر؟ – نعم، في الوقت الحالي أظن ذلك. لكن المستقبل يخفي أشياء كثيرة، وقد تتغير الأمور في أية لحظة، مثلا حين التحقت بفريق «ليفربول»، كان يعاني من أزمة ألقاب، إذ كان يصنف دائما ضمن «big four» أي من بين أكبر أربعة فرق في الدوري الانجليزي، لكن بدون تحقيق أي إنجاز، إلا أن الفريق أصبح بطل أوروبا منذ أول موسم دربته، وبلغ بجدارة واستحقاق نهائي العصبة الأوروبية في مناسبتين، ولعب أيضا على عدة واجهات. فمن الذي كان يتنبأ بذلك عندما وقعت مع الفريق؟. – معجزة فريق «ليستر سيتي» سنة 2016، هل منحت لفرق الدرجة الثانية حلم وأمل الفوز بالدوري الممتاز؟ – نعم بالتأكيد. لكن، ورغم كل شيء، فنحن واقعيين، فباستثناء فريق «ليستر سيتي»، خلال 20 سنة، لم يفز أي فريق من الدرجة الثانية بلقب الدوري الانجليزي الممتاز، ودائما ما تكون الانجازات من نصيب الأندية الكبرى، التي تتوفر على ميزانية ومداخل مالية مهمة. وواقعة «ليستر» هي معجزة القرن، فبدل الحلم، أنا أفضل العمل والاجتهاد، بعدها يمكن أن…(يضحك).